من بين شهداء الثورة الذين ضحوا بحياتهم في سبيل نجاحها واستمرارها ستة شهداء من محافظة الفيوم, أصغرهم الشهيد عبدالرحمن نبيل أحمد الذي أطلق عليه شباب الفيس بوك ملاك الثورة لكونه أصغر شهدائها حيث كان عمره لا يتجاوز الثلاثة عشر ربيعا. هذا الشهيد الصغير أحد أبناء رجل بسيط يعمل مقيما للشعائر بإدارة أوقاف اطسا بمحافظة الفيوم, وكان بصحبة والده في زيارة لعمه بحي الأربعين في مدينة السويس يوم جمعة الغضب الأولي(82 يناير الماضي), وخلال مروره أمام قسم شرطة الأربعين فاجأته رصاصة في رأسه دخل علي إثرها في غيبوبة حتي فارق الحياة بعد ستين يوما من إصابته. من يومها رضي الأب المكلوم بقدره حتي استدعته المحافظة لتكريم ابنه ضمن شهداء الفيوم الستة خلال زيارة بعض الرموز السياسية للمحافظة, فمنحوه درعا نحاسية مع وعد بإطلاق اسمه علي المدرسة التي كان يدرس بها. عقب ذلك الاحتفال دعا بعض رجال الأعمال إلي حفل تأبين للشهداء لتوزيع تبرعات مالية علي أسرهم, وتسجيل بعض الأعمال الخيرية بأسمائهم. والمفاجأة كما قال لي والد الشهيد الصغير أن الحفل تحول إلي مكلمة سياسية تباري فيه المتطلعون سياسيا في ذكر إنجازاتهم, وأعلنوا عن توزيع06 ألف جنيه خلال التأبين لم يصل منها مليم واحد لأسر الشهداء, بل كان الاحتفال متاجرة بأسماء الشهداء الستة وهم: عبدالرحمن نبيل من اطسا, وكمال تمام من مدينة الفيوم, وأحمد عبدالعاطي من سنورس, ونصر السيد عويس من سيلا, ومجدي سعيد قرني من دار الرماد, ومصطفي أحمد علي من المدابغ! وهكذا انفض التأبين دون أن يتم تكريم حقيقي لأرواح الشهداء, الذين أسهم استشهادهم في صنع هذا المناخ الحر, مما أتاح لأمثال هؤلاء أن يظهروا ليتحدثوا عن أنفسهم! ونيابة عن أهالي أسر الشهداء هناك رغبة ننقلها لمحافظ الفيوم الجديد الجنرال محمود عاصم أن يسارع بإقامة نصب تذكاري بأحد ميادين الفيوم يحمل أسماءهم, أو يبادر بإطلاق تلك الأسماء علي بعض الشوارع التي كانوا يقيمون فيها, أو المدارس التي كانت تضمهم أسوة بشهداء المحافظات الأخري.. وهذا أضعف الإيمان. [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل