برقية عاجلة إلي مصرنا الغالية اهلا بعودتك إلينا, سالمة, شامخة. فقد فعلها شبابك القوي بالايمان والحق والتصميم والرغبة في حياة نقية, بعيدة عن الفساد والقيود..! اخترق شبابك يامصر, حاجز الخوف وعبر المستحيل واعادك الينا. اعاد الينا شبابك يامصر, كرامتنا التي اضعناها, فبعدت عنا, وتاهت منا وسط جو الخيبة والمرارة والعجز, فلقد حاولت جاهدة اجيال الاربعينات والخمسينات في البداية, التصدي والتحدي والعمل علي تغيير الفساد ومقاومته, كل من خلال عمله, ولكنها قوبلت بالتجاهل والاستنكار والغطرسة واللامبالاة بهم كمواطنين, فزحف اليأس اليهم واصابهم الاكتئاب واقعدهم الاحباط واذلهم الخوف الذي تحول مع استمرار القمع والبطش الي لامبالاة عاجزة, كسيحة!! كنا نعيش في جو خانق غير صحي, كنا نشرب المياه الملوثة, ونأكل الاطعمة المسرطنة, ونعيش في القبور مع الأموات, ويبحث الفقراء منا عن الطعام في قمامة الشوارع, ونحن ابناء مصر العظيمة!! لاندعي أن أحدا حاول أن يرتب علي اكتافنا متعاطفا, ولانزعم ان اهتم بنا أحد, عز عليه معاناتنا, ولسنوات وسنوات عشنا فريقين, كل في واد, ذقنا المرض والجوع وعدم الاهتمام بتوفير ابسط احتياجاتنا, ذقنا فسادا وصل إلي الذروة, وواصل وجوده بجسارة! مع ازدياد يأسنا واحباطنا الذي شل خطواتنا, واسكتنا رغم معاناتنا! ومع استمرار المعاناة, قل انتاجنا, وضعفت عزيمتنا, وبسبب الخوف تسمرت اقدامنا. وجاء شبابك يامصر ليغيروا الواقع المر, وليعلنوا بطريقة سلمية متحضرة, رغبتهم في التغيير الي عالم افضل بعيد عن الفساد والذل والخنوع. وفداك, بعض منهم يامصر, بآرواحهم, وسقطوا شهداء برصاص الغدر, وسالت دماؤهم الذكية الشابة في ميدان التحرير, المكان الذي اختاروه بكل بساطة وعفوية ونية طيبة, ليقولوا فيه لا للفساد والظلم, وليطالبوا بطريقة سلمية برغبتهم في التغيير, والحرية والعدالة الاجتماعية, وليأتوا لنا منه بالحرية والكرامة.. واصبحنا بعد81 يوما من الثورة, احرارا, واحتضن الجيش المصري العظيم مطالب الشباب وبدأ بتحقيقها مطلبا وراء مطلب.. فمنذ اليوم, سوف تبدأ التنمية الحقيقية في مصر, مع العمل الجاد لا مصر عادت لمن يحبها ولايستغلها لمن يريد لها التقدم ويضحي من أجلها... سوف تتحقق المطالب الوطنية والشخصية, وسوف يرفع الظلم عنا, ونعيش بكرامة وشموخ... فلن نسمح بتغييبنا, سوف نبذل كل جهد في العمل لتحقيق الرخاء لمصرنا, ولن نسمح بفن هابط يحيطنا ويحاصرنا, ولن نسمح باجواء تافهة, تجرنا الي الوراء وتعطلنا عن تحقيق الرخاء لمصرنا.. لن نسمح بفساد او نفاق أو تسلط او استغلال نفوذ, أو رشوة أو تخريب, لانه ببساطة وبتصميم الشباب, واصرارهم, صرنا احرارا, وعادت مصر الينا سالمة, شامخة! المزيد من مقالات دلال العطوى