هل تصورت أن يأتي يوم تذهب فيه لاستبدال إطار سيارتك فتجد كل محال الكاوتشوك قد أوصدت أبوابها للأبد, ونفس الأمر في مناح عديدة, فلن يجد أصحاب المصانع السيور اللازمة لمصانعهم, ولن يجد أطباء الجراحة قفازات الجراحة اللازمة للعمليات, وهلم جرا بالنسبة لجميع المنتجات التي أساسها المطاط. السيناريو السابق لن ينتج عن إضراب أو وقفة احتجاجية أو ماشابه.. ولكنه أمر أصبح سيحدث حتما بعد عدة عقود لاتتجاوز نهاية القرن الحالي عندما ينضب معين النفط الذي يستخدم في تصنيع آلاف المنتجات ومن بينها المطاط. ويذكر أن هناك نوعين من المطاط, أحدهما ينتج من أشجار المطاط الطبيعي المسماةHevea, وأما النوع الآخر فهو المطاط الصناعي سواء للأغراض العامة أو الخاصة, وهذا النوع يعتبر الأكثر إنتاجا وأداء والأرخص تكلفة ويسمي مطاط الاستيرين البوتاديئين, ويصنع البوتاديئين في صورة غازية من النفط, بينما يضع الاستيرين من قطران الفحم أو النفط. فهل سيتم الاعتماد.. بعد نفاد مخزوني النفط والفحم علي المطاط الطبيعي الذي لن يوفي الاحتياجات العالمية منه بدرجة كبيرة فضلا عن المخاطر المحتملة علي هذا المحصول ومن أهمها: أ التغيرات المناخية وتقلبات الطبيعة علي مناطق زراعة أشجار المطاط الطبيعي التي يتركز معظمها في جنوب شرقي آسيا اندونيسيا وتايلاندا خاصة. ب احتمال تعرض أشجار المطاط الطبيعي للإصابة بأحد أنواع الفطريات المهلكة. ج الاتجاه إلي تحويل غابات أشجار المطاط إلي زراعة المحاصيل الغذائية تحسبا لأزمة الغذاء مستقبلا. فهل يدلي علماؤنا بدلوهم لإفادتنا عن المصير الغامض لصناعة المطاط قبل أن نفاجأ باختفائه يوما ما؟. محمد فكري عبدالجليل وكيل المدير العام بأحد البنوك الوطنية سابقا