نشر الأهرام في صفحته الثانية صباح الأربعاء تقريرا صحفيا بعنوان " طبيب يمنع فريق باب النهار من التصوير لأنه حرام " و مضمون الخبر المثير أن فريق عمل مسلسل " باب النهار" كان يستعد لتصوير بعض مشاهد المسلسل في مستشفى أكتوبر العام ، وقد فوجئ فريق التصوير برفض الطبيب المسئول عن المستشفي في ذلك الوقت وهو نائب مدير المستشفي وهو ينتمي للتيار السلفي وفقا للخبر الذي نشر ايضا بالتزامن في عدد كبير من المواقع الإخبارية السماح لأسرة العمل بالتصوير بحجة أن التمثيل حرام شرعا ، وقد حاول فريق العمل إقناع الطبيب السلفي على مدار خمس ساعات بأنهم سيصورون مشاهد خاصة بالشباب المصابين في ثورة 25 يناير، إلا أنه لم يقتنع وأصر على رحيلهم علي الرغم من حصول الشركة المنتجه علي التصاريح المعتادة للتصوير وبسبب هذا التعنت الشديد قام المخرج بإلغاء التصوير . وفي تقديري أن هذا الحدث ما هو إلا مقدمة وبداية لما ينتويه أصحاب التيارات السلفية تجاه كل ما له علاقه بالثقافة والفنون في هذا الوطن ، ولا يجب أن يمر هذا الموقف بشكل عابر ويعتبره البعض خبرا بسيطا أو تافها لا يستحق الوقوف عنده طويلا ، لأن ما حدث يمثل فكرا وتيارا موجودا في أذهان وعقول الكثيرين من أصحاب هذه الشعارات التي يمكن أن تهدد مدنية أي دولة حديثة نأمل جميعا في بنائها في المستقبل القريب . مصر كانت وستظل دائما هي قلعة الثقافة والفنون في العالم العربي والفن المصري كان عبر سنوات طويلة هو القوة الناعمة الحقيقية لمصر في العالم العربي ولازالت الملايين من المحيط للخليج تهتم بالفن المصري ربما أكثر من بعض المواقف السياسية ، ولا يجب أن نهدر تاريخنا ومستقبلنا الثقافي أمام نزوات اشخاص غير مسئولين تحت ستار الدين . وعلي الرغم من مرور وقت كاف بعد هذا الحدث إلا أنه لم يصدر اي تعليق رسمي من وزارة الثقافة المصرية أو من النقابات الفنية أو من تجمعات الفنانين والمثقفين تجاهه ، وأعتقد أنه من الضروري أن تكون هناك وقفة من كل التيارات الفكرية المعتدلة تجاه هذا الموقف حتي لا يتكرر مستقبلا ونصحو يوما علي وقت نجد فيه من يحرم علينا مشاهدة التليفزيون . المزيد من مقالات مدحت حسن