الأحد 4 أغسطس 2024.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    الإسكان: زيادة عدد الوحدات المطروحة بمشروع Valley towers في حدائق أكتوبر    الحكومة تبحث تخصيص أراضي في 16 محافظة لإنشاء مناطق صناعية جديدة    إيران تتأهب للرد: توقعات هجوم على تل أبيب بعد اغتيال إسماعيل هنية    حماس: جرائم الاحتلال المتواصلة لن تبقى دون عقاب    جوع ومرض وأعداد مرعبة للنازحين.. الأزمة الإنسانية تتفاقم في السودان    الاستخبارات التركية: تنفيذ عملية تبادل الأسرى الكبرى بين روسيا والغرب تمت بالتنسيق من أنقرة    "عربية النواب": انخراط مصر فى جهود الوساطة يعكس حرصها على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني    برشلونة يهزم ريال مدريد في كلاسيكو ودي بالولايات المتحدة    عاجل - حقيقة تسريب نتيجة الثانوية العامة على تليجرام    القاهرة: إخلاء 5 منازل مجاورة لعقار الساحل المنهار وجارٍ البحث عن مفقودين حتى الآن    بقيمة 5 ملايين جنيه.. ضبط تشكيل عصابى تخصص فى الاتجار بالمواد المخدرة بالقليوبية    محافظ أسيوط يفاجئ مستشفى القوصية المركزي فجرا لمتابعة سير العمل    حيرة بسبب إمام عاشور.. التشكيل المتوقع للأهلي أمام المقاولون العرب    بديل معلول.. جمال شماخ يضغط على أغادير للانتقال إلى الأهلي    الري: تأهيل 3280 كيلومترا وجاري استكمال 720 كيلومترا أخرى    أسعار الذهب اليوم الأحد 4 أغسطس 2024    مكتب التنسيق يعلن تسجيل 61 ألف طالب باختبارات القدرات للثانوية العامة    أبو الغيط يؤكد التضامن مع الصومال بعد الهجوم الإجرامي في مقديشو    "5 جنيهات" سعر موحد لتعريفة النقل بالتوكتوك في قرى محافظة الدقهلية    تعرف على فعاليات اليوم الخامس من المهرجان القومي للمسرح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 4-8-2024 في قنا    أبرزهم من ناد إنجليزي.. العروض تنهال على إبراهيم عادل عقب تألقه مع منتخب مصر    رئيس جامعة الإسكندرية يهنئ منتسبى الجامعة بانتهاء العام الأكاديمي 2023/2024    تعرف على موعد الإجازة الرسمية المقبلة    اليوم.. إطلاق مؤتمر المصريين بالخارج بحضور وزير الخارجية    أسعار الذهب المحلية والعالمية اليوم الأحد 4-8-2024 في بداية التعاملات    ممثل الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية ورئيس قيرغيزستان يبحثان تعزيز التعاون المشترك    التصريح بدفن جثة عامل لقى مصرعه غرقا بالترعة الفاروقية في سوهاج    السيطرة على حريق بسطح منزل دون إصابات بالبلينا جنوب سوهاج    وزير الطيران المدني: تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص دون المساس بأصول الدولة    مراسلة قناة أون: فعاليات مهرجان العلمين لا تتوقف على مدار الساعة    إبراهيم عبد الجواد: دورى أبطال الساحل من أبرز الفعاليات الرياضية فى العلمين    العمل توفر 220 وظيفة للشباب في شركة بالعاشر من رمضان    هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب؟ دار الإفتاء تجيب    بث مباشر.. جلسات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف في دول العالم الإسلامي    اليوم.. عزاء المنتجين حسام شوقي وتامر فتحي وفتحي إسماعيل ومحمود كمال بمسجد الشرطة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    "أحد السكان كسر حائط".. تفاصيل معاينة عقار روض الفرج المنهار    غيوم وسحب كثيفة تغطي سماء الوادي الجديد -(صور)    القسام تقنص جنديا إسرائيليا في رفح    فضل الدعاء على الظالم ب حسبي الله ونعم الوكيل    عباس شراقي يكشف عن طرق زيادة حصة مصر من المياه    هاتريك "القائد" هالاند يقود مانشستر سيتي للفوز على تشيلسي برباعية في 120 ثانية (فيديو)    تعرف علي فضل الصلاة في جوف الليل    مجانية.. تردد قناة الكويتية الرياضية ل مشاهدة مباراة ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو    الحكومة الكندية تنصح رعاياها بعدم السفر لإسرائيل    باريس 2024، الألماني نيكلاس كاول يحطم الرقم القياسي الأولمبي في رمي الرمح    عمرو أديب: اللاعبة الجزائرية أنثى منذ ولادتها ولم تتحوّل جنسيًا    أكثر انتشارًا لدى النساء، تعرف على أعراض قصور ونشاط الغدة الدرقية    حظك اليوم برج العذراء الأحد 4-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الجدي الأحد 2-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أدعية للنجاح والتوفيق لطلاب الثانوية العامة    وزير الدفاع يشهد اليوم العلمى للكلية الفنية العسكرية    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 4 اغسطس 2024    لطلاب الثانوية العامة..كيف تقلل التوتر والقلق قبل ظهور النتيجة؟    الصحة تعلن إطلاق البرنامج التدريبي الميداني في الوبائيات للصحة الواحدة    طريقة تحضير الكوكيز بمكونات بسيطة وطعم لذيذ في دقائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماهو الإيمان؟ وما صفاته

هناك أنواع كثيرة من الإيمان. منها المستوي العالي في الإيمان الذي يمكنه ان يصنع المعجزات ومثال ذلك إيمان موسي النبي الذي شق البحر الأحمر بعصاه. وكان واثقا ومؤمنا بانه حينما يضرب البحر بالعصا سينشطر شطرين وبهذا الإيمان ضرب لنا مثلا لم يحدث من قبل. وهناك الإيمان بأمور لاتري. مثلما نؤمن بالله وبملائكته وبسمائه ونحن لانري.
وهناك ايضا الإيمان القلبي، غير الإيمان النظري الذي نعرف به امورا عن الله جل جلاله من الكتب.
هناك الإيمان النظري الذي هو مجرد ايمان عقلي . وغير ذلك الإيمان العملي الذي يتخلل الحياة كلها. والذي يكون من نتائجه الإيمان الاختباري في الحياة مع الله. إنه ايمان يرتفع عن مستوي الحواس. وفيه يشعر الإنسان انه امام الله في كل وقت، وفي كل مكان، وعنه قال داود النبي في المزمور: رأيت الرب أمامي في كل حين، لانه عن يميني فلا أتزعزع. وواضح من هذا انه لايري الله بالعين المادية. فالله روح لايري بالحواس. وقد قرأت قصة عن ان فيلسوفا ملحدا كان يتمشي في وسط الحقول. ورأي فلاحا ساجدا علي الارض يصلي، ويكلم الله بكل ثقة وإيمان فوقف ذلك الفيلسوف متعجبا من هذا الفلاح البسيط الذي يكلم كائنا لايراه، ويسجد امامه بكل خشوع. وقال في نفسه انني مستعد ان اتنازل عن كل فلسفتي ان امكنني ان احصل علي بساطة هذا الفلاح!.
ان الله بالنسبة الي المؤمنين الحقيقيين ، ليس هو اله مناسبات. ولامجرد إله يري في المواضع المقدسة. إنما هو إله كل وقت وكل مكان انه معنا باستمرار. إنه اله الحياة كلها نراه (أونشعر) به في كل الأحداث التي تمر بنا. نؤمن بأنه هو الذي يحرك الكون ويدير دفته، نراه في كل مامرت علينا من احداث في الماضي، ونراه فيما نتوقع ان يعمله من اجلنا ومن اجل العالم في المستقبل.
إن الإيمان ليس مجرد فضيلة منفردة بذاتها، بل هو يتصل بفضائل عديدة: فهو يرتبط بالسلام والهدوء والاطمئنان. كذلك فإن المؤمن اذ يؤمن بوجود الله الذي لايراه، فهو لايجرؤ ان يرتكب خطية امام الله، حتي وهو وحده لايراه احد. بل انه لايجرؤ علي ارتكاب خطية بفكره او بنيته، ولا خطية في قلبه اذ يستحي من الله فاحص القلوب وقاريء الافكار. وبهذا يقوده الايمان الي نقاوة القلب والفكر.
والمؤمن الحقيقي يستطيع ان يصل الي حياة التسليم اذ يسلم حياته في يدي الله وينساها هناك . يفعل هذا وهو مطمئن لايناقش الله فيما يفعله به . إنه لاينشغل بالحاضر ولابالمستقبل.
ولاتتعبه الأفكار والتكهنات. يكفي ان حياته في يد الله. وهذا يجعله مستريح البال مطمئن القلب.
حقا ان بساطة الايمان تؤدي الي السعادة والراحة. عكس ذلك الذين لايعيشون بالايمان.
فهم دائمو التفكير، وتتعبهم أفكارهم، وتقودهم الي الهم وإلي القلق، وإلي البحث عن طرق وحيل بشرية تعينهم. وقد تكون طرقا فيها العديد من الخطايا! وكل ذلك لانهم اعتمدوا علي فكرهم البشري وحده وليس علي الايمان بالله وعمله.
إن الإيمان يقود إلي السلام الداخلي وإلي الفرح بالله. والمؤمن الحقيقي يري ان كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ويطيعونه. وبهذه الثقة في خيرية الله وصلاح عمله، يكون المؤمن في سلام داخلي، مهما كانت الامور في ظاهرها غير ذلك! فهو يؤمن ان الله دائما يعمل معه خيرا. وإن هاجمه شر من الخارج، فالله قادر ان يحول الشر الي خير.
والمؤمن الذي يسلم حياته لله، لايشترط عليه شروطا. ولايطلب منه ضمانات، ولايضع امامه تحفظات !! انما هو يسلم حياته لله، ولايحمل بعد ذلك هما. ولاتحاربه الشكوك والأوهام وذلك لانه مؤمن تماما بان الله لابد سيصنع معه خيرا.
والمؤمن الحقيقي لايخشي العقبات ولايعترف بالمستحيل. بل يؤمن ان الله قادر علي كل شيء ولايعسر عليه امر. فمادام الله يريد له الخير، وهو قادر أن يفعل ذلك، لذلك فإن المؤمن لايضطرب ولايحمل هما ولايشك. وكل شيء في دائرة الايمان سهل وممكن.
ان الايمان درجة اعلي من العقل بكثير . فالعقل له دائرة محدودة يعمل فيها اما الايمان فلا حدود لعمله . بل يصل احيانا الي امكانية حدوث المعجزة، والله قادر علي ذلك . بينما العقل لايدرك المعجزة ، فهي خاصة بالإيمان وحده.
عجيب ان الانسان احيانا لايتعبه سوي عقله وطريقة تفكيره. اما الايمان فيريحه في كل شيء... وعندما يري العقل جميع الأبواب مغلقة امامه، فإن الايمان يري بابا يفتحه الله باستمرار، غير تلك الابواب التي رآها العقل مغلقة. وبالإيمان يري الله يفتح ، ولا احد يغلق.. مبارك انت يارب في كل رعايتك وعنايتك . ونحن بالإيمان نري ابوابك المفتوحة امامنا، التي لايستطيع احد ان يغلقها. إن المؤمن اذا ضعف ايمانه فإنه يحتاج حينذاك إلي أدلة وبراهين لكي تقوي ايمانه. اما المؤمن الحقيقي فهو مقتنع دائما بتدبير الله لحياته. واقتناعه مبني علي ثقة بمحبة الله له وحكمته فيما يعمله لأجله. ومادامت هذه الثقة موجودة، فلا حاجة اذن إلي البراهين التي لايدفع الي طلبها الا الشك!
إن المؤمن الحقيقي لايؤمن فقط بوجود الله، بل يؤمن أيضا بكل صفات الله وبكل ما يخص الله ويتعلق به.. يؤمن بحكمة الله، وبمشيئته الصالحة. ويؤمن بوصايا الله وبكل وعوده لنا ويؤمن بالمعجزات وبقدرة الله علي كل شيء ويؤمن بالروح، والخلود وحياة الدهر الآتي .
يؤمن بكل ذلك عن ثقة لاتقبل الشك وليست كأمور مفروضة عليه. وتظهر نتيجة ايمانه في حياته وتصرفاته . فهو يقول بإيمان: لتكن مشيئتك يارب . فمشيئتك هي الصالحة لنا ولخيرنا حتي إن كنت احيانا لا أدرك عمق حكمتك. ولكن من كل قلبي اؤمن بان كل ما تشاؤه هو خير وحكمة.
ولهذا فإن المؤمن الحقيقي يعيش دائما في حياة الشكر. فحياة الايمان لاتعرف التذمر اطلاقا لان التذمر هو احتجاج علي مشيئة الله ، حتي ولو كان احتجاجا صامتا . كما انه اعتداد بالفهم البشري الخاص، وفي هذا لون من الغرور.
المزيد من مقالات البابا شنودة الثالث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.