كتب: أحمد علي التكافل صفة شاملة لصور كثيرة من التعاون والترابط والمشاركة في سد الثغرات, تتمثل في تقديم العون والحماية والنصرة والمواساة وقضاء حاجة المضطر وإزالة هم الحزين من ضمن تلك الصور التي يتميز بها المجتمع الإسلامي إعانة المدين الغارم فالغارمون هم من أثقلتهم الديون بسبب حاجاتهم الماسة للعيش والحياة الكريمة او بسبب دين غير مقصود كالحوادث والكوارث والأمراض التي قدرها الله عز وجل, وقد لا يستطيع سداد هذا الدين بسبب الفقر, فعن رسول الله صلي الله عليه وسلم, لما فتح الله عليه الفتوح واستغني بيت مال المسلمين قال: أنا أولي بالمؤمنين من انفسهم فمن توفي من المسلمين فترك دينا فعلي قضاؤه. يقول الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر, إن الله عز وجل قال في كتابه الكريم انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم التوبه06 وإن من بين هذه المصارف الثمانية نجد مصرف الغارمين وهذا المصرف يضيق ويتسع حسب ما يصادف المجتمع من أزمات فردية أو جماعية, فالحياة الدنيا مليئة بالاقدار الالهية وبالصراع البشري بين الدول او بين السياسات والتوجهات أو بين أبناء المهنة الواحدة, كل ذلك يجعل الحياة ميدانا فسيحا لمفارقات اقتصادية بين الكساد والرواج للسلع وبين الرخاء والغلاء للاسعار وقد تترتب ازمات بين المرض والصحة او الزواج والطلاق, كما أن تقلب الأحوال قد يسبب عدم وفاء المتعاقد بدينه فقد يعجز عن السداد مما يعرضه لجزاءات, وكل هذه الأحوال تجعل العزيز ذليلا وتجعل القادر عاجزا مما يضيف شرائع جديدة الي المحتاجين بصفة طارئة وملحة, لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله, من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة ومن يسر علي معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.