ستجري محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك في إحدي المحاكم بشرق القاهرة, بعد استبعاد محاكمته بمستشفي شرم الشيخ لوجود متهمين آخرين معه في القضية التي سيحاكم فيها أمام الجنايات. ويتوقع أن يصدر وزير العدل قرارا يحدد فيه مكان عقد جلسات المحاكمة, والتي ستتم مراعاة موقعها, والتأمين اللازم سواء داخل أو خارج المحكمة, والجهة التي ستتولي عملية التأمين وذلك بالتنسيق مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وسوف تنتقل اللجنة الطبية خلال ساعات الي مستشفي سجن مزرعة طرة, لإجراء المعاينة, لرفع تقرير مفصل الي المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام إذ أجرت اللجنة الطبية والتي تضم أساتذة من التخصصات المختلفة من جامعات القاهرة, وعين شمس والأزهر والخدمات الطبية بالقوات المسلحة, كشفا طبيا علي مبارك الأسبوع الماضي وفحصته فحصا دقيقا, وسترفع تقريرها المتكامل للنائب العام, ليتخذ قراره وفقا لما انتهي اليه الفريق الطبي, ومراعاة للحقوق التي يكفلها قانون السجون والاتفاقيات الدولية, بحق المسجون أو المحبوس احتياطيا في العلاج والرعاية الطبية والزيارة. وسوف تقوم اللجنة الطبية بتحديد مدي توافق الحالة المرضية للرئيس السابق في حالة نقله الي مستشفي سجن طرة, وما يتوافر بها من امكانات وأدوات صحية, وسبق للنائب العام أن أمر بنقل مبارك الي مستشفي السجن وتعذرت عملية النقل بسبب ظروفه الصحية في الفترة الماضية وعدم قدرته علي الوقوف علي قدميه وإصابته بنوبات إغماء متتالية, وسوف تنتهي اللجنة من الوصول الي نتائج وترفع تقريرها متضمنا التوصيات التي تراها لتكون تحت بصر النائب العام وهو يتخذ قراره, ولن تكون هناك مجاملة علي الاطلاق للرئيس السابق وظروفه, فإذا أكد التقرير أن مستشفي السجن تتوافر به نفس الأجهزة التي يمكن مراعاة الوضع الصحي للرئيس السابق فسيتم علي الفور إصدار القرار, مع إلزام وزارة الداخلية وحسب لوائح السجون نقل أي محبوس لعلاجه خارج المستشفي اذا استدعي الأمر ذلك, ويلزم القانون مصلحة السجون تنفيذ هذا العلاج حفاظا علي حياة المريض سواء كان مبارك أو غيره من المحبوسين. وعلي جانب آخر, أكد عادل عدوي مساعد وزير الصحة للطب العلاجي, أن حالة الرئيس السابق حسني مبارك استقرت اليوم بعد أن تعرض امس الي ارتفاع في ضغط الدم واغماءة سريعة بعد أن تزايد عدد المتظاهرين خارج المستشفي, وأوضح عدوي أنه لم يتم بعد تحديد موعد لنقل الرئيس السابق من المستشفي الي أي مكان آخر. وكثفت مديرية أمن جنوبسيناء تعزيزاتها الأمنية داخل وخارج مستشفي شرم الشيخ الدولي والمنطقة المحيطة بها تحسبا لأي اختراقات أمنية قد تحدث من قبل المتظاهرين, حيث أكد مصدر أمني مسئول بالمديرية عدم قيام المتظاهرين بمحاولات اختراق للمستشفي لإجبار الرئيس السابق حسني مبارك علي الرحيل. كما أكد مصدر طبي أن المستشفي لم تتلق أي اخطارات تفيد بموعد نقل الرئيس السابق الي القاهرة, مشيرا الي صعوبة هذا الإجراء في ظل عدم استقرار الحالة الصحية لمبارك وتكرار نوبات الاكتئاب علي فترات متقاربة, مما قد يشكل خطورة بالغة عليه في أثناء نقله بالطائرة وأن موعد نقل الرئيس السابق يحظي بسرية تامة. فيما ذكر شهود عيان, أن سوزان ثابت زوجة الرئيس السابق ظلت بجواره ترافقه داخل غرفته علي مدي يوم أمس, وهي في حالة نفسية سيئة وارتسمت علي وجهها علامات الحزن الشديد وظلت صامتة لا تتحدث مع أحد, وانهمرت في البكاء بعد أن سمعت أمس الأول عبارات رددها المتظاهرون أمام المستشفي تسيء الي مبارك وجميع أفراد أسرته وتنال من كرامتهم, كما رافقها بالمستشفي خديجة الجمال زوجة نجلها جمال مبارك وابنتها فريدة التي حرص الفريق الطبي علي ضرورة ادخالها لمبارك كنوع من العلاج النفسي في محاولة منهم لاعادته الي حالته الطبيعية وتناوله الأطعمة المختلفة. ومن ناحية أخري, أكد مصدر مسئول بمطار شرم الشيخ الدولي, أن المطار لم يتلق هو الآخر أية اخطارات تفيد بموعد وصول طائرة خاصة أو مروحية أو قيام المطار بإعداد تجهيزات خاصة لنقل الرئيس السابق خارج مدينة شرم الشيخ, كما لم تكثف أجهزة الأمن من تعزيزاتها الأمنية بالمطار تحسبا لنقله بين حين وآخر, مما يؤكد أن ميعاد مغادرة الرئيس السابق قد يتأخر نسبيا ويرجح المصدر أنه سيكون قريبا لكن بعد استقرار حالته الصحية.
