اكتسبت زيارة رئيس مجلس الشيوخ البولندى بودوجان بوروسويجز لمصر زخما، خاصة انه ابن من ابناء الثورة البولندية، ولهذا لم يكن غريبا أن يعلن استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لمصر فى اثناء عملية التحول الديمقراطى برغم عدم وضوح خطة لإدارة هذه العملية. جاء ذلك خلال لقائه اعضاء المجلس المصرى للشئون الخارجية فى اثناء زيارته الرسمية لمصر على رأس وفد عدد من رؤساء لجان الشئون الخارجية والدفاع واعضاء المجلس، بالاضافة إلى مستشار رئيس الجمهورية. وقال: انه لاتوجد رؤية واضحة لدى المصريين حول ما إذا كانوا يرغبون فى إقامة دولة ديمقراطية على غرار النسق الأوروبى ام دولة على اساس دينى على غرار النموذج الايراني، واعتبر ان تجربة بلاده فى التحول الديمقراطى والتخلص من الحكم الشيوعى لايمكن ان تتطابق مع التجربة المصرية بسبب طول الفترة الزمنية التى تمتد لأكثر من ثلاثين عاما بين التجربتين، بالاضافة إلى البعد الثقافى بين الشعبين فضلا عن ان فترة السنوات التسع التى استغرقتها عملية التحول الديمقراطى فى بولندا تكونت خلالها كوادر مؤهلة لتقود البلاد نحو المستقبل وهذه الكوادر لم تكن منتمية إلى الحزب الاشتراكى القديم. ومن جانبه وصف السفير عبدالرءوف الريدى الرئيس الشرفى للمجلس المصرى للشئون الخارجية الثورة المصرية بانها ثورة شعبية تلقائية اسقطت نظاما فاسدا امتد حكمه لاكثر من ثلاثين عاما، وقال ان معظم القوى السياسية الفاعلة فى مصر لاترغب فى اتخاذ النموذج الايرانى لحكم البلاد، وان الشباب الذين قاموا بالثورة يريدون بناء نظام ديمقراطى جديد مبنى على الحوار مع جميع القوى السياسية الموجودة على الساحة.