أي دماء تلك التي تسري في شرايين حكومة مصر الآن.. هل هي دماء الشهداء التي أشعلت الثورة وبالتالي فلابد أن تجعل الحكومة ثورية ومشتعلة.. أم تجري بشرايينها الآن دماء الحزب الوطني الفاسدة التي تصيب من تضخ فيها بالبلادة والخمول. وإلا.. فما هو تفسير ما يحدث الآن في كل جلسات محاكم الكبار وآخرها( العادلي) وستة من رجاله, ثم ما حدث أثناء محاكمة الضباط المتهمين بقتل الثوار, حينما لم يستطع المحامون رؤيتهم, حيث احاطهم رجالهم بستار من أجسادهم لدرجة أن أحد محامي المجني عليهم وقف في شكل كوميدي فوق بنش بالمحكمة حتي يستطع رؤيتهم وصاح مبشرا الباقون: موجودين.. موجودين. الجدير بالذكر أن القاضي حينما طلب من ضابط مباحث موجود بالقاعة أن يري المتهمين لم يستجب له.. ثم لمصلحة من أن يكون المستشار عادل عبدالسلام جمعة هو قاضي حبيب العادلي؟ يا من لم تفيقوا بعد.. أنتم تجلسون في أماكنكم بإذن من الشعب.. هو الذي أعطاكم التفويض وضباطكم ستارا لهم ليخفوهم عن العيون. لماذا وقد كانت جثث بناتنا وأبنائنا عارية في الشوارع ودماؤهم مازالت تنزف, وما العادلي سوي قاتل محترف جعل من رجاله طوقا يخنقنا به. أذكر أنني في سبتمبر الماضي في مظاهرة في ذكري وقفة عرابي أمام الخديوي في قصر عابدين وكنا كذلك أمام القصر.. وجه لي ضابط برتبة لواء صفعة علي وجهي وسبني بأمي قبل أن يحاكيه رجاله فقلت له: إذا لم أقدر عليك اليوم.. فغدا يقدر عليك الله. إلي أي من رجال الداخلية الذين قد يتصورون أنهم قادرون علي إخفاء شهود الاثبات كما حدث مؤخرا, حينما منعوا الشهود من الدخول: أنتم واهمون ونحن الأقوي, ثم هل مأمور سجن مزرعة طرة هو الذي أمر بتركيب التكييفات في زنزانة علاء وجمال مبارك؟ ومن الذي أذن له.. هل هو وزير الداخلية؟ وكذلك باقي زنازين البهوات اللصوص. والافطار كل صباح من الفورسيزون, ومساجين لخدمتهم, ثم من الذي لا يزال يدفع تكاليف راحة هؤلاء؟ نريد أن نعرف؟.. بالطبع الشعب المصري ومن فلوس الشعب المصري.. يا جماعة دي ثورة بحق مش كده وكده يعني في الثورات التي عشناها كلها لازم يتمسح البلاط بهؤلاء اللصوص والباقون تأتي لهم عربتان محملتان بالملابس النظيفة والأطعمة مرتين في اليوم علي ليمان طرة, ويقال أن زنزانتهم كانت مخصصة لعشرين مسجونا رحلوهم من زنزانتهم وزج بهم مع خمسين أو ستين سجينا آخر, ليفسحوا مكانا لأفراد العصابة, حتي يستطيعوا أخذ راحتهم, علي حساب هؤلاء.أعرف طالبة متفوقة في كلية الطب روت لي وهي سعيدة أنهم اخيرا إشتروا مروحة بالتقسيط حتي تستطيع المذاكرة هي وإخواتها في غرفتهم التي هي بدون نافذة. .. كفاية.. كفاية.. زمان كانت كفاية للتوريث.. وذلك حينما أنشأنا كفاية.. والآن.. كفاية لاستمرار تمييز ولدين أكبرهما سنا دخل شريكا في كل مشاريع الناس بالغصب والآخر أفسد في مصر. سنظل نهتف: كفاية.. كفاية.. كفاية. المزيد من مقالات شرين المنيرى