أول أيام العام الدراسي.. محافظ الغربية يتفقد مدارس طنطا ويوجه الشكر لمديرية التعليم    النيابة العامة تخلي سبيل صلاح التيجاني بكفالة مالية    محافظ المنوفية يعلن طرح 12 مدرسة جديدة للتعليم الأساسي والإعدادي والثانوي    مفتي الجمهورية: الحوار بديل فعال للصراع والنزاع العالمي    مجلس الوزراء: خطوات هامة وبدايات مبشرة لصناديق الاستثمار المصرية في الذهب    «النقل الدولي»: تأسيس مركز عالمي لصيانة السفن يدعم توطين الصناعة محليا    مؤشر الذهب العالمى يسجل مستوى تاريخيا، الأونصة وصلت لهذا السعر    لحوم مجمدة بسعر 195 جنيها للكيلو في منافذ المجمعات الاستهلاكية    وصول آلاف السياح إلى الغردقة ومرسى علم في آخر أيام الصيف    «القاهرة الإخبارية»: 60 مصابا من المدنيين بسبب الغارة الإسرائيلية على بيروت    وزير الداخلية اللبناني: انعقاد دائم لمجلس الأمن الداخلي لمواجهة اختراقات الاحتلال الإسرائيلي    الناخبون في التشيك يواصلون التصويت لليوم الثاني في انتخابات مجلس الشيوخ والمجالس الإقليمية    بمناسبة يوم السلام العالمي، مصر تكشف دورها الريادي في تحقيق الاستقرار إقليميًا وعالميًا    التشكيل المتوقع للمصري في مواجهة الهلال الليبي بالكونفدرالية    السيسي يوجه بتحجيم المشاركة في الألعاب التي لا تتمتع مصر فيها بميزة تنافسية    توجيهات رئاسية لمحاسبة الاتحادات المشاركة في أولمبياد باريس    حاول شنقها بدافع السرقة، كشف غموض التعدي على مسنة داخل منزلها بالغربية    انتظام الدراسة في المعاهد الأزهرية.. جولة لرئيس القطاع في الأقصر.. وتعليمات بسرعة تسليم الكتب والمشاركة في مبادرة بداية (صور)    بمختلف المحافظات.. رفع 46 سيارة ودراجة نارية متهالكة    إخلاء سبيل صلاح التيجاني بكفالة 50 ألف جنيه    مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي يعلن قوائم لجنة المشاهدة بالدورة التاسعة    عمرو الفقي: تحية لفريق عمل والقائمين على مسلسل برغم القانون    الرعاية الصحية بالإسماعيلية: «بداية» خارطة طريق لبناء مواطنين أصحاء نفسيا وبدنيا وفكريا    وزير الصحة يلتقي السفير المصري بالهند لبحث سبل التعاون المشترك    ضمن مبادرة «بداية جديدة».. تقديم العلاج لكبار السن بالمنازل في الشرقية    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    موعد مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد والقنوات الناقلة في الدوري الإسباني    المشاط تبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية    انطلاقة قوية لمواليد برج الأسد في بداية الشهر الشمسي الجديد    القصة الكاملة لشائعة وفاة محمد جمعة.. ما علاقة صلاح عبد الله؟    داعية إسلامي: يوضح حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    صور| "بالجلباب والطربوش".. المعاهد الأزهرية تستقبل الطلاب في أول أيام الدراسة بقنا    واتكينز ينهي مخاوف إيمري أمام ولفرهامبتون    اليوم .. منتخب مصر يواجه أمريكا في نهائي بطولة العالم للكراسي المتحركة لليد    مستشفيات جامعة سوهاج تنهي قوائم الانتظار بنسبة 98 ٪؜    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    تقرير أمريكي: بلينكن لم يزر إسرائيل بجولته الأخيرة خشية تقويضها لجهود الوساطة    «اللي بيحصل يهد ريال مدريد».. رسالة نارية من ميدو ل جمهور الزمالك قبل السوبر الإفريقي    شيخ الأزهر يعزي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في وفاة والدته    زاهي حواس: مصر مليئة بالاكتشافات الأثرية وحركة الأفروسنتريك تسعى لتشويه الحقائق    بسمة بوسيل تنشر إطلالة جريئة لها.. وتغلق التعليقات (صور)    انتظام الدراسة في أول أيام «العام الجديد» بقنا (تفاصيل)    عالم بوزارة الأوقاف يوجه نصائح للطلاب والمعلمين مع بدء العام الدراسي الجديد    رواتب تصل ل25 ألف جنيه.. فرص عمل في مشروع محطة الضبعة النووية - رابط التقديم    وزير الإسكان: تخفيض 50% من رسوم التنازل عن الوحدات والأراضي بالمدن الجديدة    بعد ارتفاع الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 21 سبتمبر 2024 في المصانع    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو اعتداء شخص على سيدة في القاهرة    بدء العام الدراسي الجديد.. ما هي خطة وزارة الصحة لتأمين للمنشآت التعليمية؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    «اعرف واجبك من أول يوم».. الواجبات المنزلية والتقييمات الأسبوعية ل رابعة ابتدائي 2024 (تفاصيل)    انخفاض جديد في درجات الحرارة.. الأرصاد تزف بشرى سارة لمحبي الشتاء    وزير خارجية لبنان: لا يمكن السماح لإسرائيل الاستمرار في الإفلات من العقاب    لطيفة: أمي قادتني للنجاح قبل وفاتها l حوار    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    الزمالك يُعلن طبيعة إصابة مصطفى شلبي ودونجا قبل مواجهة الأهلي في السوبر الأفريقي    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفتنة الطائفية ..من أيقظها؟

تسكن نار الفتنة الطائفية تحت الرماد‏..‏ تشتعل بين حين وآخر‏..‏ عندما يصبح المناخ ملائما‏..‏ لم تستطع كل الجهود اطفاء لهيبها الذي لفح وجه المجتمع ومزق أوصاله وفتت وحدته ويدفع به نحو مصير مجهول مازال المسلمون يقفون علي مرفأ‏. وفي المقابل يترقب المسيحيون علي شاطئ آخر انفجار لغم أزمة جديدة.. هذه المره أنفجر في إمبابة.. الهوة تحكم أواصر العلاقة والجراح لاتلتئم علي نحو مستقيم. يملك الانبا موسي أسقف الشباب رؤية يجد فيها طوق النجاة الذي يذيب جبال الجليد ويمحو كل اثر للفتنة الطائفية ويضمد جراحا تأبي أن تجف دماؤها وتضيق الفجوه السائدة في العلاقات وتصفو الاجواء وتنقشع الغيوم ويصبح الوطن نسيج جسد واحد. ولم يخف الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الاوقاف لشئون الدعوة حجم المسئولية الجسيمة التي تقع علي عاتق الكنيسة في تعاملها مع ملف الفتنة الطائفية وغموض يشوب موقفها في بعض الاحيان.. فبقيت حالة الاحتقان سائدة ولاتفلح المحاولات في اجتثاث جذورها.. رؤيته لواقع الازمة مختلف.. كلاهما يطرح أبعاد القضية ويؤصل لها وفق أبعاد محددة في هذه المواجهة.

د.سالم عبد الجليل:
التركيبة السائدة للمجتمع لن تسمح بوجود قانون لدور العبادة
احداث إمبابة لا يمكن وضعها في رقبة الوطني.. فهناك تيارات أخري
يقع علي عاتقك عبء مسئولية كبيرة تجاه علاج جذور الفتنة الطائفية وصوت المنابر لا يصل لجموع المسلمين؟
التعامل مع الأفكار والمعتقدات شيء غاية في الصعوبة ولا يتحقق إلا بشق الأنفس.. بل ولا يمكن أن يتاح في كل الأحوال ومع كل الناس.. وزارة الأوقاف تشرف علي ما يزيد علي مائة ألف منبر.. كل خطيب يقف علي كل منبر لديه رؤي وأفكار ومعتقدات تكون في النهاية حصيلة شخصيته وبالتالي التعامل مع هذا الكم الكبير منهم يشكل عبئا جسيما تنوء به عصبة أو لو قوة نواجه مشكلة حقيقية في السيطرة عليهم وتوجيههم صوب هدف وطني واحد, فبعضهم يختار المضي قدما في اتجاه طريق يؤمن به ورغم ذلك نحاول احتواء كل من يغرد خارج السرب. هناك واقع يحتوي علي تعقيدات في الخطاب الديني.. هذه التعقيدات خلفت وراءها ظواهر سلبية وعلاجها يحتاج لجهد ووقت طويل. نحاول التجاوز فوق كل التحديات التي تواجه الأئمة والدعاة حتي يقوم كل منهم بدوره علي نحو مستقيم..
تعد جزءا حيويا في المنظومة الرسمية للتصدي لأزمات الفتنة الطائفية ويرسخ الواقع ان الجهد الرسمي وحده لا يكفي؟
الفتنة الطائفية من الملفات الشائكة والصعبة والمعقدة في ذات الوقت ولا يمكن لأي جهة رسمية أيا كانت قوة تأثيرها في وجدان الناس أن تتعامل بمفردها مع تلك القضية. ولم نستطع علي مدي السنوات الطويلة التعامل معها بصورة تحقق الهدف منها ونصل الي شاطئ الأمان ونذيب حدة التوترات التي تلاحق العلاقات بين المسلمين والمسيحيين من وقت لآخر. الرؤية للتعامل مع هذا الملف لن تكون ذات أفق بعيد إلا إذا حصلت الجهود الرسمية علي غطاء شعبي واسع ومستنير وفي ذات الوقت ايجاد خطاب ديني يتفهم الواقع الذي نعيش فيه ويضع في اعتباراته كل القيم الدينية والانسانية ليوسع مدارك الناس ويغير الأفكار البالية التي قد تسكن عقول البعض.
تؤمن بأن الفتنة الطائفية تصنعها وتكونها عدة عوامل تضافرت فيما بينها؟
لدينا واقع صعب لا يمكن إغفاله.. هذا الواقع كون عدة عوامل متشابكة ومترابطة قادت في نهاية المطاف الي استمرار اشتعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ولم تفلح كل الجهود المبذولة لاجتثاث جذورها من المجتمع لكون العوامل التي اشعلتها لم يتم التعامل معها وحدة واحدة. نحن لدينا أمية دينية جعلت الناس لا تفهم صحيح الدين ولا تريد الاقتراب من المعرفة الحقيقية له, مما جعل مدارك البعض تغلق علي مفاهيم خاطئة. ولدينا أيضا أمية سياسية.. يعتنق علي أثرها الناس الواقع علي نحو يقودهم إلي صدام اجتماعي وثقافي ويغلق أمامهم الأفق وهناك واقع اقتصادي مؤلم وفقر في الخدمات وسبل الحياة. كل هذه الصورة المؤلمة لا يمكن ان تحقق للناس مناخا جيدا يستطيعون فيه تقبل الاخر والتعايش معه ولذلك يصبحون في مرمي الخطر ويسهل التأثير فيهم واقتيادهم نحو أفكار تخدم مصالح فئة معينة.
البعض يتصور لو خرج قانون دور العبادة الي النور فلن تكون هناك فتنة طائفية!
النظر الي الأمور نظرة قاصرة يدفع الحلول الي الابتعاد عن واقع المشكلة الأصلي.. نحن أمام أفكار ومعتقدات تسود بين عامة الناس.. كيف تختزل المشكلة وجذورها الممتدة في قانون دور العبادة. قانون دور العبادة واقع لا يمكن ان يقبله أي مجتمع اسلامي.. نحن أمام تركيبة اجتماعية وسكانية وبشرية تؤمن وتعتنق الدين الاسلامي وتوجد بجوارها ما لا يزيد علي10% من المسيحيين.. فكيف لقانون علي هذا النحو ممكن أن ينظم بناء الكنائس.. هذا أمر لا يمكن حدوثه أو تصوره. لكن من الممكن قبول قواعد حاكمة يمكن علي اساسها وضع آليات محددة لبناء الكنائس وتزيل كل العوائق التي تقف حائلا دون بنائها وفق احتياجات ورغبات المسيحيين. واطالب ايضا بأن تكون هناك قواعد اخري توضع لبناء المساجد فلا يصبح من المقبول بناء المساجد بصورة عشوائية دون تخطيط أو ضوابط يمنع العبث الذي نراه في أماكن كثيرة, بناء المساجد بجوار بعضها البعض.. بعض الأصوات المسيحية طالبت بتكوين لجنة هدفها الأساسي التعامل مع الأزمة الطائفية.. ألا يمكن لبيت العيلة القيام بدور جاد في هذا الصدد؟
تعدد الجهات التي تتعامل مع ملف أزمة ما قد يزيد الأمر تعقيدا نتيجة لتضارب الرؤي والأفكار والاعتماد علي آليات من شأنها الوصول الي حلول ولجنة علي هذا النحو لن تكون قادرة علي احتواء الأزمات الطائفية التي تنشب في أي مكان نتيجة لأسباب كثيرة تتعلق بقوة وقدرة وفعالية اللجنة في التعامل مع ملف القضية ككل. لكن اتصور يقينا أن بيت العيلة بما له من قوة رباط وفكر بناء ورؤي جادة لهذه القضية وكل القضايا الاجتماعية المتشابكة لديه القدرة علي نحو جاد في علاج الفتنة الطائفية من جذورها والتصدي لها في أي مكان. ويمكن ايضا لبيت العيلة ان يوسع نشاطه في كل مكان علي أرض مصر ويصبح له فروع متعددة تعمل وفق منهج واضح. بيت العيلة وحده القادر علي التصدي لتلك المهمة التي تنطوي علي حساسية خاصة.. اللجنة لن تجدي شيئا يمكن استثماره.. المسألة تحتاج الي بناء راسخ لا يتاح لأي لجنة مهما يكن تصورها أو بنيانها.
يسود لدي البعض اعتقاد بأن فلول الحزب الوطني وراء اشعال الفتنة الطائفية في امبابة؟
يمر المجتمع بمنعطف خطير قد يكون للحقيقة جوانب كثيرة خافية علي البعض والوصول اليها يعد ضربا من المستحيل.. نحن أمام ظروف وأوضاع اجتماعية تسود تحتوي علي طبيعة خاصة علينا النظر بإمعان الي حقيقة الموقف لنري ابعاده وجوانبه ونقف علي جسر الحقيقة. لا يمكن النظر الي فلول الحزب الوطني وحدهم علي انهم وراء اشعال نار الفتنة الطائفية في امبابة, فهناك تيارات أخري تسكن المجتمع ولا يمكن اغفال حقيقة وجودها.. فقد يكون لها دور فاعل ومؤثر وتلعب بمقدرات المجتمع والناس من خلف الستار. علينا قبل كل ذلك ان نضع أيدينا علي بيت الداء ونقف علي الاسباب الحقيقية التي تؤدي باستمرار الي اشعال نار الفتنة. الفتنة الطائفية ليست وليدة اليوم حتي نضع مسئولية ما حدث في عنق فلول الحزب الوطني. قد يكون له دور وقد يكون لتيارات أخري تستثمر المناخ السائد وتضع فلول الوطني المنحل في صدر المشهد في سبيل ان تغطي علي عبثها بمقدرات الأحداث.
تنحاز اذن الي من يعلقون أزمة امبابة في رقبة التيار السلفي؟
لا ارتكن الي تيار محدد بذاته وأعلق في رقبته مسئولية ما حدث في امبابة.. فليس في يدي دليل أو بينة أقف عليها حتي القي بالمسئولية علي أحد.. ما استطيع ان اجزم به وجود تيارات عديدة.. الجماعة الاسلامية والجهاد وغيرهم ممن لهم نشاط في المجتمع وافكار ومبادئ يؤمنون بها. السلفيون ليسوا كما ينظر اليهم الناس علي أنهم اصحاب لحي.. فليس كل من أطلق لحيته يمكن اعتباره سلفيا.. الأزمة لها ابعاد وجوانب متشابكة وقبل كل ذلك لابد من التعامل معها.
أثارت مسألة التحول الديني أزمات متتالية بين المسيحيين والمسلمين, ألا تجد أن التعامل معها شابه قصور شديد؟
يخضع كل متحول عن دينه لنظرة اجتماعية قاسية ويواجه بصعاب حياتية كثيرة قد تعرضه للخطر وهذا دفع علماء الشريعة للدفاع عن الاسلام رغم ان حد الردة هو القتل.. الا انهم تغاضوا عن تطبيقه بحجة الاستتابة وهذا خطر جسيم. وما فعله علماء الشريعة فعله علماء الدين المسيحي.. مما ولد حالة من الفوضي نتج عنها في كثير من الأحوال ازمات طائفية وأدخلت المجتمع دوامة الصراع علي العقيدة.. لو كانت الكنيسة واضحة ومحددة وقاطعة في هذا الشأن ما وجدنا تلك الظواهر سائدة بين المتحولين وما كان يدور هذا اللفظ الشديد حول عقيدة كاميليا شحاتة. الأمر لن يستقيم في التعامل مع مثل هذه الحالات دون أن يكون هناك قانون يردع المتحولين ويعيد الأمور الي نصابها الطبيعي.
الانبا موسي:
قانون دور العبادة طوق النجاة لوأد الأزمات الطائفية
تلاقي مصالح فلول الوطني وجهات خارجية وراء إشعال الفتنة

اذا كنا جادين في ان يذوب نسيج الوطن الواحد وتتلاشي الصور السلبية التي تسود في المجتمع بين المسلمين والاقباط فان علينا دورا مهما في تلك القضية الازلية التي تطفو فوق سطح العلاقات بين حين وآخر علي امتداد ربوع مصر.
لن يتوقف نزيف الفتنة الطائفية طالما بقيت الاوضاع علي ما تبدو عليه.. كل فترة من الوقت تبزغ أزمة ونبادر بخطوات وئيده في التعامل معها بمسكنات سرعان ما يذوب أثرها وينفجر الموقف من جديد.
أما منا مسئولية محددة ويقيني ان الوقت جاء والظروف قد فتحت أمام الجميع نوافذ الأمل في تحقيق مصالحة وطنية حقيقية بين المسلمين والاقباط بعد قيام ثورة52 يناير.. اذا مضي الوقت دون تحقيق ذلك وستظل أزمات الفتنة الطائفية مشتعلة.
ألا تجد في الجهود الرسمية طوال سنوات ماضية بارقة أمل في تضييق الهوة في العلاقات بين المسلمين والاقباط ووأد الفتنة؟
طالما بقيت المعالجات تتسم بالسطحية والتعامل مع القشور لن يجدي أي شيء في هذا الاطار, وما كان يبذل من جهود رسمية لاذابة جبال الجليد بين المسيحيين والمسلمين علي خلفية الاحداث الطائفية.. لم يكن يحقق الآمال المعقودة للمصالحة.
ويجب ألا نبخس الجهود الرسمية حقها في محاولات كثيرة بذلت لاذابة حدة الخلافات التي تقع بين حين وآخر.
المشكلة الأساسية التي كانت تعوق الجهود الرسمية أنها لم تكن جهودا مبنية علي أسس وقواعد منطقية تعالج أصول وجذور الخلافات التي تسود.. لم يكن هناك تركيز حول القضية.. العلاج يأتي وقتيا وينتهي وذلك أصل المشكلة.
نحن نريد لجنة دائمة لديها مهمة محددة في هذا الشأن وهذه اللجنة دورها المحوري ينحصر في التعامل والتفاعل الجاد والسريع مع أي أزمة تنتسب في كل مكان ويمكن أن يكون للجنة فروع في كل المحافظات.
وهذه اللجنة يفضل ان تضم في عضويتها قيادات طبيعية..شعبية من المسلمين والمسيحيين ممن لهم قدرة علي التأثير في الناس.. فعادة هذه النوعية من الازمات لا تحلها الجهود الرسمية.. وقد تساهم تلك النوعية من الجهود في تفاقم الأزمة ولذلك يبقي الجهد غير الرسمي تجد تلك اللجنة المقترح بتشكيلها طوق النجاة الحقيقي لوأد الفتنة الطائفية.
لماذا يسود لديك الاعتقاد بأن غياب الرؤية في التعامل مع احداث الفتنة الطائفية يقف وراء ظاهرة تكرارها في اماكن متفرقة؟
نحن نعالج أشياء في حاجة شديدة الي رؤي وفكر جاد وخلاق وبناء ثقافة تقبل الآخر وهذا لن يتحقق ويسود بين المسلمين والمسيحيين إلا بالعمل علي إيجاد تصور واضح لما يجب ان يكون وهذا نفتقده في الوقت الراهن علي أرض الواقع.. تصور أن كل أزمة طائفية تخلف وراءها رصيدا من الكراهية والضغائن في نفوس الجميع والتصدي لذلك قبل وقوعه يجعل الامور تسير في مجراها الطبيعي.. التحكم في منبع الخطر وعدم امتداده الي الاطراف المشاركة فيه يسهم بشكل جاد في وسيلة سريعة للعلاج والتقارب.
وحادث امبابة نموذج واقعي وحي علي ذلك.. انسياق الناس وراء نوازعها الشخصية والثقافية قادت الي تلك الكارثة.. لو توقف الجميع وأمعن العقل واتخذ من القانون وسيلة لتنفيذمطلبه.. لحقن الدماء التي سالت والارواح التي أزهقت لمصلحة من ماحدث..
امبابة منطقة توتر طائفي ورغم ذلك الكنيسة تتجاهلها ولم تضع في اعتبارها الوضع القائم؟
الكنيسة لم تسع الإثارة الفتنة ولم تبادر بافتعال أزمة الكنيسةتعرضت لهجوم ووقعت تحت تأثير أعمال عنف وبلطجة.. أعمال لم تستند لدليل وبينة.. ما المطلوب أمام الوضع السائد أن تفعله الكنيسة؟! نحن نمد دائما جسور الود والمحبة وهذا ما يجب ان يسود في العلاقات.
والعنف يمكن ان يقع في أي مكان ليس في امبابة وحدها, هذه نوعية من الاماكن يعيش فيها بشر يعتنق قيما وثقافات في أغلبها لا تستند لصحيح الدين والتعاليم السمحة التي يحض عليها الدين الاسلامي والمسيحي علي حد سواء.
معظم احداث الفتنة الطائفية التي وقعت بين مسيحيين ومسلمين تنتمي لمناطق فقيرة ويسهل فيها التلاعب بأفكار ومعتقدات الناس والتأثير فيهم وهؤلاء سكان تلك المناطق لهم المبررات التي تدفعهم نحو سلوك العنف ويجب الا نلقي عليهم عبء المسئولية وحدهم.. الدولة شريكة في المسئولية لكونها تركتهم دون ان تمد يد العون والمساعدة لهم وتحسن نوعية الحياة التي يعيشون فيها.
قيل كلام يؤكده البعض أن من أشعل احداث امبابة فلول الحزب الوطني.. تتفق مع وجهة النظر تلك؟
هناك من يقف بالمرصاد للاوضاع الجديدة التي سادت وغيرت وجه الحياة في مصر والمكاسب التي حققتها ثورة52 يناير ولا أحد يمكن ان يخطيء فيما يسعي إليه رجال الحزب الوطني المنحل.. فهم اصحاب مصلحة في كل سوء يحدث للوطن الآن.. قد يكون ذلك واقعا حقيقيا وقد يكون لهم دور فعال في أشعال نار الفتنة لادخال المجتمع في دوامة عنف تقوده نحو منعطف خطير.
وقد تكون أيضا مخططات الحزب الوطني المنحل تلاقت مع أهداف لجهات خارجية تريد لمصر سوء العاقبة ولم تجد أفضل من ملف مازال مفتوحا.. لم يعالج علي نحو جاد ويمكن استخدامه في احداث حرب أهلية ونحن نعي تماما كل هذه المخططات وغيرها.. نحن نعيش في وطن قبل كل شيء نسعي للحفاظ علي وحدته.
تتحدث عن سماحة الحوار ومخاطبة الآخر ورغم ذلك تبادل السلفيين عنفا بعنف فيما بدر منهم علي خلفية احداث إمبابة؟
ما يفعله هؤلاء يصب الزيت علي النار ويساهم في توسيع نطاق الفتنة الطائفية ويعوق التقارب وصفاء الاجواء.
الاسلام دين سمح لا يدعو للعنف.. بل دعا للتسامح والمحبة وعليهم ان يعودوا الي صوابهم ويعتنقوا صحيح الدين الاسلامي.
الوطن يعيش ظروفا استثنائية خاصة اذا لم نضعها في الاعتبار فلن تأمن العاقبة وما تدفعنا إليه المواقف التي لا تستند الي منطق أو عقل.
لست أجد منطقا فيما فعلوه وعلي كل الاصوات المعتدلة والعاقلة ان تتصدي لافكارهم.. حتي يسود المجتمع المحبة والسلام ويذوب نسيجه في جسد واحد.
أطالب السلفيين بأن يعيدوا حساباتهم في تلك التصرفات التي كان من الممكن ان تجر المجتمع الي حالة فوضي رهيبة.. عليهم امعان النظر في معتقداتهم الفكرية بأن يجروا لها مراجعات.
البعض ألقي باللوم علي الكنيسة في تعاملها مع مسألة التحول الديني ولدينا نموذجان وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة.. كلاهما أشعل نار الفتنة ومازال؟
لا أعلم شيئا عن كاميليا شحاتة ولم نتدخل في أزمتها وكل ما يشاع عن ذلك لايستند لحقيقة.. البعض يحاول إثارة الرأي العام بكلام مغلوط هدفه احداث الفتنة.. كاميليا مسيحية لاجدال. لاشك في مسيحيتها.
وأنا كغيري من الناس فوجئت باذاعة الحوار علي شاشة التليفزيون.. كل ما نعلمه عنها أنها تعيش مع زوجها مستقرة هادئة مستريحة البال.
اذا كان الوضع كذلك لماذا ترفض الكنيسة امتثالها أمام النيابة العامة؟
أجدد التأكيد علي ان الكنيسة ليست طرفا أصيلا في الموضوع.. كيف تعلنها النيابة العامة بطلب الحضور أمامها علي مقر الكاتدرائية بالعباسية.. ومن المعروف أن النيابة اذا ارادت حضورها ان تعلنها علي مقر أقامتها الذي تعيش فيه.. كاميليا شحاتة لاتعيش في الكاتدرائية.. حتي يتم اعلانها من خلالها..
يجد البعض في التمسك بقانون دور العبادة أمرا غير قابل للتطبيق علي أرض الواقع لاعتبارات كثيرة؟
قانون دور العبادة الذي طالبنا به ونصر عليه يعد طوق النجاة الحقيقي لوأد الفتنة الطائفية.. لو وجد هذا القانون علي أرض الواقع لم نجد الحساسيات التي تتولد وينتج علي اثرها الازمات.
لست أجد في إمكانية وجود هذا القانون ما يدعو البعض إلي محاربته.. هذا القانون يحدد القواعد ويضع الامور في نصابها الطبيعي ويقضي علي الازمات التي كثيرا ما تتولد تحت الحاح الرغبة في بناء الكنائس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.