كشفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية عن دعوة من الساسة والدبلوماسيين الإسرائيليين لحكومتهم لفتح باب الحوار مع العالم العربي. ومحاولة التقرب من هذا المجتمع بدلا من تجاهله والتعامل معه كما لو كان قضية خاسرة، وذلك في ظل تصاعد المخاوف الإسرائيلية من التطورات المتلاحقة في العالم العربي, وما سيسفر عنه الربيع العربي من اتجاهات سياسية ستسيطر علي مقاليد السلطة في المرحلة المقبلة, وأشارت الصحيفة إلي أن إسرائيل من الدول القليلة التي تهتم بجس نبض المجتمع الغربي ومعرفة آرائه في مختلف القضايا, حتي أنها خصصت وزارة لهذا الغرض بالتحديد والمعروفة باسم هسبارا, أو توضيح. فقد أكد إيلي أفيدار الرئيس السابق للبعثة الإسرائيلية لقطر ومؤسس إحدي المنتديات البحثية في الشرق الأوسط أننا نعيش في الشرق الأوسط, ولابد أن نشرع في الحديث بلغة المنطقة, وهو ما لم نبدأ فيه حتي الآن, وهذا ما سيساعد إسرائيل- من وجهة نظره- في القيام بدور فاعل في توصيل رسالتها ووجهات نظرها إلي الشعوب العربية بشكل مباشر. ففي الوقت الذي بدأت فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بالفعل إطلاق قنواتها الموجهة للعالم العربي لتنقل ثقافتها ورؤيتها للعالم إلي هذا المجتمع, مازالت إسرائيل تنأي بنفسها عن هذا العالم, وهو ما اعتبره المثقفون خطأ فادحا. وأشار بار إيلان الأستاذ بجامعة موردخاي كيدار الإسرائيلية إلي أن صورة إسرائيل السيئة في العالم العربي تتحمل مسئوليتها إسرائيل وحدها سواء كدولة أو كحكومة لفشلها في الحوار مع دول الجوار العربية. ويؤكد المثقفون والأكاديميون الإسرائيليون بصفة عامة ضرورة انتهاج سياسيات فكرية جديدة, مؤكدين أن العالم من حولهم يتغير ولابد لهم من مواكبة هذا التغيير. يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه بعض الصحف الإسرائيلية شحنها للرأي العام ضد العرب, حيث ركزت صحيفة جيروزاليم بوست علي تحذيرات السياسية الهولندية المتطرفة أيان حرزي علي من سيطرة الأصوليين الإسلاميين علي السلطة في دول الربيع العربي, مؤكدة أن هذا يشكل تهديدا سياسيا قويا لإسرائيل والولاياتالمتحدة علي حد السواء. ونقلت الصحيفة عن حرزي علي قولها إن المشكلة تكمن في أن الثورات العربية قد تمهد الطريق أمام التطرف الإسلامي لأن يبسط نفوذه علي المنطقة كلها. وأضافت حرزي- التي اشتهرت بكثرة هجومها علي الإسلام والمهاجرين- قائلة: الإسلام المتطرف يمثل تهديدا لنا جميعا, وبخاصة إسرائيل والولاياتالمتحدة, ولن يكون تهديدا عسكريا فقط, ولكن عبر وسائل سياسية لا تتسم بالعنف.