خرج مئات الآلاف من المتظاهرين من مختلف محافظات الجمهورية في مليونية الارادة الشعبية وتوحيد الصف أمس واحتشدوا في الميادين الرئيسية بالمحافظات مثل ميدان التحرير الذي تواجد فيه أكثر من مليون متظاهر.. وميدان القائد إبراهيم بالاسكندرية والاربعين بالسويس والشهداء بأسوان. مسيرات حاشدة انطلقت عقب صلاة الجمعة من المساجد الكبري قادها السلفيون والاخوان المسلمون اتجهت للميادين الرئيسية بالمحافظات.. وفي مقدمتها ميدان التحرير بالقاهرة.. ورغم غياب القوي السياسية الليبرالية إلا أن أكثر من 51 حزبا وائتلافا وقوي سياسية شاركت في مظاهرات أمس وأعلنت تأييدها للمجلس العسكري وطالبته باستكمال المسيرة حتي يسلم البلاد سلطة مدنية وانطلق من ميدان التحرير شعار »ألف تحية للمشير«. توافد عشرات الالاف من المواطنين منذ فجر امس علي ميدان التحرير للمشاركة فيما أطلق عليه جمعة »الإرادة الشعبية وتوحيد الصف«، والتي شارك فيها أكثر من 15 حزبا وحركة سياسية من مختلف القوي السياسية اكدوا تأييدهم للمجلس العسكري ورفعوا شعارات ورددوا الشعب والجيش ايد واحدة والف تحية للمشير من التحرير. وجاءت المليونية وسط أجواء من الارتياح في ضوء ما تم التوصل اليه من اتفاقات وتفاهمات خلال اليومين الماضيين بين عدد كبير من الأحزاب والقوي والائتلافات السياسية والثورية بأن يتم التركيز خلال المليونية علي القواسم المشتركة بين كافة هذه القوي والابتعاد عن القضايا الخلافية، وإن كان من غير المستبعد أن يحاول بعض المنتمين لهذه الأحزاب والقوي السياسية رفع بعض الشعارات التي تؤكد علي مواقفها إزاء بعض القضايا السياسية. وأجمعت الأحزاب والحركات السياسية المشاركة في جمعة »الإرادة الشعبية وتوحيد الصف« علي أن نجاح الثورة كان باتحاد الكلمة وتنحية المطالب الخاصة، وأعربوا عن أملهم في التفاف الجميع حول خمسة مطالب رئيسية، وهي القصاص للشهداء وتقديم قتلتهم للمحاكمة، وفتح ملف القناصة، وعمل إجراءات مناسبة لتسريع الحكم في قضايا قتل الشهداء وحماية أسر الشهداء مما أسموه ب »ابتزاز« ضباط الشرطة المتهمين، بالإضافة الي سرعة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأعضاء نظامه وتفعيل قانون الغدر وتطهير المؤسسات المختلفة ممن أفسدوا حياة المصريين. كما طالب المشاركون في جمعة »الإرادة الشعبية وتوحيد الصف« بإيقاف المحاكمات العسكرية بحق المدنيين، وإلغاء كافة الأحكام الصادرة عنها وإعادة محاكمة المحكوم عليهم مرة أخري أمام المحاكم المدنية، بالإضافة الي تحديد جدول زمني واضح لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بما يضمن تسليم السلطة إلي سلطة مدنية منتخبة. كما دعوا المجلس الأعلي للقوات المسلحة الي التشاور مع مختلف القوي السياسية قبل سن القوانين وإصدار التشريعات، مثل قانون انتخابات مجلسي الشعب والشوري، وقانون تجريم الاعتصامات، وكذلك إنفراده بوضع المبادئ فوق الدستورية . شارك في المليونية 15 حزبا وحركة سياسية مشاركة في جمعة امس من بينها، الاخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة، وحزب النور، والتيار السلفي، والجماعة الإسلامية، وائتلاف شباب الثورة، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، وحركة المصري الحر، وحركة مشاركة، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وحركة بداية، وحزب العمال الديمقراطي، والاشتراكيون الثوريون،وحزب الوعي، ورابطة الشباب التقدمي، وتحالف حركات توعية مصر، وحركة صحوة ، وائتلاف ثورة اللوتس، واللجان الشعبية للدفاع عن الثورة وحزب المصري الديمقراطي. وشهد الميدان لأول مرة ارتداء الشباب المخصصين للعمل كلجان شعبية سترات برتقالية وفوسفورية مميزة مكتوب علي ظهرها »رب اجعل هذا البلد آمنا«، حيث انتشروا علي جميع مداخل الميدان بشوارع قصر النيل، وطلعت حرب، ومحمد محمود، وقصر العيني، وأمام مسجد عمر مكرم، والجامعة العربية والمتحف المصري، للتأكد من هوية الوافدين الي الميدان وتفتيشهم منعا لاندساس أي عناصر خارجة علي القانون وسط المتوافدين. كما تم نصب 5 منصات في أرجاء الميدان المختلفة؛ حيث نصبت الأولي أمام الجامعة الأمريكية، والثانية ببداية شارع قصر النيل، والثالثة بإتجاه المتحف المصري، والرابعة بالمواجهة للجامعة العربية بينما نصبت الخامسة أمام مجمع التحرير والتي تعتبر الأكبر ومثيلتها أمام الجامعة الأمريكية، كما قامت القنوات الفضائية بنصب منصة خشبية بالمواجهة لحديقة الميدان لوضع كاميراتها عليها وتصوير فاعليات مليونية امس. كما شهدت جوانب الميدان العديد من اللافتات العملاقة التي تعبر عن مطالب المشاركين، ومن بينها »لا للاشاعات المغرضة نحو التيار الإسلامي لا للمباديء الحاكمة فوق الدستورية، الوثيقة الحاكمة للدستور ضد إرادة الشعب، الشعب يريد القصاص من قتلة الثوار، الشعب يريد سرعة محاكمة الرئيس المخلوع،الشعب يريد محاكمة القتلة وحق الشهداء وتطهير الدولة من الفاسدين، الانتخابات أولا، شرع الله سبب الحياه، مصر اسلامية.. لا للمباديء فوق الدستورية«. المنصة الكبري كانت الاخوان المسلمين، وتعد الأكبر من حيث المساحة والارتفاع قياسا بعدد المنصات المتواجدة امس في ميدان التحرير، والتي شهدت تجهيزات خلال اليومين الماضيين تحت إشراف عدد من المختصين واستمرت حتي الساعات الأولي من صباح اليوم، والمنصة الثانية اقيمت ناحية مجمع التحرير، وتتبع حركة الوحدة التابعة للتيار السلفي، وتعد أصغر نوعا ما من الأولي وعلي وجهة المنصة صورة المرشح الرئاسي المحتمل حازم أبوإسماعيل، والتي أعلنت شخصيات داخل التيار تأييدها له في الانتخابات القادمة، وأبرزت مطالبها في الوقوف ضد أعوان نظام مبارك السابق ومحاكمته فضلا عن دحض محاربة الهوية الاسلامية وتدمير الزراعة وتهويد القدس الشريف والفتنة بين المسلمين والمسيحيين. كما شهد ميدان التحرير تواجد منصات أخري تابعة لقنوات تعبر عن التيارات السياسية المشاركة في جمعة اليوم وتضمنت التعريف بهويتها وتردداتها مع دعوة المتواجدين للمشاركة بها. من ناحيته، أعلن واعظ الثورة القبطي هاني عزيز حنا عن إلغاء القداس الذي كان من المقرر عقده امس بالتحرير بسبب تعذر وصول القائمين علي القداس والترانيم بسبب الزحام الشديد في الطرق المؤدية إلي الميدان. وقال حنا في كلمة ألقاها من أعلي المنصة الرئيسية بالميدان »نحن أبناء الثقافة الإسلامية، والإسلام الدين الأساسي في قلب وضمير كل مصري، ونحن جميعا نحيا بحب الله والله يحبنا جميعا«. وأكد واعظ الثورة القبطي أن شعب مصر بمسلميه وأقباطه سيظلون يدا واحدة ولن ينجح أحد في التفريق أو دس نار الفتنة بينهما.. مشددا علي أن أهمية المحاكمة العلنية والناجزة لجميع رموز النظام البائد وعلي رأسهم الرئيس السابق مبارك .