مرة أخري أكتب من دبي... وأتصور أن ما أكتبه اليوم يشكل أهمية كبيرة للعاملين في قطاع السياحة في مصر وتحديدا في قطاع الفنادق أو عالم صناعة الضيافة والفندقة. بل أكثر من هذا ربما يهم الجمهور العادي الذي يرتاد الفنادق في مصر بشكل عام والباحثين عن جودة الخدمات في هذه الفنادق. ما سبب هذا الكلام ؟ الحقيقة أنه قد استوقفني في السنوات القليلة الماضية خلال زياراتي إلي دبي, استمرار افتتاح فنادق جديدة علي مستوي راق جدا أو فاخر جدا في التصميم والديكور والاثاث والمفروشات والشكل العام, وقبل ذلك كله جودة الخدمات التي ربما يندر وجودها في كثير من أكثر دول العالم تقدما... والتي اعتقد أننا نفتقدها في مصر إلي حد ملحوظ, خاصة ما يتعلق بالعمالة الماهرة المدربة علي الخدمة في عالم الفنادق. ولا يخفي علي أحد من الزائرين إلي دبي مثل هذه الفنادق بداية من فندق برج العرب ثم فنادق أخري عديدة مثل فندق اطلانطس المدهش علي جزيرة النخلة, وآخرها الفندق الجديد أحدث فنادق دبي الذي زرته في رحلتي الأخيرة وهو فندق السرايا زعبيل الذي تم افتتاحه مؤخرا علي الطرف الآخر من فندق اطلانطس علي جزيرة النخلة أيضا. فهذا الفندق الرائع الجديد الذي بني علي الطراز العثماني أو ما يشبه قصور السلاطين العثمانيين تشعر فيه من أول لحظة أن كل حائط أو قطعة رخام أو قطعة أثاث أو ديكور أو ستائر أو نجف مصممة خصيصا من أجل هذا الفندق, ولا يوجد لها مثيل في أي فندق آخر بالعالم... وقبل ذلك كله هناك استقبال وجودة خدمات من عمالة ماهرة في غاية الرقي المهني خاصة العمالة من جنوب شرق آسيا, وهو ما يجعلك ترتبط بمثل هذه الأماكن, وتحب العودة إليها, وتلك بالمناسبة أقوي وسائل الجذب والتسويق غير المباشرة. وأنا هنا لا أريد أن أتوقف كثيرا عند مثل هذه التفاصيل, فلست في معرض الدعاية لمثل هذه الفنادق... أنا فقط أريد أن أشير إلي روعة وجودة الخدمات وأشير في الوقت نفسه إلي أن مثل هذه الفنادق لا تديرها شركات إدارة فندقية عالمية معروفة مثل شيراتون أو هيلتون أو ماريوت أو حتي فورسيزونز أو غيرها... بل تديرها شركات إدارة حديثة أنشئت في السنوات الأخيرة في دبي, وأصبحت ذات سمعة عالمية كبيرة في عالم إدارة الفنادق الفاخرة مثل شركة جميرا التي تدير هذا الفندق السرايا بل توسعت حاليا ليصل عدد الفنادق التي تديرها إلي12 فندقا تقريبا منها فندقين في وشنطن ولندن. وحديثي عن روعة وجودة الخدمات ليس الهدف منه المقارنة فقط, بل الهدف منه تأكيد أنه في ظل الاهتمام بالسياحة في كثير من دول العالم, وكثرة المعروض, كما يقول الخبراء, ستبقي جودة الخدمات هي معيار السبق أو إحدي وسائل الجذب القوية للسائح, فالسائح الباحث عن المتعة والترفية والاستمتاع لابد أنه سيقارن بين ما سيقدم له في دولة ما أو فندق ما, وبالتالي فإن ما يحصل عليه من خدمات سيكون حافزا له في مزيد من الانفاق, وعلي العودة مرة أخري إلي المكان نفسه بشغف شديد... وهذا تقريبا ما تحدثه فنادق دبي الآن أو في كثير منها علي وجه الدقة. يرتبط بالنقطة السابقة أن الجودة في الخدمات الفندقية, كما أوضحت, لا ترتبط فقط بأسماء شركات الإدارة الفندقية العالمية التي نعرفها في مصر, بل أن في العالم شركات أخري لا نعرفها, ويجب أن نسعي إلي وجودها في مصر لرفع سقف أو مستوي المنافسة في تقديم الخدمات لأن الظاهر أننا في مصر توقفنا عند أسماء معينة ونسينا أن هناك أسماء أخري لشركات كثيرة من جنوب شرق أسيا تحديدا أصبحت ذات سمعة عالمية في إدارة الفنادق. وصحيح أن هناك البعض نجح في السنوات الأخيرة في جذب شركات لم تكن موجودة في القاهرة مثل الرتيزكارلتون التي ستحل محل هيلتون بفندق النيل بالتحرير أو غيره... لكن يبقي أن هناك شركات أخري غير موجودة في مصر حتي الآن, وهي ذات سمعة عالمية كبيرة في عالم الفنادق مثل شركات جنوب شرق آسيا, وعلي رأسها شركات شنجرلا وتاج وغيرهما الكثير مما سأطرحه اليوم علي هذه الصفحة في دعوة إلي رجال الأعمال والمستثمرين في عالم الفنادق في مصر, ومن يبنون فنادق جديدة لمحاولة التعاقد مع هذه الشركات بهدف تقديم خدمات جديدة في مصر, ومحاولة كسر سيطرة أو سطوة الشركات العالمية المشهورة علي فنادق مصر وفرض شروطها التعسفية في الإدارة, وفي الحصول علي مكاسب كبيرة من ملاك الفنادق لعدم وجود المنافسة. أيضا فإن الدعوة لوحود هذه الشركات في مصر سيخلصنا مما يمكن أن نسميه الإدارة العائلية للفنادق في مصر, حيث انتشرت ظاهرة من يديرون فنادقهم بأنفسهم دون خبرات تذكر وبأسماء شركات إدارة مصرية ضعيفة لا تمتلك خبرة تقديم الخدمات أو العمالة المدربة, وبالتالي تفقد هذه الفنادق قدرتها علي المنافسة, بل تسئ إلي سمعة السياحة المصرية بما تقدمه من خدمات ليست لها استاندر أو ليست علي المستوي المقبول في ظل منافسة عالمية, الجودة هي عنوانها الآن في كل العالم, وكما أوضحنا في دبي. وليس معني الدعوة إلي شركات إدارة فندقية جديدة في مصر هو التوجه إلي شركات ال5 نجوم فقط, بل أن الاساس أو عصب السياحة في كثيرمن دول العالم الكبري سياحيا هو الفنادق4 و3 نجوم عالية الجودة والخدمات فيما يكاد يساوي5 نجوم في بعض فنادق مصر.. ولابد أن ننتبه إلي أن شركات الادارة العالمية الكبري نفسها تمتلك علامات تجارية مختلفة من5 و4 و3 نجوم, وبالتالي يمكن التفاهم معها فيما أقل من5 نجوم لأن هذه الشركات في النهاية لها مستوي لاتنزل عنه في تقديم الخدمات وفي مواصفات الغرف وفي كل ما يهم النزيل.. فهي في النهاية تسمي الفنادق الاقتصادية أي الأقل من5 نجوم, لكنها مهمة جدا في أي دولة سياحية بمستوي خدمات مرتفع, وهو ما ينقصنا جدا في مصر. إن قضية الادارة الفندقية في مصر في غاية الأهمية, ونحن نري أن علي غرفة الفنادق بالتعاون مع وزارة السياحة من خلال أجهزة الرقابة علي الفنادق والخدمات والجودة والتدريب في وزارة السياحة أن تستعيد دورها في ضرورة الدعوة لانشاء شركات إدارة فندقية مصرية عالمية أو عالية المستوي مثل دبي وغيرها, وأن يتم وضع شروط لهده الشركات تعمل في إطارها بما يضمن جودة الخدمات, وأن يشترط للحصول علي ترخيص لشركة إدارة أن تكون لديها الخبرات والكوادر المدربة وليست مجرد اسم يستخدم لشركة إدارة عائلية تسيئ للسياحة أكثر مما تنفع. إن الدور الرقابي لأجهزة وزارة السياحة الذي تراجع في السنوات الأخيرة مع سطوة رجال الأعمال علي الحكم في مصر يجعلنا نطالب وزيرالسياحة منير فخري عبدالنور باعطاء أولوية كبيرة لتفعيل هذا الدور في ظل قواعد رقابية واستعادة قوة وزارة السياحة في وضع قواعد لاعادة تصنيف الفنادق وفق الشروط العالمية بالتنسيق مع غرفة الفنادق, مع ملاحظة ألا يترك الدور كله لغرفة الفنادق, بل لابد من التعاون والتنظيم المشترك, لأن السنوات الأخيرة كما قلت كان البعض فيها يحاول أن يقضي أو يقلل من أهمية دور الدولة أو الوزارة في التنظيم والرقابة ويتركه للقطاع الخاص ممثلا في الغرف, وهذا ما ثبت عدم نجاحه.. فدور الدولة القوي ممثلا في وزارة السياحة يجب أن يعود بقوة في هذا القطاع لصالح السياحة ومستقبلها ولصالح الاقتصاد القومي في النهاية. بقي أن أشير, كما قلت سابقا, إلي أسماء بعض شركات الادارة الفندقية العالمية والاقليمية التي حققت نجاحا وأثبتت وجودا في العالم في السنوات الأخيرة, وعلينا وعلي رجال الأعمال الذين يبنون فنادق جديدة أن يسعوا إلي جذبها إلي مصر عملا علي رفع مستوي الخدمات.. فالقضية وأعني قضية الجودة في الخدمات ليست وقفا أو حكرا أو ليست موجودة فقط عند شركات الادارة العالمية الشهيرة مثل شيراتون أو هيلتون أو ماريوت أو حتي فورسيزونز المشهورة في مصر.. ولكن في العالم شركات أخري مع كل الاحترام والتقدير لهذه الشركات العالمية الكبري والرائدة حققت نجاحا وعلينا التعامل معها في ظل منافسة شريفة.. وأهم هذه الشركات هي: جميرا تاج شنجرلا فلورا وان اند أونلي بولجاري أرماني أطلانطس العنوان كورال كروم ويندهام كارلسون كانتري بارك ان ميسوني اسكوت سيتي ماكس ايكو تيوليب كاميجا كابيلا فريزر لاند مارك كوزموبوليتان لكشري كوليكشن فوربوينت دبليو انديجو اكسبريس بالطبع هذه القائمة تضم30 شركة تمكنت من زيارة أجنحتها في معرض ملتقي دبي الأخير وهي التي لا نعرفها في مصر تقريبا, ومن المؤكد أن هناك شركات أخري. المزيد من مقالات مصطفى النجار