قال الدكتور نبيل العربي, أمين عام جامعة الدول العربية, إن الجامعة تولي اهتماما كبيرا للتحرك الفلسطيني الرامي لاعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين, ومنحها عضوية المنظمة الدولية, من منطلق أن الأممالمتحدة التي منحت الشرعية الدولية لإسرائيل قد منحتها أيضا وفي نفس القرار للدولة الفلسطينية. فقد التقي الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية في أول لقاء له مع المنظمات الإقليمية الثقافية برؤساء اتحادات الأدباء والكتاب العرب المجتمعين في القاهرة وأجري معهم حوارا حول واقع العمل العربي والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وبالطبع كانت قضية فلسطين علي قمة جدول اللقاء الذي دام حوالي الساعة, حيث طالب ممثلي أدباء وكتاب الوطن العربي بإقرار مبدأ اعتبار القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية جنبا إلي جنب مع العاصمة التي يتم اختيارها سنويا, وقد أوضحنا أن ذلك هو الرد العملي علي اجراءات التهويد التي تجري علي قدم وساق في المدينة المقدسة والتي كادت تضيع معها معالمها العربية, وأن ذلك يدفعنا لضرورة تأكيد الهوية العربية للقدس بشكل متواصل من عام الي عام. كذلك أبدي الأدباء العرب انزعاجهم الشديد من الانباء التي تواردت في الأيام الأخيرة حول اعتراف اليونسكو بالقدس عاصمة للدولة اليهودية لكن الأمين العام أوضح أن الوكالات الدولية المتخصصة التابعة للأمم المتحدة لا تملك أن تتخذ مثل هذا الموقف لأنه يتناقض مع مواقف الأممالمتحدة ذاتها, والتي تعتبر كل الاجراءات التي تجري في القدس الشريف من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي باطلة ولاغية nilandvoid حسب نص القرارات المتعاقبة للمنظمة الدولية, وقال: قد يكون أحد في اليونسكو قد صرح بذلك لكن موقف اليونسكو الرسمي لا ينفصل عن موقف المنظمة الأم, وقال إن الجامعة العربية تتابع ذلك الموضوع لمعرفة ملابساته. وعن الالتجاء الفلسطيني للأمم المتحدة في دورتها الجديدة التي تبدأ في سبتمبر المقبل للاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبول عضويتها الكاملة بالأممالمتحدة قال الدكتور نبيل العربي إن ذلك تحرك محمود لأن مسألة المفاوضات قد وصلت إلي نهايتها ولم تعد هناك جدوي منها سوي التسويف, وألمح الأمين العام إلي أن إسرائيل ربما كانت الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر الوقت عنصرا استراتيجيا في صالحها, ومن ثم فإن علينا ضرورة التحرك في اتجاه آخر وعدم التمادي وراء سراب الحل الناتج عن المفاوضات. وقد دار النقاش حول مواقف الدول المختلفة من هذا التحرك والعقبات التي تضعها بعض الدول في سبيل ذلك, فقال الأمين العام إن الاعتراض علي القرار بحجة أن الدولة الفلسطينية لم يتم الاتفاق بعد علي حدودها قال إن الكثير من الدول تم الاعتراف بها بدون حدود والمقصود ليس إسرائيل وحدها وانما الولاياتالمتحدة أيضا التي لم تكن هي نفسها تعرف حدودها بعد حين تم الاعتراف بها دوليا. وقد أعرب الأمين العام عن اعتقاده بأن هذا التحرك سيتطلب بعض الوقت, وقد لا يتم إقراره خلال شهر سبتمبر نفسه, ثم قال ولماذا لايتم صدور القرار في92 نوفمبر؟ مشيرا بذلك إلي تاريخ صدور قرار التقسيم الذي اكتسبت به إسرائيل شرعيتها والذي نص أيضا علي قيام الدولة الفلسطينية. وقد أبدي الكتاب العرب تخوفهم من استخدام الولاياتالمتحدة حق الاعتراض الفيتو لوقف هذا القرار فقال الأمين العام صراحة إنه ليس هناك من سبيل لإبطال الفيتو ولكننا ربما نجحنا بالضغوط الدولية المناسبة في الوصول إلي وضع تعلن فيه الولاياتالمتحدة رفضها للقرار (رغم إقرار الرئيس أوباما بحل الدولتين!!) مع الامتناع عن التصويت. لكن الدكتور نبيل العربي أكد أنه حتي في حالة استخدام واشنطن لحق الفيتو فإننا سنكون قد برهنا علي التأييد العالمي الذي تحظي به الدولة الفلسطينية وهذا في حد ذاته مكسب نستطيع أن نبني عليه في المستقبل المرحلة المقبلة. وقد أبدي الكتاب العرب رغبتهم في أن يكون للجامعة العربية دور فاعل علي ساحة العمل العربي خاصة في الظروف الراهنة والتي تشهد فيها الكثير من الدول العربية تطورات هائلة لا ينبغي أن تغيب عنها الجامعة التي هي بيت العرب وأثني الكتاب علي قرار الأمين العام بزيارة سوريا والذي أوضح أنه يسعي للاصلاح ولا يبحث عن النجاح المضمون, وقد أكد الدكتور العربي ذلك قائلا إنه كان يعرف قبل وصوله إلي دمشق أن فرص النجاح ضئيلة لكن ذلك لم يثنه عن ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحقن الدماء, وقد طالبه أدباء وكتاب الوطن العربي بأخذ مبادرات مماثلة في المناطق الملتهبة الأخري في الوطن العربي. ثم تطرق الحديث بالطبع إلي الشأن الثقافي الذي هو أساس العمل العربي المشترك وأعرب الأدباء والكتاب عن تطلعهم القريب إلي أن تمثل الثقافة المساحة المناسبة في عمل الجامعة العربية, وذكر أمين عام الاتحاد أن الأديب الراحل كان حين يسأل عن الوحدة العربية يقول إن الوحدة السياسية دونها الأهوال والوحدة الاقتصادية ممكنة لكنها صعبة أما الوحدة الثقافية فهي متحققة بالفعل. وقال الدكتور نبيل العربي إن علي الأدباء دورا كبيرا في الحفاظ علي الهوية العربية في وقت تتعرض فيه اللغة العربية نفسها الي امتهان غير مقبول سواء في الاعلان أو الإعلام, ورحب بأن يكون الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عضوا بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة باعتباره المنظمة الإقليمية الأكبر لكتاب وأدباء الوطن العربي. وأكد الأمين العام أنه يعتبر هذا هو الاجتماع الأول في سلسلة من الاجتماعات يجب أن تستمر بين جامعة الدول العربية والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. المزيد من مقالات محمد سلماوي