معاملة الطفل بعنف أو رؤيته له يؤثران علي شخصيته ونفسيته وعقله.. فضرب الطفل هو شكل من أشكال العنف الذي يمارسه الآباء في المنزل والمدرسون في المدارس, وهو سلوك يرفضه علماء التربية والنفس والاجتماع لأنه أقل وسائل التربية نجاحا, حيث يكون الضرب علاجا ظاهريا. مؤقتا يلغي اسلوب الحوار والإقناع بين الطفل وذويه أو معلميه.. والضرب حسب قول د. عادل المدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر يولد لدي الطفل فقدان الثقة في ضاربيه ولا يتجاوب معهم وقد يصل الأمر إلي كراهيتهم, وتكون العلاقة بين الطرفين مبنية علي الخوف وليس الاحترام والتقدير, ويقتل الضرب أيضا المشاعر الايجابية داخل الطفل فيصبح ضعيف الشخصية أو منقادا لكل من يملك سلطة أو قوة أو نفوذا بسبب الخوف الذي يتملكه, وقد يدفعه ذلك إلي الانحراف بسبب انقياده لرفقاء السوء. بل قد يتولد لديه العناد والعدوانية أو فقدان الثقة بالنفس الذي قد يصل لحد الانطواء والخجل والميل إلي العزلة, كما أنه يتأخر في تحصيل دروسه ولا يكون لديه طموح وقد يشعر بالدونية.. ويصاب الطفل أحيانا ببعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والخوف والكوابيس الليلية. ويحذر د. عادل أيضا من مشاهدة الأطفال لأمهاتهم وهن يتعرضن للعنف والاعتداءات البدنية خاصة من الآباء, لأن معايشة العنف في البيت قد يولد لدي الطفل شعورا بعدم الأمان وفقد الإحساس بدفء الأسرة, بل يكون له عواقب وخيمة علي الصحة العقلية للطفل وقدرته علي التفاعل مع المحيطين. ويبين الأمهات اللائي تعرضن لإساءة معاملة خطيرة من جانب شركائهن سواء كانت ضربا أو خنقا أو تهديدا بسلاح كن أكثر عدوانية تجاه أطفالهن واستخدمن العقاب البدني في تقويم سلوكهم, مما أنتج مشكلات عاطفية وسلوكية أكثر لهؤلاء الأطفال, ويوجه د. عادل نظر الآباء والأمهات إلي أن الخلافات الزوجية يجب أن تكون بعيدة عن أنظار الصغار. ولابد أن يبني الآباء جسرا من المودة والحب مع أطفالهم ويبتعدوا عن أسلوب الزجر والعنف سواء البدني أو المعنوي لينشأ الأبناء أسوياء حتي لا يكرروا مع أبنائهم ما فعله معهم آباؤهم.