هيكل والهيكلة أشفق علي أسامة هيكل وزير الإعلام, في المهمة الكبيرة التي يجب أن يقوم بها بإعادة هيكلة الإعلام المصري, بما يتماشي مع أهمية الدور المنوط أن يقوم به في مرحلة التحول الديمقراطي وتصحيح أوضاع خاطئة استمرت نحو ثلاثين عاما. لقد كانت سياسة صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق, هي الاهتمام بالكم لا الكيف, فتولي الوزارة1982 وظل في هذا المنصب22 عاما, وأقام ما كان يسمي عيد الإعلاميين, وكان يدعو رئيس الجمهورية كل عام لافتتاح قناة جديدة حتي أصبح لدينا حوالي23 قناة تليفزيونية و9 شبكات إذاعية تضم حوالي32 محطة إذاعية, وهو عدد رهيب, فلا يوجد دولة في العالم تملك هذا الكم من القنوات التليفزيونية أو المحطات الإذاعية, ناهيك عن عدد العاملين في الوزارة بقطاعاتها المختلفة والذي يبلغ نحو50 ألف عامل, وهو عدد يماثل عدد جيش بعض الدول العربية!!!! وفي الوقت الذي كان يصف فيه صفوت الشريف عهده ب عصر الريادة الإعلامية كان الإعلام المصري يخدم النظام السياسي دون أن ينقل نبض الشارع أو يعكس واقع المجتمع, مما صرف المشاهد عن متابعة شئونه عبر وسائل إعلامه المحلية, واتجه الي وسائل الإعلام العربية والعالمية لمعرفة ما يدور داخل وطنه!!!!, وبلغت ذروة فقدان الثقة في الإعلام خلال ثورة25 يناير. إن مهمة هيكلة وزارة الإعلام ثقيلة في ظل مطالب فئوية تتجاوز الإمكانيات المادية للوزارة, وفي ظل جهاز إداري متضخم يحتاج إلي غربلة ضخمة, ولكن يظل الأمل الأكبر في الاهتمام بالعنصر البشري, فالتحدي الأكبر الذي يواجه وزير الإعلام هو أن يستعيد ثقة المشاهد المصري مرة أخري في وسائل إعلامه ليستقي أخباره من وسائل إعلام بلده, فهل ينجح في ذلك؟!.