رغم الاعتراضات الباكستانية الأخيرة لهذه الضربات, لقي20 شخصا علي الأقل حتفهم أمس في ثلاث هجمات جوية منفصلة لطائرات أمريكية بدون طيار في المناطق القبلية في وزيرستان الجنوبية بشمال غرب باكستان. ونفذت القوات الأمريكية هجومين من تلك الهجمات علي قرية دانا في إقليم بارمال لاستهداف مخبئين للمسلحين في الجبال, بينما استهدف الهجوم الأخير سيارة في منطقة شايال علي الحدود الأفغانية, وتعد هذه المنطقة معقل القائد المتشدد مولوي نظير الذي كان قد وقع اتفاقية السلام مع الحكومة الأفغانية. وتعد تلك الهجمات ثاني أكبر هجوم جوي تشهده المنطقة عقب مقتل إلياس كشميري أحد كبار عناصر تنظيم القاعدة في منطقة كشمير الهندية الجمعة الماضي في هجوم مماثل. وتنتقد باكستان هذه الهجمات باستمرار لأنها تزيد من مشاعر العداء لواشنطن, ولكن يعتقد علي نطاق واسع أن وكالات المخابرات الباكستانية تساعد نظيرتها الامريكية في تحديد الأهداف المطلوبة. وذكرت صحيفة دون الباكستانية أمس أن إسلام آباد ساعدت واشنطن بالفعل في تحديد مكان كشميري الذي كان علي قائمة المطلوب القبض عليهم من جانب باكستان والولايات المتحدة والهند لاتهامه بارتكاب أعمال إرهابية. وفي غضون ذلك, استكمل امس وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس زيارته الاخيرة التي يقوم بها قبيل مغادرته لمنصبه, حيث قام بجولة تفقدية للخطوط الامامية للقوات الامريكية في افغانستان. واستقل جيتس طائرة من كابول, وتجول في مناطق خطيرة في اقليم باكتيكا قرب الحدود مع باكستان, وكان قد تفقد أمس الأول قاعدتين أخريين لقوات بلاده في جنوب البلاد وجه خلالها الشكر للقوات الامريكية علي قتالها لحركة طالبان. وتعتبر تلك المهمة هي الأخيرة لجيتس قبل تقاعده في30 من شهر يونيو الجاري, وسيعمل قبل رحيله عن منصبه علي تقديم التوصيات للرئيس الأمريكي باراك اوباما حول كيفية بدء سحب القوات الامريكية من افغانستان الشهر المقبل. ومن المتوقع ان تسحب واشنطن من30 إلي50 ألفا من قواتها, ومن بينها القوات الاضافية التي ارسلها اوباما الي كابول العام الماضي في اطار خطته الجديدة للحرب في افغانستان. وقال وزير الدفاع الامريكي ان اوباما سيعلن قريبا عن خطته لبدء سحب قواته من افغانستان. وأشارت تقارير اخبارية الي ان تلك الخطة تتضمن زيادة في معدل القوات المنسحبة عن التقديرات السابقة اعلن عنها مؤخرا, حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أمس أن مجلس الامن القومي الامريكي عقد امس اجتماعه الشهري عن افغانستانوباكستان, وكان من بين قراراته تحديد عدد القوات التي سيتم بدء سحبها من افغانستان نظرا لتكلفة الحرب العالية وبعد مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وقالت الصحيفة ان اوباما سيبلغ الشعب الامريكي بتلك القرارات خلال كلمة له هذا الشهر. ومن فيينا مراسل الاهرام: أكد متحدث باسم الخارجية النمساوية أمس أن الوضع في افغانستان قد يزداد سوءا نتيجة انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد.