أنا فتاة في العشرين من عمري, أسرتي تتكون من أب وأم وثلاث بنات أنا أصغرهن, تخرجت أنا وأختاي في كليات القمة كما يدعونها بتفوق والحمد لله, أسرة هادئة وسعيدة, تتخلل حياتنا بعض المشكلات ولكنها لا تمكث كثيرا, أبي يبلغ من العمر59 عاما تاجر ميسور الحال وقور وموضع ثقة العائلة بأكملها( عائلة أبي وأمي) بصفته كبير العائلة, وأمي ربة منزل أطيب ملاك علي وجه الأرض ويحبها كل الأهل والأقارب بلا استثناء. كانت حياتنا هادئة مستقرة إلي أن حدثت الفاجعة منذ شهرين تقريبا, في أحد الأيام دخلت علي أختي ووجهها شاحب كأنها تختنق وأخبرتني بما لم أتخيله قط!! لقد وقع بين أيديها صدفة التليفون المحمول القديم لأبي, وبه رسائل مرسلة يندي لها الجبين!! تابعت قراءتها وجسدي ينتفض, لأكتشف أنها منه إلي سيدة متزوجة علي علاقة معها, وكانت إحداها لما الخروف ينزل رنيلي عشان..., وكلام لا يمكن إلا أن يقال من رجل سكير لامرأة غانية!! كل هذا دفنته أنا وأختي بين ضلوعنا الصغيرة السن علي هذا الهم, والله لقد شبت وذاب قلبي من هذه الكلمات, لم نصدق أبدا أبدا, كنا كمن هوي من جبل عال إلي واد سحيق لا قعر له, احترنا في أمرنا فلم نخبر أحدا وعزمت علي تنفيذ خطة للتأكد مما يحدث, ولكن الله هداني لأن أكلم خطيبي وهو أصلا قريبي وأسأله عما أفعل, لأنه يعرف أبي كما أعرفه علني أجد عنده ما يهدئ ناري, فأقنعني بالعدول عن الخطة ونصحني بأن أنسي هذا الموضوع وأنه يستحيل أن يكون كما فهمنا, وقال باباكي آخر واحد يعمل كده! بينما أكتب إليكم الآن هذه الكلمات الدامية, يكتب أبي في الغرفة المجاورة رسائله الوضيعة, تسألني كيف عرفت, تأكدت بنفسي بعد أن قرأت بعيناي رسائل جديدة منه ومنها وأيقنت أنه علي علاقة معها ولكني لم أعلم من هي, وتصنعت البرود حتي لا أنفجر, وما يفيد الشاة سلخها بعد ذبحها, فقد تدنيت يا أبي العزيز عن عزتك في قلبي, تخليت عن احترامي لك وفخري بك من أجل متعة محرمة!! دعني أسألك يا أبت سؤالا, أكنت تعلم أني سأقرأ هذه الرسائل حين كتبتها؟؟ كيف تطمئن علي بناتك الثلاث وأنت تفعل ما أنت فاعل؟؟ وإن كنت أتعجب عندما أجد الذئاب من حولنا لعابهم يسيل علي بناتك, ومنهم الأقارب وأصدقاؤك المقربون,والله العظيم أني لا أتوهم ذلك, ولكنه كما تدين تدان يا أبتاه. استغفر وتب إلي الله من تخون, تخون ربك ونفسك وزوجتك وأولادك, وارحموا ارحموا ارحموا من ليس لهم حول ولا قوة, ارحموا أبناءكم المنهزمين بما تفعلون قبل أن يعلموا سركم المشين, أتوسل إلي كل أب وكل أم أن ترحم الابن العجوز ابن العشرين! أرجوكم ساعدوني, أخبروني ماذا أفعل, لا أستطيع مواجهة أبي, أخشي عليه من الصدمة, ولا أستطيع التناسي, ولا أملك إلا غصة في حلقي ومرارة في صدري إلي أن ينعم الله علي بالنسيان!!