السؤال الذي لا يزال يتردد في الشارع السياسي بعد ثورة25 يناير هو: شباب مصر إلي أين؟ فقد أثبت شباب مصر علي مدار التاريخ أنهم الثروة الحقيقة للمجتمع المصري وأنهم نقطة التحول الرئيسية في أي مشروع تنموي للنهوض بالدولة. فعلي أكتافهم كانت ثورة يوليو التي حررت مصر من الاستعمار وبسواعدهم قادوا ثورة التغيير في25 يناير للانقلاب علي الحكم الشمولي وكتابة السطر الأول في مشروع التحول الديمقراطي والتطور الاقتصادي من خلال النهوض بكافةقطاعات الدولة ولكن هل من المنطق أن يكون شباب مصر بعد25 يناير بلا كيان يستثمر طاقاتهم ويحولها إلي رافعة للنهوض بمصر؟. ونحن نكتب هذه السطور بعد مايقرب من6 أشهر من الثورة المجيدة التي قادها الشباب وأضاءت سماء مصر في ميدان التحرير وكل ميادين وساحات مصر في مختلف المحافظات فإنه لا يوجد حتي الآن هيئة في الدولة لاستثمار طاقاتهم وتوجيهها في الاتجاه الصحيح لخدمة البلاد وفي الوقت نفسه ستكون أمامنا فرصة لتقليب ومراجعة أوراق لتقييم تجربة الشباب والرياضة في مصر باعتباره الجهاز المعني بالقيام بهذه المهمة فعدد شباب مصر يزيد علي أربعين مليون نسمة. يقول الدكتور محمد عبد العال رئيس قطاع الشباب السابق أنه ثبت بالدليل القاطع أنه لابد أن تكون هناك وزارة تجمع بين الشباب والرياضة حيث أثبتت التجربة فشلها فالشباب هم الذين يمارسون الرياضة إذن فصل الرياضة عن الشباب خطأ يعوق حركة الشباب مؤكدا أن الرياضة نشاط من أنشطة الشباب ويمكن فصل رياضة البطولة وحدها في جهاز منفصل لكي نستطيع من خلاله تحقيق أهداف رياضة البطولة الأندية- الدوري العام- الاتحادات الرياضية أما رياضة الممارسة ورياضة التفريغ تبقي مع أنشطة الشباب. مراكز الشباب مهمتها تفريغ الأبطال لإعداد الأندية ومراكز البطولة بالنماذج الطيبة. ويؤكد رئيس قطاع الشباب السابق فشل المجلس القومي للشباب في رعاية الشباب المصري ثقافيا ورياضيا وعقليا وفنيا وذلك نتيجة التخبط في القرارات وتعديلات اللوائح الخاصة بالكشافة وبيوت الشباب مما ولد المشاكل داخل هذه الهيئات. ويكشف عن أن رئيس المجلس القومي للشباب صفي الدين خربوش ألغي جميع الأنشطة والبرامج والمعسكرات والتي تبلغ نحو33 معسكرا بحجة أن هذه المعسكرات ليس لها قرار تخصيص. كما كشف الدكتور عبد العال عن أن فشل تجربة المجلس القومي للشباب نتيجة للصراع الذي أخذ فترة كبيرة في التقسيم حول تبعية مراكز الشباب مما جعل المجلس القومي للرياضة يقع في خطيئة رفع يده عن دعم الرياضة في مراكز الشباب. وقال الدكتور محمد عبد العال أن المجلس القومي للشباب خالف القانون في تعديل اللوائح الخاصة بمراكز الشباب من جانبه يقول الدكتور محمد صبحي حسانين رئيس جامعة حلوان الأسبق ونائب رئيس اتحاد الجامعات العربية: نريد أن يكون الشباب في مقدمة المستفيدين لأنهم رصيد الدولة في المرحلة المقبلة فالعمل سيكون من خلال الأحزاب والعالم كله يسير علي هذه الوتيرة, فأمريكا وانجلترا وألمانيا الأحزاب في المقدمة ورئيس الدولة لا يستطيع أن يتخذ قرارا دون الرجوع للبرلمان. ويضيف نحن نحتاج في الفترة المقبلة إلي قيادات تكنوقراط متخصصة في مجالات المؤسسات نفسها وأن يكون الشعب رقيبا علي الحكومة من خلال الأحزاب خاصة في ظل التحول للحياة النيابية الجديدة فالشعب نفسه يراقب ولا يقتصر الأمر في الرقابة علي الأجهزة الرقابية. ويضيف الدكتور وليد صادق من شباب ثورة25 يناير والممثل السابق لشباب مصر في الأممالمتحدة أن العالم الخارجي لا يعرف شيئا عن الشباب المصري نظرا لعدم مشاركته في الأحداث الدولية والمؤتمرات الشبابية التي تتم تحت مظلة الأممالمتحدة. ويؤكد ضرورة أن تتعامل الحكومة مع الشباب علي أنه شريك لها وأن الشباب هو جزء من الحل وليس المشكلة ويقترح أن يكون المجلس القومي للشباب مجلسا أعلي للشباب يضم الهيئات والوزارات المعنية بالشباب كالصحة والتعليم والصندوق الاجتماعي. ومن جانبه أضاف أشرف علي عثمان منسق عام ائتلاف شباب مصر لإنقاذ بيوت الشباب أن الائتلاف رفع استغاثة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة تتضمن كل الملاحظات حول الفساد المالي والإداري وإهدار المال العام في بيوت الشباب بما يقرب من خمسين مليون جنيه مدعمة بالمستندات والتقارير الرقابية الصادرة عن الجهاز المركزي للمحاسبات وجهات أخري. وأوضح أن الائتلاف وضع لنفسه أجندة عمل لتصحيح كل الأخطاء التي وقعت في عهد المجلس القومي للشباب بقيادة خربوش. ومن جانبه يطالب الدكتور خالد عيسوي النائب السابق للاتحاد العام للكشافة والمرشدات والمفوض الدولي مقر لجنة العلاقات الخارجية بالاتحاد بعمل انتخابات لإعادة الشرعية لجمعيات الكشافة والمرشدات ورفع هيمنة الإدارة عن هذه الجمعيات لكي يعمل الشباب علي نهضة الحركات الشبابية بمصر.