بعد أن اشتري احتياجاته من واحد من أكبر محال القاهرة ودفع ثمنها, وقف أمام البائع وعلي وجهه ابتسامة عريضة فسأله عن أي خدمة أخري يؤديها له, فرفض شاكرا. وطلب منه أن يعطيه فاتورة فامتعض البائع قليلا وأخرج بيان أسعار, وشرع في كتابة نوع السلعة, وقبل أن يكمل كتابة باقي البيانات بخط عشوائي اعترض وطلب منه أن يعطيه فاتورة حقيقية مختومة تحمل اسم المحل, فاختفت الابتسامة العريضة تدريجيا من علي وجه البائع مع كل معلومة كان يطلب إضافتها للفاتورة من سعر, وتاريخ, واسم المحل, والسجل التجاري, ورقم التليفون.. هكذا امتثل البائع لرغبته بدافع الإصرار, ولولاه لما أعطاه فاتورته!. إن الفاتورة هي الوثيقة والعقد الذي يحفظ العلاقة الوقتية بين البائع والمشتري, وتضمن حق كل طرف فيهما في الرجوع إلي الآخر في حالة وجود أي مشكلة, بشرط أن تكون الفاتورة قانونية وليس بيان أسعار, بمعني أن يدون فيها اسم المحل, والعنوان, والتليفون, ونوع البضاعة, وعددها, والسجل التجاري, وعنوان المحل, بخط واضح, وعليها ختم المحل, فهذه هي مقومات الفاتورة الشرعية كما تقول المهندسة عنان هلال نائبة رئيس جمعية حماية المستهلك. وتضيف أن المادة رقم(5) في قانون حماية المستهلك تنص علي أنه يلتزم المورد بأن يقدم إلي المستهلك بناء علي طلبه فاتورة تثبت التعامل أو التعاقد معه علي المنتج, متضمنة بصفة خاصة تاريخ التعامل أو التعاقد, وثمن المنتج, ومواصفاته, وطبيعته, ونوعيته, وكميته, وأي بيانات أخري تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون, لكن للأسف فإن ما يحدث في مصر عكس ذلك نتيجة لغياب ثقافة الفاتورة في مصر علي الرغم من أنها قانونية ويعاقب القانون المحال التي تبيع بضاعة بدون فاتورة, لكن تساهل المستهلك في طلب حقه يجعله يفقد حق التعويض في حالة شراء سلع رديئة ورغبته في استبدالها, حتي الجهات المختصة لن تستطيع أن تسترد له حقه مادام لا يملك سندا قانونيا وهي الفاتورة, فلا شكوي بدون فاتورة, وللأسف فإن بعض المحال يستغل ذلك ولا يعطي فاتورة للمشتري, إلا إذا ألح عليها, لكنه يعطي بيان أسعار لا يعتد به, وإذا طلب المشتري فاتورة يخدعه البائع بحجة أن الفاتورة سوف تكلفه10% من قيمة البضاعة, مما يجعله يتراجع عن حقه, وهذه معلومة خاطئة, لأنه لا ضرائب علي الفواتير, لا في البيع, ولا في حالة إرجاع البضاعة للمحل, ومن حق المشتري أن يتقدم بشكوي ضد المحل لجهاز حماية المستهلك أو أي جمعية لحماية المستهلك, وسوف تتم معاقبته قانونا وإعادة حق المواطن في خلال عدة أيام, فمن حق الزبون أن يرد البضاعة مادام يحمل فاتورة قانونية في خلال16 يوما في حالة السلع الاستهلاكية, وأن جملة البضاعة المبيعة لا ترد ولا تستبدل يمكن أن نتفاداها برغم عدم قانونيتها بالفاتورة, فهناك في الجهاز نحو20202 شكوي تم حل88% منها, أي نحو19000 بفضل وجود فواتير لها, وكان معظهما سلعا معمرة, وسيارات, وأجهزة تكييف, ومستلزمات كمبيوتر. وتضيف المهندسة عنان أنه في حالة أن تضرر أي شخص من سلعة أيا كان نوعها أو حجمها بشرط أن يحمل فاتورة عليه التوجه بها إلي الجهاز, أو يرسلها علي فاكس33055753, وتليفون رقم33055795, أو إيميل:EEscit@Gmail, وبعدها نقوم بالتحرك السليم بالسند القانوني خلال يومين, حيث نتحدث إلي البائع لرفع الضرر, وإذا رفض نرسلها إلي اللجان المختصة ومعها الفاتورة لتقرر الضرر, ونستعمل القانون والمستهلك لا يتحمل أي عبء مادام يملك الفاتورة مثلما حدث مع فتاة اشترت مرتبة طبية للتخسيس ب3000 جنيه ولم تستفد منها لأنها خدعة, وكان معها الفاتورة فاتصلنا بالبائع الذي رفض متعللا بأنها جيدة, وبعرضها علي اللجنة اتضح أنها غير مدونة في هيئة المواصفات, ولا أحد يعلم عنها شيئا, وبالفاتورة استطاعت الفتاة أن تستعيد حقها. حماية للحق ويوضح المستشار أكرم الكومي رئيس جمعية حماية المستهلك أن حصول المواطن علي الفاتورة حماية لحقه وحق الدولة, ويجب أن يصر عليها, وفي حالة عدم انصياع أصحاب المحال لرغبته يمكنه تحرير محضر ضده في أي جمعية لحماية المستهلك, أو الجهاز, وحتي في قسم الشرطة التابع لأنه بذلك يقر حق أصيلا له والمجتمع في الحصول علي سلع جيدة, وهي عملية بدأت تتزايد في الأيام السابقة, خاصة في مجال الأجهزة الإلكترونية والتليفونات التي انتشر فيها الكثير من الغش التجاري, والذي يتقذ المشتري الفاتورة وليس بيان الأسعار, خاصة أن الجهاز نجح في كل الحالات التي قدمت له في هذا المجال والتي تعدت1200 قضية العام الماضي في إعادة حق المشتري, لكن ما ينقصنا هو رفع الوعي عند المواطنين بأهمية الحصول علي الفاتورة وعدم الخضوع لرغبات التجار بحجة أنه لا توجد فواتير, وأن هذا كلام فارغ, وأن المحل محله, لأن الفاتورة هي السند كما أقرت المادة(8) في قانون حماية المستهلك, مع عدم الإخلال بحقوق المستهلك القانونية بأن للمستهلك خلال أربعة عشر يوما من تسلم أي سلعة الحق في استبدالها أو إعادتها أو استرداد قيمتها, وذلك إذا شاب السلعة عيب أو كانت غير مطابقة للمواصفات أو الغرض الذي تم التعاقد عليها من أجله, ويلتزم المورد في هذه الأحوال, بناء علي طلب المستهلك, بإبدال السلعة أو استعادتها مع رد قيمتها دون أي تكلفة إضافية. وفي جميع الأحوال تكون مسئولية الموردين في هذا الخصوص مسئولية تضامنية, وفي حالة وجود خلاف حول وجود عيب بالسلعة أو مطابقتها للمواصفات أو الغرض الذي تم التعاقد عليها من أجله يحال الأمر إلي الجهاز ليصدر قرارا ملزما في شأنه.