كل التحية لشباب مصر طالما أننا نتفق جميعا علي أهمية الإسراع بالذهاب إلي مستقبل جديد وواعد لهذا الوطن فإن السبيل الوحيد لذلك يتمثل في إعطاء أكبر مساحة ممكنة للشباب في مختلف مجالات العمل الوطني انطلاقا من صحة الفهم والإدراك بأن الشباب ليسوا فقط عدة الحاضر وذخيرة المستقبل وإنما هم في الأساس طاقة الحلم الصادق الذي يعبر بكل الوضوح والشفافية عن قلب مصر وروح حضارتها. ولست أظن أن أحدا يمكن أن يجادل في أن الشباب هم القوة المحركة للتنمية والتقدم في أي دولة تطمح في الرقي والنهوض ولكنهم يحتاجون إلي القدوة التي تقدم لهم المثل العليا وتزودهم بالفكر المستنير. إن الشباب هم أغلي ما تملك مصر بل أنهم أعظم رصيد لها في الحاضر والمستقبل ومن ثم لا بد من اعتماد منهج الحوار أسلوبا وحيدا للتعامل معهم لأن ذلك هو السبيل الأمثل لاستثمار وتوظيف طاقاتهم الحية والمتجددة في إطارها الصحيح بما يلبي الطموحات الشبابية المشروعة من ناحية ويتوافق مع احتياجات الوطن من ناحية أخري. ولأن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل فإن من الضروري أن يكون للشباب حضورا فاعلا في أية صياغات تتعلق بحاضر ومستقبل هذا الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفكريا. ولست بحاجة إلي القول أن معطيات الواقع الراهن علي الساحة المصرية بعد ثورة25 يناير وما وفرته لنا من دروس مستفادة يمكن توظيفها لصالح الرغبة في تلبية الطموحات المشروعة لا تترك أمامنا من خيار سوي تعميق الرهان علي الشباب كقوة حقيقية قادرة علي ترسيخ وحماية الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة. إن شباب هذا الوطن الذي يتكلم دون خوف وينتقد دون حرج هو نفس الشباب الذي لم يبخل بكلمة إنصاف في حق من يستحق الإنصاف وقد برز ذلك بوضوح في مظاهرات يوم الجمعة الماضية التي أطلق عليها اسم' جمعة الغضب' وجعلت منها هتافات الشباب' جمعة الوحدة بين الشعب والجيش' تقديرا لدور الجيش الذي وقف إلي جوار الثورة منذ اللحظة الأولي دون تردد... وهذا موقف يستوجب التحية والتقدير لشباب مصر.
خير الكلام: من يعرف نفسه جيدا لا يكترث بما يقوله الآخرون عنه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله