الإبداع لا يعني أن يتطاول الفن علي الرموز والأديان بحجة حرية التعبير.. الإبداع الحقيقي لا يعرف التعصب ولكن يجب أن تكون نظرته رحبة, وهو ما دفع الفنان التشكيلي طاهر عبد العظيم منذ نحو ثلاث سنوات الي إحياء أصول السنة النبوية العطرة، بعدما تعرض رسولنا الكريم للإساءة والتشويه من خلال بعض الرسوم, ولكونه فنانا مسلما كان ضروريا أن يستمد إبداعه من وهج الدفاع عن الهوية والرد علي هذه الرسوم بمثلها تحت مسمي مشروع السيرة النبوية الجاري حاليا دراسة نقله وضمه الي برنامج السياحة الدينية في تركيا لإمكانية تحويله الي مزار كبير للعالم استعان الفنان بدار الإفتاء في الإشراف علي الجانب الفكري للمشروع واستكمالا للمرحلة الأولي التي عرضت منذ عامين مستهلة بعام الفيل ومولد النبي وانتهت بنزول الوحي في سلسلة بانورامية متصلة منفصلة بعرض16 مترا وارتفاع1.4 متر مسلسلة طبقا للأحداث الزمنية نفذها بالألوان الزيتية علي التوال المثبتة علي خشب. ويفتتح فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بعد غد الخميس بساقية الصاوي المرحلة الثانية لمعرض رؤية تشكيلية للسيرة النبوية إلي جانب المرحلة الأولي بريشة الدكتور طاهر عبد العظيم الأستاذ المساعد بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان, وقد أشاد فضيلة المفتي بالمشروع قائلا( انه نواة صالحة لتوجيه الفن لخدمة السيرة النبوية من خلال الأعمال الفنية المنضبطة بالشرع) يعبر المعرض عن لمحات من القصص القرآنية ويركز علي نقاط التحول المهمة للسيرة النبوية مصورة من خلال خمسة أحداث بداية من لوحة المدثر التي تصور حجرة النبي صلي الله عليه وسلم وحالته عقب نزول أولي آيات القرآن الكريم تليها لوحة الجهر بالدعوة ثم دار الأرقم وهي الدار التي كان المسلمون الأوائل يجتمعون بها مدة سبعة أعوام ثم الإيذاء وأخيرا لوحة هجرة الحبشة الأولي ليقدم لوحاته في إطار بانورامي مبتكر ومركب بعرض10 أمتار وارتفاع1.4 متر,ومن بين ما يميز أعماله الانفراد في المعالجة التشكيلية وتناوله لموضوع لم يتطرق إليه أحد من قبل, مستخدما الرمزية أحيانا والشرح أحيانا أخري في خليط من الرسوم التجريدية بألوان زيتية علي التوال تتميز بالحركة في التشكيل بين لقطات عامة ومتوسطة وأخري مقربة وأخري مجردة بين ليل ونهار بإيقاعات لونية ساخنة, يستمر المعرض حتي19 من الشهر الحالي