احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في جمعة الثورة أولا أمس الجمعة بميدان التحرير, للمطالبة بتطهير البلاد والقصاص من قتلة المتظاهرين ورموز النظام السابق وسرعة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك, في حين شهدت معظم محافظات الجمهورية مسيرات حاشدة وشكا متظاهرو شرم الشيخ من وجود الرئيس السابق بالمدينة. وقد شهد الميدان لأول مرة4 منصات أكبرها لجماعة الإخوان المسلمين بجوار مجمع التحرير ومنصة حزب الوفد امام مطعم كنتاكي ومنصة لحزب الجبهة الديمقراطية بجوار المتحف المصري, والأخيرة لحركة العدالة والحرية امام مطعم هارديز. فيما سيطر علي منتصف الميدان الصينية حزب المصريين الاحرار الذي نصب العديد من الخيام, كما ظهر الشباب ب تي شيرتات تحمل أسماء الاحزاب السياسية المختلفة. وتعالت الهتافات أمس مطالبة بإعادة حق الشهداء حتي عاد هتاف الشعب يريد اسقاط النظام مرة أخري, كما تعالت الاصوات بأن الشعب يريد حق الشهيد وتطهير البلاد, وأن الشعب المصري يد واحدة, وعلت الاصوات بهتاف وحياة حقك ياشهيد.. هالبس أسود يوم العيد. وعلق المتظاهرون لافتات عديدة تندد باستمرار النظام السابق وبوزير العدل منها لافتة كبيرة لحراس الثورة رفعت شعارات منها احترس الثورة ترجع إلي الخلف و السفاح مازال يحكم, و فين حق الشهداء ياناس. وهتف المتظاهرون بشعارات لتوحيد القوي السياسية منها لا احزاب ولا إخوان.. الشعب المصري في الميدان, وكذلك شعارات لمحاكمة الرئيس السابق وتطهير القضاء والداخلية والإعلام ومحاكمة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات. وبدا واضحا حشد أعداد كبيرة من الإخوان والسلفيين, وقامت الاخوات بتوزيع الاغذية والمشروبات علي المتظاهرين منذ الصباح الباكر, وشهد الميدان واقعة لمنع الاخوان في الصباح من نصب منصتهم من جانب بعض الاحزاب, لمقاطعتهم المظاهرات الماضية إلا أن البعض تدخل وطالب بعدم إقصاء أي فصيل من الميدان. وقد سقط عدد من المتظاهرين مغشيا عليهم من آثار الشمس الحارقة, وقامت سيارات الإسعاف المنتشرة بالميدان بالعلاج الفوري للمصابين, في حين احتمي بعض المتظاهرين في الخيام ولجأوا إلي الشوارع الجانبية لتناول المياه والعصائر المثلجة. وقد انتشر الباعة الجائلون في أروقة الميدان الذي لم يخل من البلطجية أمس وقد شارك عدد من أهالي السويس بلافتات ضخمة تطالب بسرعة القصاص من قتلة المتظاهرين. ولاول مرة يشهد الميدان خطبتين للشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة, والشيخ أحمد جبريل إلا أن صلاة الجمعة كانت واحدة وأدي المصلون صلاتي الظهر والعصر قصرا كما أدوا صلاة الغائب علي روح الشهداء. وقد خلا ميدان التحرير أمس من عناصر الشرطة والجيش وقام الشباب بتأمين مداخل الميدان الذي تم إغلاقه كاملا من الصباح. ومن جانبه, طالب المستشار زكريا عبدالعزيز في كلمته من إحدي المنصات ضرورة استقلال القضاء وتطهيره من رموز الفاسدين. كما طالب محمد سليم العوا المرشح المحتمل لمنصب رئيس الجمهورية من علي منصة الإخوان المسلمين المجلس العسكري بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق العدالة وسرعة المحاكمات دون تباطؤ. وفي أثناء دخول المتظاهرين إلي الميدان تمكنت اللجان الشعبية من القبض علي أمين شرطة مفصول بحوزته مطواة قرن غزال, وقاموا بتسليمه إلي رجال الشرطة العسكرية. وفي الرابعة عصرا تجمعت وسائل الإعلام المصرية والأجنبية حول الناشط وائل غنيم لإجراء احاديث صحفية معه فور وصوله للميدان. وقام المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض بالقاء خطبة طالب فيها بمنع تصدير الغاز إلي إسرائيل, وفتح معبر رفح بشكل طبيعي, والسماح بقافلة المساعدات للعبور من مصر. وأكد مصابو وأهالي شهداء الثورة المشاركون في جمعة أمس اعتصامهم بميدان التحرير حتي يتم القصاص من القتلة وإعدامهم مرددين هتافات كرامة حرية عدالة اجتماعية. وكان نحو ألف من أقباط اتحاد شباب ماسبيرو قد نظموا مسيرة ظهر أمس من أمام مكتب النائب العام حتي انضمت إلي المعتصمين بميدان التحرير. ومن جانبها, أعلنت حركة شباب6 أبريل أنها بدأت أمس اعتصاما مفتوحا في ميدان التحرير, مؤكدة أن اعتصامها مستمر حتي تحقيق جميع المطالب التي حددتها الحركة ومن أبرزها إجراء محاكمات علنية لرموز الفساد وتطهير الداخلية واستبعاد الوزراء غير المرغوب فيهم وتعويض أهالي الشهداء والمصابين وفرض قيود علي زيادات الأسعار غير المبررة وخاصة في السلع الغذائية. ووجهت الحركة نداء للفتيات التابعات لها في جميع المحافظات بمغادرة الميادين في الساعة السادسة من مساء أمس والعودة صباح اليوم للمشاركة في الاعتصام, مؤكدة أن المبيت سيقتصر علي الرجال فقط. ومع الساعات الأخيرة من النهار بدأ المتظاهرون في الانصراف عن الميدان, عدا بعض القوي التي أعلنت اعتصامها, وبدا واضحا تزايد أعداد الباعة الجائلين مع خلو الميدان من المتظاهرين.