في الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر يوم العاشر من رمضان انطلقت الطائرات المصرية لتعبر قناة السويس متجهة صوب اهداف اسرائيلية محددة لموقع رادارات العدو الاسرائيلي ومراكز التوجيه والانذار فضلا عن تدمير العديد من المناطق الادارية له والتجمعات العسكرية في سيناء. في نفس التوقيت بدأت قوات المدفعية علي طوال المواجهة كسر حاجز الصمت وتحويل الشاطيء الشرقي الي جهنم في أقوي تمهيد نيراني تعرفه المعارك. سقطت في الموجة الأولي من قصفة المدفعية 10500دانة بواقع 75 دانة في كل ثانية وبدأت فرق المشاه في اقتحام القناة مستخدمة حوالي الف قارب مطاط و 1500سلم لتسلق خط بارليف و وضع 8000جندي أقدامهم علي الضفة الشرقية للقناة وبعد ثمانية ساعات من القتال تم فتح 60 ممر في الساتر الترابي علي القناة وانشاء8 كباري وبناء4 كباري خفيفة و تشغيل 30 معدية لتبدأ بعدها الملحمة الكبري التي صنعها المقاتل المصري الصائم والذي أبهر أدائه العالم كله. هذه الملحمة كان لها صداها في كتابات وأقوال من خبراء السياسة الحرب في اسرائيل والعالم وصداها في كتاب بعض المفكرين المصريين. جولدامايئرا رئيس وزراء اسرائيل خلال حرب أكتوبر قالت ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسة في أن مصر قد كسبت الحرب. ويقول تريفور ديبوري رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن. ان الانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجئة خاصة للطرف الاخر رغم انها تمت تحت بصره. وأما الجنرال فارار هوكلي مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني ان النجاح العظيم الذ حققته العرب في هجومهم يوم اكتوبر انما يكمن في أنهم حققوا تأثيرا سيكولوجيا هائلا في معسكر الخصم وفي المجال العالمي. أما الجنرال الفرنسي اندريه بوقر هناك من وصف ثغرة الدوفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركة تليفزيونية وفي رأي أنها وصف دقيق وان كانت افضل وصف معركة دعائية. في حين يقول المؤرخ العسكري البريطاني ادجار أوبلانس ان الحرب اظهرت اننا لسنا أقوي من المصريين وأن هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل ان الهزيمة ستلحق بهم اذا تجرؤ علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت صحته. أما الدكتور يوسف القرضاوي الداعية الاسلامي المعروف فقد كتب عن حرب رمضان. إن الحدث الذي أحيا الأمة العربية من المحيط الي الخليج بل أحيا الأمة الاسلامية من المحيط الي المحيط هو حرب العاشر من رمصان. مضيفا أن رمضان بنفحاته وبركاته وامداداته التي هبت نسائمها علي الجنود الصائمين والمصلين كان له أثر في تحقيق النصر وامداد المقاتلين بشحنة ايمانية دفعتهم الي البذل والفداء. ويضيف ماأحلي مذاق النصر وخصوصا بعد تجرع مرارة الهزيمة المذلة من قبل لقد عبر الجيش المصري القناة وصنع قناطر أو جسور للعبور الي شرق القناة ونقل الدبابات والمجنزرات.ويقول كل شئ كان معدا بجدارة وحكمة ولم يكن هناك شيء مرتجل وقام كل سلاح بدوره سلاح المهندسين والمدرعات والطيران والمشاه كل قدم بما هييء له وماكلف به. وينهي مقاله قائلا: ان أهم مايملك المقاتل المصري هو الروح المعنوية انها روح الايمان بالله وأن الحق ينصر والباطل يدحر وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.