مع قيام ثورة 25 يناير غادرت الافواج السياحية مصر وانخفض عدد السائحين وتراجع دخل السياحة وأصبح مصير 4.6 مليون أسرة تعمل في هذا القطاع علي المحك, ومع أن الأفواج السياحية بدأت تعود تدريجيا لكنها لم تسترد عافيتها, وهذا ما جعل عددا من المواطنين يعلنون مبادرة لتأسيس ائتلاف دعم السياحة الذي يسعي إلي توحيد صفوف مختلف الفئات العاملة في هذا القطاع سواء شركات سياحية أو فنادق أو مرشدين سياحيين أو بازارات أو سائقين وغيرهم.. فما هي مطالبهم؟ وهل هي مطالب فئوية يجب الانتظار لتنفيذها في اطار أعم وأشمل؟ في البداية يقول ايهاب موسي مؤسس ائتلاف دعم السياحة أننا نطلب المحافظة علي السياحة لما لها من تأثير مباشر علي الاقتصاد القومي حيث إن السياحة تدر للدولة حوالي14 مليار دولار سنويا, ويعد ائتلاف دعم السياحة هو تجميع لأصوات كل من يعمل في قطاع السياحة ليكون لهم اتجاه تصويتي واحد يخدم القطاع وان الهدف الذي قامت من اجله الثورة هو تغيير النظام والقضاء علي الفساد, وأن الصناعة الاولي في مصر والعالم الآن هي صناعة السياحة والثورة ستبني مصر وستدفعها للامام ولن تعود بها للخلف ابدا. ويقول الاستاذ الهامي الزيات رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية إن مصر زارها14.7 مليون سائح عام2010 بمعدل نمو17.5% والايرادات السياحية الرسمية11.6 مليار دولار بمعدل نمو10.5% والعمالة المباشرة والتي لها تأمينات اجتماعية في قطاع السياحة1.8 مليون عامل وغير المباشرة2.8 مليون عامل باجمالي4.6 مليون عامل في مجال السياحة عام2010 ويمثل ايراد السياحة49.2% من صادرات الخدمات و20% من النقد الاجنبي و12.5% من العمالة و25% من الضرائب من قطاع السياحة. ماذا لو فقدت مصر أو تأثرت أو انكمشت السياحة الواردة إلي مصر بدلا من أن تنمو نحن نحصل فقط علي1.5% من السياحة العالمية وترتيبنا هو ال18 من أهم50 مقصدا سياحيا عالميا ولكن نريد أن نكون من العشرة الاوائل ونصيب مصر هو نصف نصيب تركيا مثلا2.9% برغم أن لا احد يملك حضارتنا ولا مقومات السياحة التي في بلدنا. ويقول باسل السيسي صاحب شركة وعضو مجلس إدارة غرفة السياحة إن السياحة مصدر رزق ملايين المصريين وهي امل مصر في انتعاش الاقتصاد القومي وبدونها ستكون هناك البطالة والديون فهي تحل مشكلة البطالة وترحمنا من الديون وفوائدها ومن التدخل الاجنبي في قراراتنا بسبب الاقتراض وترحمنا من صندوق النقد الدولي. وتقول السيدة جيهان حماد مديرة احدي الشركات السياحية نحن نخاف أن تتعاقد للموسم الجديد الآن فلا تتوقعوا موسما جيدا للسياحة لان الرؤية غير واضحة فلا نعلم الدستور الجديد هل سيحرم اشياء ام لا وهل من الممكن مثلا التعاقد مع السياحة الروسية والتي تجلب لمصر أكثر من مليوني سائح سنويا بطريقة التعاقدات الشاملة كل شئ, بما فيها المأكل والمشرب ونحن لا نعلم ماذا سيقول الدستور الجديد والقوانين الجديدة ونتحمل الغرامات, السياحة هي منظومه متكاملة لايمكن اختصارها أو تقييدها والا سوف نفقدها كلها. ويقول الدكتور اشرف فوزي الخبير في قطاع الفنادق: أن بعض الاحزاب تتحدث عن عدم جواز اقامة رجل وإمرأة اجانب في غرفة واحدة الا أن كانوا متزوجين والفامللي نيم واحد, أكثر من90% من الغرف الفندقية المصرية غرف مزدوجة وليست غرفا فردية وهذا يعني اننا حتي وان وجدنا من يرغب في الحضور بهذه الشروط سوف نعمل بنصف طاقتنا, فضلا اننا من المستحيل ان نغير ثقافة الشعوب لمجرد انهم سوف يقومون بزيارتنا عدة ايام مع العلم بأن الأغلبية منهم يقضون شهر العسل قبل الزواج وليس بعده مع العلم اننا لدينا225.6 الف غرفة فندقية بمعدل نمو2.7 ولدينا تحت الانشاء208.5 الف غرفة. فما مصير هذه الاستثمارات الضخمة وما العائد المتوقع منها. ويقول اللواء شحاتة خميس الخبير الامني ان الامن الاقتصادي هام لمصر مثل الامن السياسي وأن فقدت السياحة قوتها أو تراجعت فإن الثورة القادمة ستكون ثورة جياع وليست مثل ثورتنا المباركة التي سوف تكون قوة للبناء وليست للهدم وان السياحة يلزمها الامن فبدون الامن لا توجد سياحة وبدون السياحة ايضا لن يكون هناك أمن أو تنميه. وتقول حنان فتحي المرشدة السياحية إن العملاء الذين زاروا مصر من قبل يتصلون ويسألون عن حالة الامن لزيارة مصر مرة اخري بعد الثورة ولكن يتلقون التقارير من سفاراتهم التي تنصحهم بالتريث لأنهم يتابعون الموقف عن كثب ولابد أن يكون هناك رؤيه للمستقبل وأمن حتي تعود السياحة. ويقول الاستاذ وليد البطوطي وكيل نقابة المرشدين السياحيين إن اليابان بعد أن دمر الزلزال بنيتها التحتية استعادت توازنها في خلال خمسين يوما فقط من الكارثة ونحن أكثر مالدينا الاغاني الوطنية في وقت نحتاج فيه إلي العمل بقوة وبسرعة أكثر من الكلام والشعارات فلا يمكن تخيل مصر بدون سياحة ليس من اجل من يعمل في القطاع بل من اجل الاقتصاد المصري والسياحة منظومة لا تتجزأ لا يمكن أن يقبل فيها شئ وينتقص منها شئ في منظومة متكاملة. ويقول السائق السياحي الفي عزب انني اعمل في المجال السياحي منذ اربعين عاما ولا اتخيل اني سوف لا ازور الهرم بصحبة سائحين في يوم من الايام وان اعمل سائق ميكروباص الهرم رمسيس, هذا سوف يكون النهاية لي ولأسرتي, نحن ننتظر عوده السياحة منذ قيام الثورة وحتي الآن وفرحنا بالثورة لأن خير السياحة سوف يكون لبلدنا ولكن ان نحرم من السياحة للابد فهذا لا ولن اتخيله. كل الاحزاب تقول انها تدعم السياحة ولكن ائتلاف دعم السياحة يري أن الدعم الحقيقي للسياحة يكمن في التفاصيل فالتنمية السياحية تزدهر بالعمل والقوانين والبيئة الجاذبة للسياحة وليست بالكلمات الرنانة والتفسير الضيق للممارسات السياحية ومحاولات التضييق عليها او تحجيمها فالسياحة حزمة واحدة وبيئة متكاملة تبدأ من الشعب المضياف مرورا بالحضارة المصرية ام الحضارات إلي الرفاهية والمتعه والجاذبية التي يتمتع بها السائح في اقامته بمصر, فكثير من البلدان حولنا لديهم مقومات كثيرة ولكن ليس لديهم تلك التركيبة الفريده التي تجعل السائح يزور مصر عدة مرات وليست مرة واحدة بل ويدعو اصدقاءه إلي زيارة مصر. ويعقد بدءا من يوم الاحد القادم في فندق بيراميزا المناظرات بين ائتلاف دعم السياحة والاحزاب وتبدأ بحزب الوفد والوسط ثم حزب الجبهة ثم العدالة والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ثم حزب المصريين الاحرار وغيرها حتي تكتمل كل المناظرات ويحاول كل حزب الفوز باصوات4.6 مليون اسرة تعمل في المجال السياحي.