ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تقترب من اتخاذ قرار حاسم بشأن كيفية الإسراع بسحب القوات المقاتلة من أفغانستان, فيما يؤكد مسئولون كبار في الإدارة أنه تم شل شبكة تنظيم القاعدة الأصلية في المنطقة. وهو ما يوفر الأساس المنطقي للخفض الحاد لتعداد القوات هناك. وجاء تقرير الصحيفة الأمريكية بعد يوم من قيام الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بالكشف للمرة الأولي عن أن الولاياتالمتحدة وقوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلنطي الناتو بدءا التفاوض بفاعلية مع حركة طالبان. ولم يعترف المسئولون الأمريكيون علنا بمثل هذه المحادثات, فيما لم تعلق الولاياتالمتحدة علي تصريحات كرزاي الجديدة بصورة مباشرة, وقال بيان للسفارة الأمريكية في كابول قلنا مرارا إننا ندعم عملية المصالحة الأفغانية, وأننا سنشارك في هذه العملية. وأشار البيان إلي أن واشنطن ستساعد علي تهيئة الظروف لتسوية سياسية, بما في ذلك التوفيق بين المسلحين الذين هم علي استعداد للتخلي عن القاعدة ونبذ العنف والالتزام بالدستور الأفغاني. من جانب آخر, قال مسئولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز إن الغارات المكثفة للطائرات بدون طيار وغيرها من العمليات السرية في باكستان قد أصابت تنظيم القاعدة بالشلل, حيث لقي عدد كبير من القيادات مصرعهم أو يتمركزون في المنطقة الحدودية مع أفغانستان. وأشارت وكالة المخابرات الأمريكية إلي أن أعضاء بارزين في قيادة القاعدة قد قتل منهم20 فردا في أقل من عامين, وهو ما حد من التهديد الذي تشكله تلك العناصر. وقال المسئولون إن تلك الثقة التي يتحدثون بها مدعومة بالمعلومات التي وجدت في مجمع بن لادن في باكستان, حيث عثروا علي أدلة بشأن حالة من الفوضي في قيادة تنظيم القاعدة. وكشفت المعلومات أن بن لادن كان يشعر بالإحباط لعدم قدرته علي توجيه قياداته لشن الهجمات نتيجة خشية مساعديه علي حياتهم. وقالت الصحيفة إن التركيز الحالي علي التقدم ضد القاعدة يوفر حجة مضادة لما أدلي به وزير الدفاع روبرت جيتس ومسئولون عسكريون آخرون في الأيام الأخيرة عن إمكانية سحب جزئي ومحدود للقوات وضرورة الحفاظ علي القوة القتالية الأمريكية لأطول وقت ممكن. ولكن في المقابل, يقر المسئولون الأمريكيون بأن هزيمة القاعدة لا تزال بعيدة عن التحقق, ويعتبرون أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو التهديد الأكثر إلحاحا للولايات المتحدة. وفي غضون ذلك, كشف خبراء عن أن واشنطن ربما تجري محادثات مع طالبان, لكن التحدي الرئيسي أمامها هو الوصول إلي الملا عمر الذي يعد مفتاح الوصول إلي اتفاق سلام في أفغانستان. وأكد المحلل الباكستاني اميتاز جول أن مارك جروسمان المبعوث الأمريكي إلي أفغانستانوباكستان طلب المساعدة في الوصول إلي مكان الملا عمر, مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة تطالب بإجراء محادثات مع زعيم طالبان لا التخلص منه. وعلي الصعيد الأمني, أعلنت قوة المساعدة الأمنية الدولية إيساف عن مقتل8 جنود من قوات التحالف الدولي خلال يوم واحد في أفغانستان. حيث لقي4 جنود مصرعهم إثر حادث تحطم سيارة جنوبي أفغانستان, بينما لقي4 آخرون مصرعهم في هجومين منفصلين. كما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مقتل ثلاثة أشخاص علي الأقل وإصابة11 آخرين بجروح إثر انفجار سيارة مفخخة استهدف قافلة تابعة لإيساف إقليم قندوز شمال البلاد. وفي باكستان, لقي25 مسلحا مصرعهم و4 جنود في هجوم بالطائرات الحربية الباكستانية علي معاقل المسلحين علي الحدود مع أفغانستان. ومن لندن- كتب مراسل الأهرام: أعلنت بريطانيا مقتل ثالث جندي بريطاني في أفغانستان خلال أسبوع, ليرتفع إجمالي عدد قتلي قواتها إلي374 منذ مشاركتها في غزو أفغانستان عام.2001