هل اختفي الحب العظيم؟ هل تلاشي الإخلاص حتي الموت؟ هل الحياة أقوي من الموت, والحرص علي الحياة أقوي من ذكريات الموتي؟ ألم يعد هناك شيء يساوي أن يتعذب الانسان من أجل إنسان آخر أحبه ومات؟ هل ضعفت ذاكرة الناس أو تصلبت قلوبهم؟ هل من السهل علي أي إنسان أن ينسي لحظات عميقة في حياته أو سنوات غالية في عمره ؟ هي حياته وهي عمره؟! إن الكثير من القصص والمسلسلات والمسرحيات والأفلام التي نراها تؤكد لنا أن الحياة قطار أو طائرة أو سيارة.. وأننا نلتقي بعض الوقت ونسعد بعض الوقت ونفترق لأي سبب.. ولكن علينا أن نكمل الرحلة وحدنا أو مع آخرين.... فكل إنسان قد أخذ نصيبه من الحياة.. وليس من العقل أن يضيع الانسان عمره علي أناس انتهت أعمارهم. فلا شيء يساوي هذا العذاب أو هذا الألم.. ومعني ذلك ان العلاقات الانسانية هينة رخيصة عابرة.. وأن الانسان يجب ألا يفرح بشيء لأنه سيفقده ويجب ألا يبكي علي شيء لأنه لا أمل من وراء البكاء.. فلماذا نتعجل هذه النهاية؟ ولماذا نعيشها قبل الأوان؟. ولكن يبدو أن تيارا عكسيا بدأ يظهر يرد للإنسان أمله في الحياة وتمسكه بالقيم الإنسانية النبيلة.. ومقاومته للموت والفناء.. فالذكريات والحياة علي الذكريات معناها أن الذي مات لم يمت. بل من المكن ان يكون الأموات أقوي من الأحياء.. بل في استطاعة الموتي الأعزاء ان يستولوا علي حياتنا.. ونحن سعداء بهذه التضحية. معني ذلك أن الانسان بعد أن يموت يمكن أن يعيش في قلوب الذين يحبهم.. إنه بعد موته لا يدري بشيء.. ولكن الأحياء يعيدون إليه حياته مع مزيد من الامتنان! إن الجديد هو شعور الإنسان بالامتنان في عصر من أهم معالمه: الجحود والنكران والكفران أيضا!! المزيد من أعمدة أنيس منصور