مصر مابعد ثورة52 يناير تسعي بدأب وعزم لتوثيق علاقاتها التاريخية مع دول القارة الافريقية, وهي علاقات مرت بمرحلتين أساسيتين. أولاهما وأبرزهما مرحلة المشاركة المصرية المستنيرة والمؤثرة مع الدول الإفريقية في المسار والمصير, ويمكن القول إن هذه المرحلة بدأت تباشيرها عقب ثورة32 يوليو..2591. ويذكر في هذا السياق الدور المحوري الذي اضلعت به مصر في مساندة ودعم حركات التحرر الوطني في القارة, وقد وضح ذلك خلال المؤتمر الإفريقي, الذي عقد في أكرا عام8591, والذي شارك فيه زعماء الدول الإفريقية, ومن أبرزهم آنذاك جمال عبدالناصر وقوامي نكروما وسيكوتوري, كما شارك فيه زعماء حركات التحرر الوطني, ومن بينهم بياترس لومومبا زعيم حركة التحرر في الكونغو.وقد شهدت القارة بعد نحو عامين من مؤتمر اكرا, الموجة الكبري الأولي لاستقلال العديد من الدول الإفريقية عام.0691 وأفضت موجة الاستقلال الإفريقي هذه إلي تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية, وكانت مصر عضوا مؤسسا في المنظمة, التي حددت أهدافها طريق إفريقيا نحو الاستقلال والتنمية الاقتصادية, وصولا إلي تحقيق طموحات واحتياجات شعوب القارة, وقد حل الاتحاد الإفريقي محل منظمة الوحدة الإفريقية. ثانيتهما: مرحلة مايمكن أن نطلق عليه تهميش دور مصر المشارك في القارة, وقد يمكن القول: إن هذه المرحلة بدأت في منتصف السبعينيات من القرن العشرين.وأيا ماتكون أسباب هذا التهميش أو التراجع لهذا الدور, فقد كان الأمر ينطوي علي عدم إدراك استراتيجي للمصالح الحيوية المصرية وأهمها مياه نهر النيل. وهو ماوضح بجلاء عندما تفجرت أزمة مياه النيل في الفترة الأخيرة. ولذلك, فإن مصر مابعد ثورة52 يناير تسعي لوصل ما انقطع من علاقات تاريخية مع إفريقيا عبر التحرك المصري الشعبي والرسمي.