كتب يوسف الجنزوري: تراجعت مبيعات محال الأقمشة بنحو50% خلال النصف الأول من عام2011 مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي بحسب مسئولي المبيعات في القطاع في ظل تفضيل المستهلك للملابس الجاهزة. وأرجع هؤلاء التراجع في المبيعات إلي ارتفاع أسعار الأقمشة ما أدي لتوجه المستهلكين لشراء الملابس الجاهزة ذات التكلفة الأقل لاسيما خارج مواسم الزفاف والمناسبات الاجتماعية والمرتبطة اكثر بفصل الصيف. وأشار التجار إلي ان التراجع الحالي في المبيعات لايعتبر مفاجئا فتزايد الاقبال علي الملابس الجاهزة بات يسيطر تدريجيا علي سوق الملابس خلال السنوات الاخيرة الماضية لاسيما النسائية في ظل توافر الموديلات وسرعة اتمام عملية الشراء والاسعار المعقولة. وقال عمر هاشم صاحب محل اقمشة بحدائق القبة إن انحسار المبيعات شمل جميع انواع الاقمشة في ظل تغير الاذواق كثيرا خلال الاعوام الخمسة الاخيرة. وأضاف ان نمط استهلاك النساء للاقمشة من حيث اكتفاء كل سيدة بشراء قطعة قماش واحدة أو اثنتين من اربعة أو ثلاثة امتار بدلا من سبع أو ثماني قطع وذلك لارتفاع سعر متر القماش. وربط يحيي زنانيري نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة بين تراجع المبيعات وارتفاع اسعار الاقمشة من ناحية وتكلفة تفصيلها من ناحية أخري بالإضافة إلي توجه الفتيات صغيرات السن لشراء الملابس الحديثة من بنطلون وبلوزة وقميص بدلا من تفصيل الجلباب العباءة. واضاف ان الشباب يفضل الجاهز علي التفصيل ولذلك لايقوم بشراء القماش, كما ان شراء القطعة يحتاج لاختيار موديل والانتظار لفترة طويلة حتي ينتهي الخياط من حياكتها بينما الجاهز لايحتاج لكل هذه المراحل. وطالب يحيي زنانيري رئيس لجنة الجمارك بشعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة بانشاء هيئة عليا لتطوير صناعة الغزل والنسيج وتضم خبراء وحكماء هذه الصناعة مثل الهند وذلك لوضع خطة عاجلة لإنقاذها وعودة امجاد هذه الصناعة إلي مصر مرة اخري. وطالب يحيي زنانيري صناع الملابس الجاهزة باستخدام الاقمشة المحلية بقدر الامكان وذلك لتطوير الصناعة الوطنية. كما طالب بوضع خطة استراتيجية لمناقشة اسباب تدهور هذه الصناعة الوطنية قبل هروبها إلي الخارج بالاضافة إلي الاستغناء عن الملابس المستوردة سواء المهربة أو المدفوع عنها جمارك التي تمثل60% من حجم السوق المصرية والتي تقدر بمالايقل عن5 مليارات جنيه.