تصدر اسم بكتريا الإيكولاي الصحف ووسائل الإعلام بدءا باتهام الخيار الأسباني وانتهاءا ببذور الحلبة المصرية, فوجب الوقوف علي ماهية هذه البكتيريا التي لازالت تشغل بال الكثيرين حول العالم حيث بلغ المصابين بها عدة آلاف وضحاياها عدة عشرات تقريبا وتخطت أوربا إلي قارات أخري. بكتريا الإيكولاي ذات شكل عصوي, سالبة لصبغ جرام و تعيش طبيعيا في أمعاء الإنسان والحيوانات ذات الدم الحار, ومع ذلك فمنها سلالات تسبب أمراضا تتراوح أعراضها بين الإسهال البسيط وإسهال الكوليرا وقد تزيد المضاعفات لتصل إلي متلازمة انحلال الدم يوريمي (HUS) وتنتهي بفشل كلوي والوفاة. بكتريا الإيكولاي ميكروب له صفات خاصة كالقدرة علي البقاء تحت ظروف التجميد حتي20 درجة تحت الصفر وبالطبع في التخزين البارد. ولها القدرة علي النمو والتكاثر في درجة منخفضة حتي6.5 درجة مئوية. بكتريا ايكولاي0157:H7 وباقي السلالات لا تقاوم الحرارة المرتفعة وتتحمل وجود ملح الطعام حتي تركيز8%, ولها القدرة علي البقاء في الأغذية ذات الحموضة العالية مثل المايونيز وعصير التفاح والبرتقال والسجق المختمر ومنتجات الألبان, وكما أسلفنا فان موطن الإيكولاي الأصلي هي أمعاء الحيوان والإنسان, فهناك احتمالية كبيرة لتلوث المياة و عدد كبير من الأغذية إذا تلوثت بالفضلات البشرية أو الروث الحيواني, كما قد تحدث العدوي بطرق مختلفة منها الأيدي و أدوات الطعام وحاويات التخزين والعبوات الغذائية وأدوات فرم اللحوم ومجازر الدواجن الملوثة, وتتلوث الأغذية تامة الصنع بمواد تحت التصنيع وبعض الأغذية مثل السالمون, و اللبن والسلطات, والشمام والكعك, والخضروات و اللانشون واللحم المفروم كل هذه قد تشارك في تفشي الميكروب في حالة تلوثها بالفضلات الآدمية أو روث الحيوانات. أما ايكولايEPEC ينتقل عن طريق الغذاء الملوث بالفضلات الآدمية والحيوانية كذلك عزلت من الغبار والتراب الجوي (الهباء) مما يشير إلي إمكانية انتقال هذه السلالة جوا. مزارع الماشية والأغنام والماعز والخنازير وحتي القطط والكلاب والطيور تعد وبالطبع الفضلات الآدمية مصدر رئيس للسلالات الممرضة من الإيكولاي وخاصة السلالة ذات النمط المصلي0157:H7, حيث تم تتبع معظم الإصابات البشرية وأرجعت الإصابة إلي استهلاك ماء أو طعام ملوث بالروث أو الفضلات الآدمية. ذكر المركز الأوروبي للوقاية من الأوبئة في تقرير أصدره الخميس, 30 يونيه2011, إنه رغم وجود الكثير من الغموض, فإن بذور الحلبة التي استوردت من مصر في عامي 2009 و2010, ثبتت علاقتها بانتشار التسمم في الحالتين الألمانية والفرنسية. والحق أن هذا الكلام عار من الصحة و المنطق حيث أن عمر الجيل لهذه البكتريا20 دقيقة فقط تحت الظروف المثلي رغم أن فترة عمر الجيل لكثير من الأنواع البكتيرية عدة ساعات فلو بدأنا بخلية ايكولاي واحده تتضاعف لتصل إلي 1000 خلية بعد 3 ساعات وتصل إلي مليون خلية بعد6.6 ساعة. معني ذلك أن الإيكولاي تضاعف أعدادها كل20 دقيقه وفترة حضانتها لا تتعدي أيام, فأين كانت هذه العدوي من 2009 إلي الآن, ثم كيف تتكاثر البكتريا علي البذور الجافة وأسباب تكاثرها تكاد تكون منعدمة, وإن كانت بذور مستنبته فهل من المنطقي أن تستنبت بماء الصرف الصحي! إن ما يحدث ما هو إلا مؤامرة علي مصر وصادراتها وما يؤكد ذلك أنه لا توجد حالات إصابة ولا ضحايا للإيكولاي في مصر والأكيد أن كل ما قيل عن تلوث بذور الحلبة المصرية مجرد شكوك لا ترقي إلي اليقين لكن اختيار الوقت له دلالة علي المؤامرة فلنبحث عن المستفيد من ضرر سمعة صادرات مصر الزراعية.