كشف مسئولون أمريكيون أن معلومات استخباراتية جديدة تظهر أن العقيد معمر القذافي يفكر بجدية في الهروب من طرابلس للانتقال إلي مكان أكثر أمنا خارج العاصمة. ما يشير إلي أن قبضته المحكمة علي السلطة بدأت تزداد ضعفا. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية- أمس- عن مسئول كبير بجهاز الأمن الوطني الأمريكي قوله إن الاستخبارات تصور القذافي علي أنه لم يعد يشعر بالأمان في طرابلس بسبب الضربات الجوية المكثفة لحلف شمال الأطلسي ونظرا للمكاسب التي تحققها قوات الثوار في ميدان المعركة. ويعتبر المسئولون الأمريكيون بأن الضغط العسكري علي طرابلس في الأيام الأخيرة دفع القذافي إلي السعي وراء أرض أكثر أمنا بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر علي هجمات الحلفاء. وأكد مسئول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية أن العقيد معمر القذافي لديه أماكن إقامة عديدة وغيرها من المنشآت خارج طرابلس قد تكون هي الأماكن التي سينتقل إليها. وعلي الصعيد نفسه, قال محمود شمام المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي إنه علي القذافي أن يقبل المغادرة أو العزلة في منطقة نائية في ليبيا, لا نري ما يمنع انسحابه إلي واحة ليبية تحت رقابة دولية. وكشف المتحدث باسم المجلس الانتقالي في تصريحات لصحيفة لوفيجارو الفرنسية عن أن الثوار الليبيين يجرون اتصالات غير مباشرة مع ممثلين عن السلطات في طرابلس وتطرقوا إلي إمكانية بقاء معمر القذافي في ليبيا إذا ترك السلطة, وهو ما نفاه نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة مؤكدا أنه لا وجود لاتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع نظام القذافي. وأضاف شمام أن هذه الاتصالات تجري عبر وسطاء, لكنها ليست مباشرة علي الاطلاق, بل تجري أحيانا في جنوب افريقيا وأحيانا في باريس حيث أرسل القذافي أخيرا ممثلا ليتحدث معنا. ومن ناحية أخري, قال أعضاء في المجلس الانتقالي الليبي إنهم علي اتصال دائم مع أكثر من100 عضو من المعارضين للقذافي في العاصمة طرابلس. وأوضح أعضاء المجلس- حسبما ذكر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي- أنهم يجرون محادثات سرية مع المعارضين في طرابلس للاستعداد لإسقاط نظام القذافي.