الشعب يطالب المجلس الأعلي للقوات المسلحة بفرض المزيد من الشدة لإعادة الانضباط إلي الشارع المصري جنبا إلي جنب مع قوات الأمن إلي أن يسترد الأمن عافيته وكفاءته, بعد الأحداث الطائفية المسلحة التي وقعت في إمبابة وهددت مصر كلها بمخاطر لا يعلم أحد مداها. وبعد أن انتشرت حوادث الهجوم علي أقسام الشرطة وتهريب المسجونين وتهديد القضاء بالهجوم علي المحاكم وانتشار أعمال البلطجة في الشوارع وضياع هيبة الدولة والنظام. والشعب يتساءل بانزعاج وقلق متي وكيف يتراجع هذا الانفلات الأمني وإلي متي تستمر عمليات الاحتكاك بين القوي والتيارات السياسية والدينية والفئوية التي تهدد الوحدة الوطنية وهيبة الدولة التي بدأت تتآكل وعجلة الإنتاج التي توقفت وتهدد البلاد بثورة الجياع بعد الانهيار الاقتصادي الذي يلف المجتمع إذا لم نتدارك الأمر. الشعب يطالب بأقصي العقوبات علي مرتكبي الأحداث الدموية والطائفية في إمبابة التي هددت أمن مصر ولقي فيها51 شخصا مصرعه وأصيب المئات من المسلمين والمسيحيين في الاشتباكات التي جرت حول كنيستي مارمينا والعذراء بحي إمبابة, وقرر المجلس الأعلي للقوات المسلحة إحالة091 متهما تم القبض عليهم إلي النيابة العسكرية للمحاكمة العاجلة وتوقيع عقوبات رادعة. ولقد أعلن الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء في الاجتماع العاجل الذي عقده مجلس الوزراء بعد أن ألغي رئيس مجلس الوزراء زيارته للبحرين والإمارات أن مصر في خطر, وعلينا إحباط الثورة المضادة, والإعدام ينتظر كل مثيري الفتنة والبلطجة. وأعلن مجلس بيت العائلة برئاسة شيخ الأزهر وحضور جميع ممثلي الطوائف المسيحية أن ما حدث في إمبابة جريمة إرهاب مكتملة الأركان. وحذر من الانزلاق إلي حرب أهلية. وأعلن المجلس الأعلي للقوات المسلحة الوقوف وقفة حازمة من جانب الجيش والشرطة للمتربصين بأمن الوطن ومثيري الفتنة والذين يحاولون اختطاف الثورة أو انهيار مصر, من خلال النظام السابق والإرهابيين والبلطجية. ولقد سبق أن حذر المجلس الأعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي ومعه كل الحق من زيادة نبرات الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين, مؤكدا ضرورة بذل كل الجهود لإنهاء الخلافات الطائفية, واتخاذ أي إجراءات مهما تكن للحفاظ علي وحدة النسيج الوطني مما يهدد الأمن والاستقرار ولا يخدم إلا أهداف أعداء الوطن الذين يسعون لإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء النيل الذين عاشوا علي مدي آلاف السنين في نسيج واحد لم يتمكن الأعداء علي مر العصور من تمزيقه, وكان عصيا علي كل محتل وغاز. ولاشك أن تحذيرات القوات المسلحة موجهة لكل مواطن علي أرض مصر مسلم أو مسيحي, وإلي كل من يحاول إشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط, في وقت ينشد الجميع المحبة والاستقرار والانصراف إلي العمل والإنتاج لحماية الوطن من أي هزات أو كوارث. ولقد حذر المجلس الأعلي للقوات المسلحة مرة أخري من وجود مواقع إلكترونية تحرض علي الفتنة الطائفية والعنف وتبث شائعات.