قرأت رسالة أ.محمد فكري عبدالجليل ببريد الأهرام بعنوان( المصير الغامض) والتي تخوف فيها من انتهاء المنتجات المطاطية بعد عدة قرون لا تتجاوز القرن الحالي عندما ينضب النفط الذي يستخدم في تصنيع المطاط الصناعي, وتوقفت عند تساؤله: هل سيعتمد بعد ذلك علي أشجار المطاط الطبيعي محدودة المساحات والتي تتأثر بالعديد من العوامل التي يستحيل معها الاعتماد عليه في تصنيع احتياجاتنا من المنتجات المطاطية؟. وفي هذا الموضوع دار حديث بيني وبين الدكتور محمد السكري أستاذ البتروكيماويات قال فيه: فبالفعل فإن نضوب النفط من العالم أمر حتمي ويليه الغاز الطبيعي عبر هذا القرن من الزمان, وأحب أن أوضح أن الصناعات البتروكيماوية بكل أنواعها( بلاستيك ومطاط, منظفات, مبيدات, مواد كيميائية) عالميا تستهلك10% فقط من إجمالي النفط في العالم, والباقي يستهلك كوقود وزيوت تزييت وشحومات وأسفلت وغيرها. ولذلك فقد انشغل العالم كله منذ عشرات السنين بتلك القضية التي سوف تؤثر في كثير من الصناعات وليس المطاط وحده, بل واختفاء المنتجات البلاستيكية أيضا وعلينا أن نتخيل الحياة بدون بلاستيكات, أو بدون منظفات صناعية, والسؤال هل سنعود الي الصابون المعتمد علي الزيوت الطبيعية الغذائية؟ وغيرها من القضايا التي شغلت العالم, لقد بدأت الدول منذ سنوات في إيجاد البدائل عن البترول والغاز الطبيعي كوقود, وكمنتجات تعتمد عليه, فلجأت الي الموارد الجديدة والمتجددة في توليد الطاقة, كطاقة الرياح والشمس وحركة الأمواج, وكذلك الطاقة النووية, كما تم اللجوء الي الماء للحصول منه علي طاقة الهيدروجين, وكذلك الكتلة الحيوية التي تتمثل في جميع بقايا الأشجار والنباتات وكذلك بعض المنتجات الزراعية لتصنيع الوقود الحيوي, واستخراج زيوت التزييت والشحوم منها, كما تم الرجوع للفحم ومقطراته ومنتجاته لتحضير بدائل للصناعات البتروكيميائية. إن جميع المنتجات العضوية, خاصة البلاستيك, والمطاط, تعتمد علي عنصري الكربون والهيدروجين, وهذان العنصران يسهل الحصول عليهما من الفحم والماء, ومنتجات أخري يمكن الحصول عليها من النباتات وبقاياها, وستصنع المواد البلاستيكية والمطاطية منها, وكذلك باقي المنتجات التي تعتمد علي البترول والغاز الطبيعي, وسوف تدار السيارات والمركبات بالماء أو بالشمس ويجري تصنيع تلك السيارات الآن والتي تعرف بالسيارات الخضراء أي صديقة البيئة وسوف تتولد الكهرباء من البحر ومن الهواء, وسوف تتحرك القطارات والسفن والطائرات بالوقود النووي. د.مجدي مطاوع أستاذ كيمياء البلمرات بمعهد بحوث البترول محرر بريد الأهرام: القضية مهمة وخطيرة ونحن نفتح باب المناقشة حولها.