ظاهرة الاختطاف أصبحت ظاهرة خطيرة تمثل رعبا للأسر المصرية وصراعا دائما لأجهزة الأمن بعد أن تحولت جريمة الاختطاف من الانتقام أو الاغتصاب إلي جريمة لطلب الفدية وجمع المال بالكسب السريع. خاصة جرائم اختطاف الأطفال في ظل الفوضي الأمنية وتصاعد أعمال البلطجة والسطو والقتل والعنف, وهي لغة الشارع المصري حاليا, إحصائيات الأمن العام تشير إلي وقوع40 جريمة اختطاف منذ اندلاع ثورة25 يناير, ولكن هناك عشرات الجرائم لا يبلغ بها خشية انتقام المختطفين فمن يوقف هذا الرعب ؟ بداية يؤكد اللواء سيد شفيق مساعد مدير الامن العام للمنطقة المركزية ان اختطاف الاطفال لايعد ظاهرة وان الحالات التي تم اختطافها منذ بداية العام وحتي الآن استطاعت الاجهزة الامنية اعادتها جميعا بصورة تصل الي100% من جميع الحالات التي تم الابلاغ عنها, وهو ما يؤكد انه بالرغم من الصعوبات البالغة التي يعمل فيها جهاز الامن الا انه لم يتوقف منذ تلقي البلاغ ويأخذ علي عاتقه اعادة المختطف ولايفرق الامن بين اسرة المختطف من الشخصيات العامة او من غير ذلك فالامن ينظر الي ان هناك متهما, وهناك مختطفا ولابد ان يمارس الامن دوره في اعادة الطفل. ويضيف اللواء سيد شفيق ان عدد المختطفين وان كان قد زاد في الآونة الاخيرة فهو يرجع الي وجود فوضي في الشارع. وقد ظهر في الفترة الاولي بعد الثورة مباشرة والتي كان يوجد فيها انفلات امني ادي الي تزايد هذه الحوادث,. ويرجع اللواء سيد شفيق الاختطاف الي نوعين الاول هو اختطاف الاطفال والثاني هو ادعاء الفتيات اختطافهن وطلب فدية ومعظم هذه الحالات من الفتيات وخاصة في سن المراهقة تكون علي علاقة بأحد الشباب. وتختلق هذه الواقعة باختطافها لتهرب من عقوبة اسرتها, والامثلة علي ذلك كثيرة, فاحدي طالبات الثانوي والتي قام والدها بمحافظة الغربية بابلاغ الشرطة باختطافها وتلقيه اتصالا من شخص يطلب فدية لاعادتها وكانت المفاجأة ان الفتاة اتفقت مع الشاب علي ذلك لابتزاز والدها وانه تم القبض عليهما بمنطقة الرماية بالجيزة, وعن نوعية المختطفين فجر اللواء شفيق مفاجأة بأن معظم من تم ضبطهم ليس لديهم معلومات جنائية لذلك يرتكبون جرائمهم ويعلمون ان الامن لن يصل اليهم, الا ان خبرة رجال الامن تجعلهم يصلون الي المتهم ايا كان مسجلا او غير مسجل. الخطف من أجل المال. اما خبراء علم الاجتماع فلهم آراء مختلفة حول مرتكبي هذه الجرائم, مؤكدين ان من يرتكبها من الشباب وأن دافع الحصول علي المال هو الذي يجعلهم يرتكبون مثل هذه الجرائم. يرجع الدكتور احمد مجدي حجازي استاذ علم الاجتماع ظاهرة زيادة حالات الاختطاف الاخيرة الي الانفلات الامني الذي حدث عقب ثورة25 يناير والذي تمثل في غياب الشرطة والامن بالمجتمع بالاضافة الي هروب السجناء من السجون المختلفة. واوضح أن دافعهم الاساسي استغلال الفترة الحالية للبحث عن الاموال من خلال اختطاف الاطفال او الفتيات وطلب فدية كبيرة من اسرتهم فظروف المجتمع جعلت البلطجية والخارجين عن القانون يبحثون عن الاموال باي طريقة سواء كانت مشروعة او غير مشروعة.. ويصنف استاذ علم الاجتماع من يرتكبون جرائم الاختطاف بانهم ينتمون الي فئات المدمنين الذي يبحثون عن الاموال بأي طريقة, بالاضافة الي انهم بلطجية يعملون لحسابات عصابات منظمة تمارس نشاطها اما لغرض استخدام الاطفال في اعمال التسول او لغرض الاتجار في الاعضاء البشرية, فالطفل الذي يتغيب لفترة من المحتمل ان يكون قد سرقت اعضاؤه للاتجار بها, وهذه تعتبر مشكلة خطيرة يجب مواجهتها بشتي الطرق ووضع خطة استراتيجية للتصدي لها. وحمل الدكتور احمد حجازي المسئولية للاسرة المصرية قبل الحكومة, مشيرا الي ان الاهمال في رعاية الاطفال وعدم العناية بهم احد اسباب تفشي هذه الظاهرة الخطيرة. أكثر الحالات في القاهرة الكبري مصدر أمني مسئول كشف عن ان التقارير الرسمية لقطاع الامن العام اكدت ان اكثر الاماكن التي يتعرض فيها الاطفال للاختطاف تتمثل في القاهرة الكبري والتي تشمل محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية, ويرجع ذلك الي ان هذه المدن يوجد بها عدد كبير من رجال الاعمال المشهورين وتجار الذهب وهم الذين يتم اختطاف ابنائهم وطلب الفدية منهم والجاني يعلم انهم اثرياء. الجاني دائما علي علاقة بوالد الضحية ويضيف المسئول الامني ان معظم حالات اختطاف الاطفال تبين ان الجاني الذي ارتكب الجريمة دائما يكون له علاقة بوالد الضحية او له صلة قرابة ويعرف عنه كل شيء ويقوم بمراقبة الطفل ويعرف موعد دخوله وخروجه وهو ما يسهل عليه ارتكاب تلك الجريمة. ويشير المسئول الامني الي انه لعدم تكرار هذه الحوادث لابد من مراقبة الابناء مراقبة جيدة وعدم ابلاغ اي شخص عن مواعيد دخول وخروج ابنائهم وعدم ترك الاطفال الصغار بمفردهم وان حدث هذا في بعض الاوقات فلا نخبر احدا بذلك حتي لايكون صيدا سهلا في اختطافه.