منيرة أباظة إحدي شقيقات رشدي أباظه من والده, لكنها كانت المقربة إلي قلبه ودائما ما كان يتحدث معها عن همومه وأفراحه ويستشيرها في كل شئ بشرط ألا تنصحه.. وكانت مقولته الدائمة لهاأنا بحكيلك يا منيرة, مش عايز فزلكة ونصايح.. ولعبت في حياته دور الشقيقة والصديقة أيضا, وفي جعبة منيرة الكثير من الذكريات عن رشدي في شبابه وأيامه الأخيرة, وشقاوته وعلاقته بوالدته ولديها أسرار خاصة عنه. في البداية أكدت إنها لم تعاصر طفولته, لكن شقيقتها من أمها فاطمة محمود عاصرت شقاوته في طفولته, وهي تحكي عن مقالبه فيها والعلقة التي كان يتسبب فيها دوما لها, وكانت طلباته في طعام الإفطار معروفة ومتعددة لأنه كان رياضيا, وكان بمجرد أن يجد فاطمة علي السفرة,يتعمد تنفيرها من الطعام من خلال اصطياده لاية ذبابة طائرة لتتركه بمفرده ليتناول الكميات التي يحتاجها علي راحته, وعندما وصل إلي سن ال16سافر إلي القاهرة وعاش مع والدته الإيطالية, وبدأ العمل في مجال التمثيل دون أن يخبر والدي, الذي عرف صدفة من أقاربنا أنه يعمل في التمثيل, فإ تصل به وأخبره بضرورة أن يأتي له, وأخبره بأنه إذا إستمر في هذا الطريق فلن يعتبره إبنه ولا يريد أن يراه..ولأن رشدي كان عنيدا إختار طريقه, وعاد إلي القاهرة وقاطعنا مايقرب من ثمانية أعوام..لم نعرف فيها أخباره الا من أفلامه, وأذكر انني وشقيقتي زينب كنا نتحدث عنه كثيرا في المدرسة ونقول انه شقيقنا ولا تصدقنا زميلاتنا ويتهموننا بالكذب, وكنا حين نخبر والدنا بذلك, نري في عينيه حزنا كبيرا, وبمرور الوقت استوعب والدنا أن الفن ليس عيبا خاصة بعدما لمعت أسماء العديد من أبناء الطبقة الأرستقراطية في التمثيل, وحضر الينا رشدي بعد غياب في خطوبة شقيقتنا في سيارة سبور حمراء, وبعدها أصبح يوم الجمعة مقدسا بالنسبة لنا حيث كان يقضيه معنا, وكان يحرص علي دخول المطبخ ليقف بداخله ما يقرب من أربعة ساعات ليطهو لنا أكلات إيطالية أشهرها المكرونة, الي جانب حرصه علي إصطحابنا إلي مزرعته علي الطريق الصحراوي لقضاء يوم اسبوعيا في شواء اللحوم والتنزه وسط الخضرة. وعن شهرته كدونجوان وحبه للنساء قالت: كان دائما يبحث عن الإستقرار..بدليل أنه عندما أحب زوجته باربرا الأمريكيةقرر الإنجاب منها, وكانت ابنته قسمت كل حياته, وهو كان بيتوتي جدا ولا يحب السهر كثيرا, ولكن بعدما كثرت مشاكله مع باربرا قرر الإنفصال, ثم دخلت حياته سامية جمالوهي أذكي زوجة في زوجاته, بدليل أنها عاشت معه18 عاما, وهي المرأة التي عشقها كما يقالحتي الثمالة, ووالدي هو الذي أصر علي أن يتزوج رشدي من سامية بعد أن علم بعلاقتهما وأصبحت سامية صديقة مقربة من العائلة وتم الزواج داخل بيتنا..وللأمانة ذكاءها جعلها تتكيف مع كل المشاكل التي واجهتها طوال فترة زواجها من رشدي..ومرت كل نزواته مرور الكرام وإحتضنتقسمتوحققت المعادلة الصعبة في ألا تشعر قسمت أنها زوجة أبيها ولكن والدتها, اضافة الي انها إستطاعت أن تجعل والدة رشدي الإيطالية تحبها أيضا, والأزمة الوحيدة التي هددت إستقرار حياتهما كانت الزيجة القصيرة لرشدي من صباح, وعندما إشتدت الأزمة وأصرت سامية علي الطلاق, تزوج من إبنة عمهنبيلة عندا في سامية, ولأنه لم يحبها لم يتكيف في الحياة معها و هو ظلمها, خاصة وأنه بعد زواجه منها بشهرين تقريبا إشتد عليه المرض, وشقيقتنازينبهي التي عاصرت زيجته القصيرة من صباح في لبنان بحكم أنها كانت تعيش هناك وقتها وهي لاتزال هناك. وأكدت منيرة أباظة أن والدته بحكم إنها إمرأة أوربية كانت لا تتمتع بمشاعر المصريين أو الشرقيين الدافئة..ولكنها كانت سببا دائما في عصبيته وضيقه النفسي..حتي في عز أزمته المرضية, ورغم قسوتها إلا أنه كان يحترمها جدا ويخاف منها أيضا..وفي عز نجوميته كان يرتجف عندما يسمع صوتها علي الهاتف وكان يخشي أن يخبرها أنه مع أصدقائه., ولا أنسي أيضا أنه كان يقف أمام والده وعينيه في الأرض ولا يقول له سويتحت أمرك يا بابا.. أو أسف يا باباإذا أخطأ,ولقد سربت والدته ملف مرضه لكنها حقيقة لم تكن تقصد ذلك, لكن كان هدفها أن تجعله يرتب أوراقه,وكان كل ما يشغلها ألا نرث نحن منه شيئا, وهي أخذت ما أرادت وماتبقي تم تقسيمه بيننا وبين إبنته التي إختارت شقته في عمارة الشماع وسيارته, أما الأرض فتم تقسيمها علينا وشاركتنا قسمت أيضا.وعن أقرب اصدقائه إلي قلبه قالت: أحمد رمزي لأنهما إرتبطا سويا بصداقة طويلة منذ طفولتهما بالمدرسة..وساعده رشدي في الدخول إلي عالم التمثيل أيضا, كما كان المخرج علي بدرخان من أصدقائه المقربين, ومن نجمات السينما نادية لطفي وهند رستم ومريم فخر الدين. وأشارت إلي أنها حتي الآن لا تعلم سر جاذبية رشدي للنساء,وقالت عندما كنت اساله عن هذا الامر كان يقول لي ملكيش دعوة يابنتلكن لم أتردد في سؤال صباح بعد إنفصالهما عن سر جاذبيته فاخبرتني بلهجتها اللبنانيةخيك بيعقد وحكت لي انها في بداية زواجهما كانت تخجل من اثر عملية جراحية في ذراعها وكانت تحرص علي وضع يدها عليها, لكنه طلب منها أن ترفع يدها وقبلها مكان الجرح, وهو كان يجيد التعامل مع المرأة بالأدب والذوق والأتيكيت. وأكدت منيرة أباظة إنها حتي الآن لا تعرف سر عدم تكريمه حتي الآن في أي مهرجان سينمائي من مهرجانات بلده.