في ظل تصاعد تداعيات فضيحة التنصت وعلي عكس المتوقع, دافع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال جلسة طارئة للبرلمان البريطاني عن أندي كولسون رئيس تحرير نيوز أو ذي وورلد المتورط في فضيحة التنصت والذي عينه مستشارا صحفيا له قائلا إن المتهم بريء حتي تثبت إدانته. كما دافع عن طريقة تعامل فريقه مع الشرطة حول فضيحة التنصت والرشوة التي عصفت بمؤسسة نيوز كورب الإعلامية المملوكة لامبراطور الإعلام روبرت ميردوخ. واعترف كاميرون أمام جلسة طارئة للبرلمان البريطاني أنه لولا إدراكه المتأخر لما كان عين كولسون مستشارا إعلاميا له في الوقت الذي دافع عنه. وأضاف أنه إذا ثبت تورط كولسون فأنا مدين بالاعتذار. وقال إن فريقه تصرف بشكل صحيح حيث نشرت الرسائل الالكترونية المتبادلة بين رئيس مكتبي وجون ياتس المفوض المساعد في سكوتلانديارد أحد المتورطين في الفضيحة. في الوقت ذاته, هاجم ايد ميليباند زعيم المعارضة البريطانية كاميرون قائلا إنه الوقت المناسب لأن يقدم رئيس الوزراء اعتذاره الكامل عن توظيف كولسون, مشيرا إلي أنه كان خطأ كارثيا. تأتي هذه الفضيحة بالتزامن مع تراجع شعبية كاميرون لأدني مستوياتها حيث أظهر استطلاع جديد أجرته رويترز/إيبسوس موري أن مستوي رضا البريطانيين عن رئيس الوزراء تراجع لأدني مستوي منذ توليه منصبه العام الماضي. وأبدي38% فقط رضاهم عن أدائه. وكان كاميرون قد قطع رحلة إلي افريقيا للمثول أمام البرلمان ويصر حزب العمال المعارض علي استجوابه حول سبب تعيينه كولسون. وقبل ساعات من كلمة كاميرون أمام البرلمان, اتهمت لجنة برلمانية شركة نيوز كورب الإعلامية المملوكة لامبراطور الإعلام روبرت ميردوخ بإعاقة التحقيقات في فضيحة التنصت التي هزت الرأي العام البريطاني. وانتقد تقرير اللجنة بقوة كلا من الشرطة ونيوز انترناشونال( الذراع البريطانية لنيوز كورب). وقالت النائبة كيث فاز رئيس لجنة الشئون الداخلية بالبرلمان البريطاني إن هناك قائمة من الأخطاء ارتكبتها شرطة متروبوليتان لندن ومحاولات متعمدة من قبل نيوز انترناشيول لإعاقة التحقيقات في الفضيحة. وانتقد التقرير أندي هايمن الضابط المسئول عن التحقيقات في2006, مشيرا إلي أن الاستنتاجات التي توصل إليها غير مهنية وغير مناسبة.وبعد يوم من اعتذاره أمام البرلمان البريطاني بسبب فضيحة التنصت,أعرب مردوخ رئيس مؤسسة نيوز كورب الاعلامية للعاملين في رسالة بالبريد الالكتروني عن ثقته الكاملة بأن المؤسسة ستتخطي الفضيحة وستعود أقوي من سابق عهدها. وتوالت ردود أفعال الصحف البريطانية علي الفضيحة حيث انقسم المعلقون بين من شعروا أن مردوخ وابنه جميس تمكنا من تبرئة نفسيهما جيدا وآخرين شعروا أن الرجل العجوز بدا غير ملم بالأحداث من حوله بل بدا كسيرا. ويبدو أن الفضيحة تعدت الحدود البريطانية حيث أكدت رئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد أن عمليات امبراطورية مردوخ الإعلامية في أستراليا تواجهها أسئلة شائكة. من جانبه, قال جون هارتيحان رئيس نيوز ليمتد التنفيذي إن الشركة لم تمارس أي سلوك غير ملائم في أستراليا غير أنه أمر بمراجعة أوجه الانفاق خلال الأعوام الثلاثة الماضية.