د. زويل قيمة علمية وعبقرية فذة تفخر بها الأمم.. واستجابت لعبقريته جائزة نوبل, وقد استمعت واستمتعت بأفكاره عن المدينة العلمية, وكنت أحب أن اقترح بتواضع شديد أن يزور د. زويل أربع مدن علمية في مصر نعم أربع مدن علمية أولاها مدينة البحوث العلمية الزراعية بالجيزة وهي تضم35 معهدا ومركزا للأبحاث الزراعية, وتتمتع بزخم بحثي في كل ما يهم الزراعة, والمدينة الثانية هي المركز القومي للبحوث بالدقي, ويضم220 وحدة بحثية في كل التخصصات, اما المدينة العلمية الثالثة فهي مدينة الأبحاث العلمية والتكنولوجية في برج العرب, ويبقي بعد ذلك وادي السليكون في أعالي الصعيد, عدا مراكز بحثية في كل وزارة.. وأضف إلي ذلك المراكز البحثية ذات الطابع الخاص في كليات الجامعات المصرية. ولا أتجاهل مراكز المعلومات بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا التي احتفظت في ذاكرتها بسيرة100 ألف عالم في كل التخصصات حاصلا علي الدكتوراه, واللجان العلمية المتخصصة الأربع عشرة بالأكاديمية التي تضع خطة طريق لينفذها صندوق دعم الأبحاث. هنا عندما يضع د. زويل أمامه هذه المدن العلمية بكوادرها وأبحاثها.. وميزانية الإنفاق وحجم الانجاز.. ربما سوف تتضح الصورة أكثر قبل أن ينشئ مدينته العلمية, أنا أعلم أنه يسعي للحصول علي منح وهبات وتبرعات لتحقيق حلمه العظيم ولن يكلف خزانة الدولة شيئا.. ولكن مخاوفي ويشاركني في ذلك علماء كثيرون ألا تقوم المشاريع العملاقة علي أكتاف رجل واحد.. فإذا غادر هذا الرجل مكانه لأي سبب سوف لا يكتب لهذه المشروعات الاستدامة لاسيما واذا كانت تمثل جموعا من الشباب الواعد وكله أمل في المستقبل! منذ أكثر من15 سنة ومركز د. مجدي يعقوب 76 سنة لم ير النور ومدينة زويل هذا الحلم طرح منذ6 سنوات, ومازلنا نحكي عن الحلم.. أن مصر تملك كل مقدرات البحث العلمي من زمان وكانت المشكلة في تراجعها عن الدول الناشئة والمتقدمة أن كل وزير يأتي ومعه سياسة لهدم ما سبقه.. ووقعت مصر في مشكلة اللاإدارة. وتراجع التقدم العلمي رغم زخم المعامل والأجهزة والأفراد العلميين.. وندور في دائرة مغلقة.