شباب الثورة مؤرق حاليا بحلم النهضة, لدرجة أنه وجه الدعوة إلي جعل يوم الجمعة3 يونيو المقبل جمعة عمل ودشن حملة لتشجيع المنتجات المصرية, ينضم اليها عضو كل6 دقائق, ويتبني مشاريع للتصنيع بالأحياء الفقيرة, ويهتم بنشر الوعي بين المواطنين بضرورة النهوض الاقتصادي والحضاري.الشباب المشرفون علي حملة جمعة العمل نزلوا إلي الشوارع, وقاموا بتوزيع الدعوات علي المواطنين, مستندين إلي أن الشهداء ضحوا بأعمارهم من أجل مصر, فضح أنت من أجلها بثماني ساعات عمل, مما يضيف للاقتصاد المصري ملياري جنيه. الشباب يقول إنها دعوة للمصريين للذهاب لأعمالهم بدلا من النزول إلي ميدان التحرير, وذلك في جمعة واحدة فقط كل3 شهور مما سوف يدر علي الاقتصاد ثماني مليارات جنيه في سنة واحدة. الفكرة لقيت قبولا من الكثيرين. وقال أحدهم ربما يحب العاملون بالقطاع الخاص أن يعملوا في يوم جمعة مجانا, ويتبرع كل صاحب عمل بايرادات اليوم لجهة ما, أو قطاع ما يعاني من الأوضاع الاقتصادية الحالية, فيتبرع أحدهم لعمال اليومية, ويتبرع آخر لأطفال الشوارع وثالث لأسر الشهداء, ورابع لأفقر قرية بمصر, وخامس لمدرسة تعاني من نقص احتياجاتها, وسادس لمصنع متوقف عن العمل, وسابع لتوفير مواصلة لحي بعيد. هاشتري المنتج المصري حملة دشنها شباب آخرون من شباب الثورة علي الفيس بوك ونزلوا إلي الشوارع للتعريف بها, وبثوا عبر الصفحة فيديو كليب ينتقد تفضيل المنتجات الصينية.. واستهدف القائمون علي الحملة: دعم الصناعة المصرية والنهوض بها وتوعية المصريين بأهمية شراء المنتج المصري, وصنع تواصل بين المنتج والمستهلك والحكومة, وقالت فتاة: إذا الشعب أراد المنتج الوطني.. فلابد أن تتقدم البلاد كلنا مصر ائتلاف المعادي في البداية تبنوا حملة نشر مكارم الأخلاق بين فئات المجتمع المختلفة وأصدروا مطوية ومادة صوتية وشرائط كاسيت, ووزعوها علي سائقي الأجرة والحرفيين, بهدف نشر الأخلاق الطيبة بين فئات المجتمع كافة, كما نظموا فاعليات مهرجان أخلاق الميدان أواخر شهر ابريل الماضي, إذ ضم عددا من الائتلافات والمجموعات والجمعيات الأهلية. مشروع آخر مهم تبناه الشباب هو مشروع إعادة تصنيع وتدوير الورق والبلاستيك عبر جمعيات خيرية لا تهدف إلي الربح, ومختصة بجمع الورق والبلاستيك, ويقوم علي وضع سلتين للقمامة في المنزل, واحدة للورق ومشتقاته( جرايد, ورق كراسات أو ملازم.. علب كرتون وعصائر.. وكراتين بيض أو خضار أو فاكهة أو أجهزة كهربائية.. الخ). والسلة الثانية للمواد البلاستيك( زجاجات المياه المعدنية مثلا) وفي كل أسبوع أو شهر, يتم جمع محتويات السلتين, ثم الاتصال بجمعيات جمع المخلفات عن طريق مندوبين يأتون للبيت خصيصا ثم يتم فرز هذه المواد, وبيعها لمصانع إعادة تصنيع وتدوير الورق والبلاستيك وذلك بمقابل مادي. أهداف المشروع تتمثل في إعادة تصنيع الورق والبلاستيك من مخلفاتهم باعتبار ذلك أوفر من صناعتهما من المواد الخام, مع توفير الكثير من الطاقة والكهرباء والمياه المستخدمة عن البدء في تصنيع شيء من بدايته, وكذلك تقليل الواردات من المواد الخام اللازمة لصناعة الورق والبلاستيك واجتماعيا يساعد العائد المادي.. في الأنشطة الخيرية للجمعيات الخيرية التي تبيع مخلفات الورق والبلاستيك للمصانع, مثل كفالة الأيتام, ورعاية المسنين, وإنشاء حضانات للأطفال المبتسرين, وبيئيا يساعد المشروع علي التخلص من الورق والبلاستيك بطريقة بيئية سليمة بدلا من حرقه أو دفنه الذي يؤدي إلي زيادة التلوث. الخبير التربوي الدكتور هاني الخرباوي يعلق علي المشروعات السابقة للشباب بقوله: عندما اتساءل كيف نجحت ثورة25يناير أتذكر الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية التي أكاد أجزم أن أيا منها لا يمكن أن تستمد منه أي حركة تحررية القوة الكافية لإزاحة هذا الكم الهائل والمتراكم من الفساد الذي استشري في جميع أوجه حياتنا ويضيف مع اعتزازي بهؤلاء الشرفاء الذين بدأوا منذ سنوات في المطالبة بالتغيير إلا أنهم.. هم أنفسهم لم يسلموا من النقد منه سواء من المؤيدين أو المعارضين للتغيير, واصبحت الأمور تصب في بوتقة عميقة من المصالح والفساد وحب الظهور, وما كان لأحدهم أن ينجح في مسعاه حتي وإن كان حسابيا أعز عدة, وأكثر عتادا. جاءت ثورة25يناير يتابع ونادت بما لم يناد به أحد من قبل مجرد مباديء إنسانية نسيتها أجيال بأكملها, وإذ بهذا الجبل يصرخ بها لتستفيق الأمة من غيبوبتها, وتنهض من كبوتها, وتنتصر علي كل مخاوفها وتحقق حريتها.. إنها الحرية.. إنها الكرامة.. إنها العدالة الاجتماعية. والأمر هكذا يؤكد الخبير التربوي أن ما تحتاج اليه مصر الآن هو تدعيم المثل والأخلاق والقدوات, وأن يري الشعب أن مصر تمارس دورها التاريخي والأخلاقي والاقتصادي, وأن يري قادة يلتزمون بذلك, فالمصريون سوف يقفون بجانب من يطبق شعاراته, وينهض بهم, ويتمسك بمباديء ثورته, ويقاتل من أجلها.. فهذا الشعب سوف يعتمد علي نفسه, ولن ينصر فاسدا أو حاقدا أو مدعي وطنية. ويختم: القيم الثابتة هي التي أنقذتنا بعد عقود من الذل, وخيبة الأمل.. فقد أريد لهذا الشعب أن ينكسر, وأن يخضع للواقع, وكانت المشكلة التي وقعنا فيها كشعب هي أننا كنا واقعيين أكثر من واقعنا, وكانت مشكلة النظام السابق أنه آمن بهذا الواقع أكثر من واقعه فانتفض الشباب لحلمه, وأنجز الشعب واقعه الجديد.. فمصر تبني نفسها بنفسها, ولن تباع لأحد بعد اليوم.