الإسلام الصحيح ما هو الإسلام الصحيح ؟ سؤال يتردد بشدة هذه الأيام سواء بحسن النية أو سوء النية في ضوء ما تشهده الساحة المصرية من تجاذبات سياسية حادة يمكن فهمها في إطار التوابع التلقائية لزلزال ثورة25 يناير ولكن بشرط عدم إقحام السياسة في الدين أو إقحام الدين في السياسة لأن ذلك هو مفتاح القدرة المصرية علي حماية وحدتها الوطنية منذ فجر التاريخ. والحقيقة أن الإسلام الصحيح يرتكز في الأساس إلي حرية الاعتقاد فالشريعة الإسلامية واضحة كل الوضوح في إباحة حرية الاعتقاد- سواء كان دينيا أو سياسيا أو فكريا- طالما أن ذلك الاعتقاد لا يهدد أمن وسلامة الوطن فلكل إنسان أن يعتنق من العقائد ما يشاء وليس لأحد أن يحمله علي ترك عقيدته أو اعتناق غيرها أو منعه من إظهار عقيدته وممارسة الشعائر التي تتفق مع طقوس عقيدته. الإسلام الصحيح لا يخول أحد حق حرمان غيره الحقوق الإنسانية والسياسية إلا بمبرر قوي ودامغ من نوع إحداث الفتنة أو التجسس لحساب أعداء الوطن فيعاقب بقدر ما أتي من فعل بغيض حسبما ينص القانون. الإسلام الصحيح عنوان للاستنارة والحداثة والتطور لأنه يطلق حرية التفكير للإنسان لكي يحرر العقل من الأوهام والخرافات والتقاليد والعادات المذمومة والبالية... بل إنه يحرض علي التفكير في كل شئ وتحكيم العقل حتي لا يؤمن الإنسان بشئ إلا بعد التفكير فيه مليا! إن الشريعة الإسلامية طبقا لصحيح الإسلام تبيح لكل إنسان أن يقول ما يشاء وأن يعتقد ما يري أنه الحق والصواب وأن يدعو إلي رأيه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادل بالتي هي أحسن وألا يجهر بالسوء من القول ولا يبدأ به وأن يعرض عن الجاهلين حتي لو أساءوا إليه. عنوان العدل في الإسلام الصحيح ينطلق من رعاية واحترام وصون كرامة النفس البشرية دون تفرقة في المعاملة بين الناس بسبب اختلاف الدين أو اللغة أو الطائفة. الإسلام الصحيح يكمن في جوهره وليس في شئ سواه!
خير الكلام: تجنب الرذيلة وإتباع الفضيلة من علامات الإيمان! [email protected]