إذا أردنا تطويرا حقيقيا لسياستنا الاصلاحية, وحياتنا الحزبية, وبناء مؤسسات قوية فلابد من الحوار المجتمعي الجاد والهادف بين جميع القوي السياسية بأطيافها المختلفة والأحزاب الجديدة التي خرجت من رحم الثورة والأحزاب القديمة والتي لا يعرف المواطن العادي منها سوي اثنين أو ثلاثة وليس لها نشاط ملحوظ رغم شرعيتها جميعا واحترامنا لها وأري أن المواطن البسيط لن يعرف أي أحزاب إلا من خلال الحوار المجتمعي الهادف وعرض قضايا الأحزاب وبرامجها والادلاء برأيها في القضايا الوطنية والحياتية, ومشاركة المواطن آلامه وآماله وأحلامه وخدمة المجتمع فعلا لا قولا, والمشاركة في الرؤية المستقبلية لمصر واستشراف المستقبل وإعداد الدستور الجديد بحب ووطنية وليس لأغراض شخصية أو ركوبا للموجة أو قفزا علي انجازات الشباب. ولن يكون التطوير والاصلاح السياسي المنشود مكتمل البناء, ومؤسسا فكريا, وناضجا سياسيا إلا بالحوار المجتمعي مع الاخوان المسلمين والسلفيين والحركات السياسية والأقباط والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الجادة والوطنية والجمعيات الأهلية وجميع الهيئات والمؤسسات المعنية. وكل ذلك يكون بأدب الحوار وأدب الاختلاف ومحاولة تصحيح الأفكار الخاطئة, واحترام الآخر وعدم تهميش الشباب عامة وممثلي شباب الثورة خاصة في صنع القرار وآن الأوان لأن يأخذ الشباب حقهم في المشاركة والمساهمة في صنع القرار والوظائف والعمل والقيادة. أيضا مهمة اعداد الدستور الجديد ومناقشة مشروعات القوانين, لابد أن تضع في حسبانها رأي المواطنين والمؤسسات والنقابات والأحزاب وتفعيل دور الأحزاب القديمة والحديثة وتنشئة الشباب سياسيا وفكريا بطرق صحيحة. وليكن معلوما أن الحوار المجتمعي الجاد هو الحل لتقوية الحياة السياسية للخروج من كثير من المآزق شريطة أن يكون الحوار هادفا وبناء ويصون المجتمع ويقدم حلا صحيحا وصحيا بهدوء وإتزان لإحتواء الأزمات, وبذلك نسهم في حماية السلام الاجتماعي ونقضي علي المشكلات في مهدها ونفوت الفرصة علي من يصطادون في الماء العكر.