تتميز أيرينا بيكوفا مديرة عام اليونسكو بفهمها العميق لدور هذه المنظمة وبإيمانها بقدرة اليونسكو علي استقبال وتغذية الحوار بين الثقافات وتشجيع التبادل بين التنظيمات المختلفة والحث علي التعاون الدولي. ومن هنا جاءت زياتها لمصر بعد ثورة25 يناير ايمانا بأن الحفاظ علي التراث الانساني يبدأ من هنا من القاهرة عاصمة الحضارات, حيث تكتسب هذه الزيارة أهميتها في ظل الخوف علي هذا التراث من السرقة والتخريب في هذه المنطقة الغنية بالثقافة والحضارة وسط ثورات الربيع العربي, بحثت بيكوفا خلال زيارتها لمصر دعم التحول الديمقراطي, والمساعدة في وقف سرقة الآثار, ودعم دور المرأة والشباب. وكان هذا الحوار الذي اختصت به الأهرام ما هو الهدف من الزيارة في هذا التوقيت؟ جئت لإظهار التعاطف مع الشعب المصري ودعم التحول الديمقراطي, وعلي الجانب الاخر جئت لأتعرف علي سبل دعمنا لمصر وشعبها في هذه المرحلة الانتقالية, وللإعراب عن قلقنا واهتمامنا بضرورة حماية التراث الحضاري المصري, حيث إن مصر بالغة الثراء بثقافتها وحضارتها, بالاضافة الي التعرف علي سبل دعم التعليم وجودته في مصر ومكافحة الأمية. وماذا عن أوجه التعاون مع مصر في الفترة القادمة؟ لقد قمنا بمباحثات مع رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والثقافة والتعليم والتعليم العالي والري والاتصالات, حيث بحثنا دعم عملية التحول الديمقراطي في مصر واستعرضنا نشاط اليونسكو في مجالات التعليم والثقافة وحقوق الانسان ودعم دور المرأة والشباب في المرحلة القادمة وايضا التعاون في مجال حفظ التراث الثقافي. ما رأيكم في ثورات الربيع العربي؟ وهل هناك تخوف علي الآثار من أعمال تخريبية؟ بالنسبة للسؤال الأول أعتقد أن ما حدث في المنطقة العربية هو شيء غاية في الأهمية, فالعالم بأسره يتجه نحو الديمقراطية والحرية, أما فيما يخص السؤال الثاني, فقطعا أنا مع حماية الآثار من أي عمل تخريبي وهذا جزء من عمل اليونسكو, لقد تأثرت بعمق وأعجبت بشدة بالشعب المصري وهو يحمي بنفسه المتحف المصري خلال أعمال التخريب التي قام بها البعض أثناء الثورة, وقد كان مثل هذا التحرك الشعبي عملا رائعا, كما أنني أشعر بالسعادة لعودة الكثير من القطع التي فقدت ولاتزال مصر تعمل عن استعادة الباقي, وفي هذا السياق أعتقد أنه من الممكن التأكيد علي دور المواطنين في حماية الاثار بأنفسهم, أما نحن في اليونسكو فإننا نعمل ونسعي مع العديد من شركائنا مثل الانتربول للتعرف علي سبل التعاون بين العديد من المؤسسات لوقف عمليات تصدير الاثار. ما هو موقف اليونسكو من عملية اغتصاب الطابع الثقافي العربي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلي رأسها القدسالمحتلة؟ لقد أعلنت اليونسكو عن موقفها مرارا, بل وإنها وضعت القدس علي قائمة التراث القديم المهدد, وهو ما يثير القلق الشديد من جانب المنظمة الدولية وخاصة فيما يتعلق بالتراث في القدس العتيقة, كما تم وضع خطة عمل في عام2006 علي أساس التوافق والتي تقضي بالحفاظ علي تراث القدس العتيقة وقد أسفرت الخطة عن مشروعات عديدة للحفاظ علي العديد من المباني في المدينة, وقد استضفت في المنظمة اجتماعا في اكتوبر الماضي ضم فلسطينيين وأردنيين واسرائيليين لبحث سبل الحفاظ علي تراث القدس العتيقة, وبالطبع, فإن الظروف السياسية الحالية تعوق تدخلنا علي هذا الصعيد, إلا أن تدخلنا ليس فقط في مجال حماية التراث, وإنما نتدخل في مجال التعليم من خلال مكتبنا في رام الله وغزة وبالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. كيف صمتت اليونسكو علي التدمير الذي وقع للتراث الإنساني بالعراق؟ لقد لعب اليونسكو دورا مهما في الحفاظ علي العديد من المتاحف والآثار بالتعاون مع السلطات العراقية, لقد كانت اليونسكو أكثر مؤسسة ثقافية في العالم معنية ومسئولة عن انقاذ الآثار العراقية, ودعني أقولها صراحة إن العالم من دون اليونسكو كان سيكون أسوأ بكثير. هل سيكون لليونسكو دور في استكمال متحف الحضارة الذي يقام حاليا في مصر؟ بالطبع, فنحن نعتبره مشروعا لليونسكو, ونقوم بالتعاون في مجال التدريب الفني والإداري بخلاف الشأن المادي.