عاد الهدوء مرة أخري الي منطقة ماسبيرو بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المنطقة فجر أمس بين الأقباط المعتصمين أمام مبني التليفزيون ومجهولين, وواصل الاف الأقباط اعتصامهم لليوم الثامن علي التوالي مؤكدين أن الاعتصام مستمر حتي تحقيق جميع المطالب التي طالبوا بها منذ اليوم الأول وأن تلك الأحداث لن تزعزعهم أو تثنيهم عن موقفهم. وأخذ المعتصمون في ترديد الشعارات والهتافات المعبرة عن مطالبهم ومن بينها: مش هنمشي.. مش هنمشي والبابا شنودة.. رب يخليك.. ياخد من عمري ويديك وقول للجيش نام وارتاح.. الأقباط معهمش سلاح. وجدد المتظاهرون إغلاقهم لطريق الكورنيش فور بدء الاشتباكات بعد أن تم فتح أحد جانبيه أمس في اتجاه ميدان التحرير فيما كثفت الآليات العسكرية تواجدها أمام مبني وزارة الخارجية لتأمينها وكذلك فرضت أجهزة الشرطة كردونا أمنيا موسعا بالمنطقة من بداية كورنيش النيل من ناحية ميدان التحرير وحتي منطقة بولاق أسفل كوبري15 مايو لضمان عدم تجدد الاشتباكات مرة أخري, وقد ظهرت علي المعتصمين صباح أمس علامات الارهاق الشديد والتي جعلت البعض منهم يدخل في نوم عميق لأخذ قسطا من الراحة وكانت منطقة ماسبيرو, وقد تحولت الي ساحة معركة بعد أن قام عدد من البلطجية بالإعتداء علي الأقباط المعتصمين أمام مبني الإذاعة والتليفزيون واستمرت الإشتباكات من الساعة الثامنة مساء أمس الأول حتي فجر أمس في شارع كورنيش النيل في المنطقة الواقعة بين كوبري15 مايو وكوبري6 أكتوبر وأسفرت عن إصابة78 وحرق واتلاف16 سيارة خاصة. بدأت الأحداث عندما رفضت سيدتين من المارة في المنطقة تفتيشها من قبل اللجان المشكلة من الشباب في مداخل الشارع وبعد أن تمكنتا من المرور بنحو نصف ساعة فوجئ المعتصمون بعدد من البلطجية يحملون الأسلحة يقومون بالاعتداء عليهم بالاعيرة النارية من فوق كوبري6 أكتوبر ورد عليهم الأقباط برشقهم بالحجارة مما أسفرعن إصابة عدد من الطرفين واصيب المعتصمون بحالة من الرعب خاصة بعد أن تلقوا تهديدات بعودة الاشتباكات, التي جاءت نتيجة المشاجرات مع الأهالي والمعتصمين بسبب حالة الازعاج التي عاشتها المنطقة. وبعد أن هدأت الاشتباكات نظم المعتصمون صفوفهم وجهزوا الحجارة استعدادا لأي هجوم آخر, وبعد نحو ساعتين سمع صوت اطلاق رصاص من الجهة الأخري ناحية كوبري15 مايو مما أدي إلي اندفاع عدد كبير من الشباب القبطي الي موقع الأعتداء أمام مبني وزارة الخارجية لتأمين مدخل الشارع ومنع المعتدين من الوصول الي المعتصمين. وأسفر الإشتباك الثاني الذي بدأ في الحادية عشر مساء عن احتراق10 سيارات كانت تقف أمام مبني وزارة الخارجية وأسفل كوبري15 مايو وسيارة أخري أضرم البلطجية النيران بها في شارع26 يوليو بمنطقة وكالة البلح وتهشم خمس سيارات أخري كانت في المنطقة التي شهدت الأحداث وقامت أجهزة المرور برفع السيارات المتضررة من الطريق ووضعها في أحدي الساحات الخالية بناصية شارع26 يوليو, كما أصيب عدد كبير من الطرفين باصابات مختلفة تراوحت بين اصابة بأعيرة نارية وجروح عميقة وسطحية ورضوض وكسور وتلقي معظمهم العلاج في مستشفي ميداني تم إعداده. وقالت الدكتورة ماريان إحدي الطبيبات بالمستشفي الميداني انه تم نقل المصابين لمستشفيات قصر العيني والهلال الأحمر والقبطي والأنجلو أمريكان والمنيرة, لتلقي العلاج وجاءت إصاباتهم ما بين حروق وجروح وإصابات بطلق ناري خرطوش. وأثناء الأحداث ظل المعتصمون يرددون شعارات منددة بأجهزة الأمن التي وصفوها بالفشل وظلوا يرددون: يا داخلية فينك فينك.. ضرب النار عيني عينك, وفي الساعة الثالثة صباحا توافد نحو200 شخص إلي منطقة الاعتصام قادمين من ميدان التحرير ورددوا هتافات تعبر عن الوحدة الوطنية مصحوبة بقرع الطبول وكانو يرغبون في الانضمام الي المعتصمين, الا أن الأقباط رفضو استقبالهم في مقر الاعتصام متوجسين منهم خيفة, وحدثت بعض المناوشات الخفيفة والتراشق بالألفاظ بينهم, حتي رحلوا من المنطقة متجهين إلي أعلي كوبري أكتوبر بعد أن فشلت محاولاتهم الدخول الي مبني التليفزيون. من جانبه أكد القمص فلوباتير جميل قائد الإعتصام, أنه كان قد تلقي تهديدا من عدد من البلطجية, للاعتداء علي المتظاهرين وأنه أبلغ أجهزة الأمن, وقال أن أجهزة الأمن قالت له أنهم لايستطيعون فعل شيء وطالبته بابلاغ القوات المسلحة وحمل مسئولية ما حدث لوزير الداخلية, ووصفه بالتقاعس عن أداء واجبه, رغم علمه بما سيحدث, مضيفا أن تصريح العيسوي للتليفزيون بأن اعتصام ماسبيرو لا بد أن ينفض, بأي شكل كان, بمثابة ضوء أخضر للبلطجية لتنفيذ تهديدهم. وقال إن عملية إطلاق النيران علي المتظاهرين كانت في ظل وجود الشرطة, التي لم تتدخل بأي شكل, فيما وصلت سيارات الإسعاف متأخرة بعد أن منعتها الشرطة التي تمركزت أسفل كوبري أكتوبر في الناحية الأخري من اتجاه إطلاق النيران. اتهم فلوباتير بعض العناصر المشبوهة بإطلاق النيران عشوائيا وقال, إنهم بلطجية وبينهم ملتحون. وفي ذات السياق, زادت موجات الغضب بين معتصمي الأقباط بسبب زيادة عدد الجرحي, وترددت الشائعات بوفاة بعضهم قبل الوصول إلي المستشفيات. ووصف المستشار أمير رمزي الاعتداء بأنه عمل إرهابي دنيء ومخطط, وأن هناك من لا يطيق أن يحصل الأقباط علي حقوقهم وناشد المتظاهرين الثبات وطالبهم بالاستمرار في اعتصامهم وقال لهم أنه لولا شجاعتكم لما كنا نحلم بأن نحصل علي جزء بسيط من حقوقنا المشروعة