أكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان أن ضلوع جهاز المخابرات الإسرائيلية( الموساد) في عملية اغتيال القيادي الفلسطيني بحركة حماس محمود المبحوح أكيد بنسبة99% إن لم يكن100%, علي حد قوله. وأضاف خلفان في تصريحات نشرتها صحيفة( ذي ناشيونال) علي موقعها الالكتروني أمس أن الأدلة التي تملكها شرطة دبي تظهر ارتباطا واضحا بين المشتبه بهم وبين أشخاص علي علاقة وثيقة بإسرائيل, لكنه لم يكشف عن هذه الأدلة. وأكد خلفان في تصريحات صحفية أن جوازات السفر التي استخدمت في العملية صحيحة وأنها ليست مزورة, كما ذكرت بريطانيا وايرلندا وفرنسا. وأضاف أن مسئولين أمنيين أوروبيين, دربوا ضباط الجوازات في دبي علي كشف التزوير في جوازات السفر الأوروبية بما فيها جوازات الدول المعنية, وأكد أن هذه الخبرات التي طبقت لم تظهر تزوير الجوازات. ووصف قائد شرطة دبي المتهمين ومن وراءهم, بأنهم يتسمون بالغباء الكبير لأن الفيديو رصد تحركاتهم واستراتيجياتهم وخططهم وأهدافهم ثانية بثانية أمام العالم أجمع. وكانت صحيفة سود دويتشي تسايتونج الألمانية المتخصصة في الشئون الأمنية قد أكدت أمس أن المخابرات الإسرائيلية نفذت عملية اغتيال المبحوح في دبي, من خلال غرفة قيادة انشئت لهذا الغرض في النمسا. وأشارت الصحيفة الي أن معظم أفراد فريق الاغتيال استخدموا أرقام هواتف محملة نمساوية وأجروا مكالمات هاتفية مشفرة من دبي الي النمسا, وأن جميع أفراد الفريق وصلوا الي دبي من دول أوروبية بفارق ساعات محدودة عن بعضهم البعض, حيث توجه خمسة منهم من ميونيخ وفرانكفورت في ألمانيا الي دبي, بينما طار4 آخرون الي هناك من زيوريخ, و4 آخرون من روما, واثنان من باريس. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات النمساوية عن فتح تحقيق في احتمال استخدام أرقام هواتف محمولة نمساوية في عملية الاغتيال. وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية النمساوية رودولف جوليا بأن مكتب الأمن القومي ومكافحة الارهاب يجري تحقيقات في القضية منذ يوم الاثنين الماضي15 فبراير, وقال إنه يبدو أن أرقام هواتف محمولة نمساوية استخدمت, لكن التحقيقات لاتزال في بدايتها ونحن علي اتصال مع شرطة دبي. وفي السياق نفسه, استدعت وزارتا الخارجية البريطانية والايرلندية سفيري إسرائيل في لندن ودبلن لاستيضاح مسألة استخدام جوازات سفر بريطانية وايرلندية مزورة في عملية الاغتيال. وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون قد وعد بإجراء تحقيق كامل في قضية جوازات السفر, وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية, إن تزوير جوازات سفر بريطانية أمر في غاية الخطورة, وان الحكومة ستواصل اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية البريطانيين من سرقة هوياتهم, علي حد قوله. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي, أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تنتظر بشيء من التوتر نتائج لقاء السفير الإسرائيلي في لندن. ونقلت الإذاعة عن مسئولين قولهم إنه من المبكر التحدث عن أزمة دبلوماسية بين بريطانيا واسرائيل طالما أنه لا توجد أدلة مؤكدة تربط تل أبيب بالجريمة, علي حد قولهم. وفي غضون ذلك, نقلت صحيفة( معاريف) الإسرائيلية عن مصدر وصفته بأنه قريب من رئيس جهاز الموساد مائير داغان, أن الأخير لا يفكر في تقديم استقالته عقب نشر تفاصيل العملية, قائلا إن الاستقالة ستكون بمثابة إعلان واضح وصريح من إسرائيل بمسئوليتها عن العملية, وأضاف أن داغان لا يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو سيطلب منه تقديم استقالته. وأضافت الصحيفة أن تقديرات المصدر القريب من رئيس الموساد تشير الي أنه سيتم احتواء الأمر دون الاستقالة بحيث سيعمل الموساد علي احتواء النتائج مع بريطانيا وايرلندا وألمانيا وفرنسا, كما يمكن أن يعقد الجهاز لقاءات توضيحية مع أجهزة مخابرات هذه الدول. وفي هذه الأثناء, بدأت الحكومة الإسرائيلية حملة لتحويل كل إسرائيلي مسافر للخارج, بل كل يهودي الي مندوب علاقات عامة متجول في محاولة لتحسين صورتها الدولية التي تتراجع بشكل كبير, وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية علي موقعها الالكتروني أمس. وعلي الجانب الفلسطيني, أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن العمل من أجل الانتقام للمبحوح قد بدأ, متهما اسرائيل وعملاء الموساد بارتكاب الحادث. وبدوره أكد الناطق باسم كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن قرار الثأر والرد والانتقام تم اتخاذه وسوف يكون علي قدر الجريمة وأن علي إسرائيل أن تنتظر هذا الرد.