خرجت مفزوعا علي صرخات مدوية لطفل عمره تسع سنوات في الشارع الرئيسي بالهضبة الوسطي بالمقطم.. وفوجئت بشابين يجريا خلفه وأمسكا به وهو في حالة فزع فوصلت له بسرعة متوهما أنه سيتعرض لاختطاف أو اغتصاب لكن تبين لي أن الأمر مختلف فقد صدمت أمه وهي تحمل أخته علي صدرها عند عبور الطريق الدائري من الهضبة الوسطي للمعراج بالمعادي فقتلا وأصيب الطفل بالرعب والهوس لمشاهدته الحادث المرعب لأهله.. وذهبت للطريق الدائري الذي يبعد عنا أمتارا فوجدت السيدة التي قتلها الدائري بعد أن طارت في الهواء في الاصطدام الأول ثم قذفتها سيارة نقل تالية لتستقر داخل سيارة ملاكي نفذت لدخلها من الزجاج الأمامي فأصيب صاحبها ببعض الخدوش, إلا أنه نتيجة لثباته توقف بهدوء.. وهذه إحدي قصص القتل علي الطريق الدائري للمشاة, وهي لاتنتهي فهذا مدرس وآخر طالب وغيرهم من العمال والسيدات والأطفال فهي مجزرة بشرية للمواطنين الأبرياء الذين ينتقلون للمحطة في الجهة المقابلة وهم مجبرون عليها لتأدية مصالحهم اليومية.. وتدخل أولاد الحلال بتبرعات من خلال إحدي الجمعيات الأهلية وتم شراء ميكروباصين لنقل من يريدون عبور الطريق الدائري, من خلال دورة مسافتها3 كيلومترات ليقلهم للجانب الآخر والعكس, وعندما فاحت رائحة الدماء من علي الأسفلت بدأ التحرك, بدعوة رجال الأعمال ممن لهم مصالح في المنطقة لإنشاء أنفاق للعبور بين المعراج والهضبة الوسطي ومنطقة المدارس والمدن الجديدة وغيرها, لأن الإعمار يتنامي حول الطريق ولكل جانب مصالح في الناحية الأخري وعليهم العبور مرتين ذهابا وإيابا.. لكن لم تتحرك مشاعر رجال الأعمال وكل يوم يمر يقتل مواطن أو أكثر أمام أعيننا ناهيك عن الإصابات والإعاقات الخطيرة. لم يكن أمام الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة بعد تقاعس رجال الأعمال في البداية إلا اتخاذ قرار جرئ بالتعاون مع الجهات المعنية من طرق وكباري وشركة النصر للإسكان والتعمير من حصيلة المرافق بالمنطقة الاستثمارية لإنشاء الأنفاق وكباري المشاة وتطوير نفقي العبور والشهيد, ويجري التخطيط لإنشاء نفق جديد أيضا بالقرب من نادي الصيد بالمقطم أسفل الدائري لخدمة السيارات والمشاة مما يسهل الحركة بالمنطقة, لكن هل يكفي إنشاء هذه الأنفاق فقط علي طول الدائري في وجود عشرات النقاط التي تستحق نفقا أو كبري مشاه؟ يقول الدكتور عبدالعظيم وزير إنه في إطار جهود محافظة القاهرة للتغلب علي المشاكل المرورية ومسارات المشاة وتأمينها علي الطريق الدائري خاصة في المنطقة الاستثمارية والبالغ مساحتها ألف فدان وهضبة المقطم من ناحية والمعادي ومنطقة القطامية من ناحية أخري حيث توجد نهضة عمرانية كبيرة بها وتوجد مراكز تجارية والعديد من المدارس العامة والخاصة والجامعات وبالتالي فيها حركة تنقل كبيرة للمشاة بين اتجاهي الطريق وهناك تزايد مستمر في الأنشطة السكنية والخدمية والصناعية والاجتماعية كما تقرر إنشاء وتحديث7 كباري وأنفاق للمشاة ومشتركة للمشاة والسيارات ليكون الدائري طريقا حرا خاليا من الإشارات أو الوقفات وعدم تعرض المواطنين للقتل أثناء العبور بين ضفتي الطريق. ويضيف محافظ القاهرة إنه يجري الإنشاء بعد دراسة الطريق جيدا, وأكثر المناطق احتياجا لهذه الأنفاق والكباري حيث إن هذه المنطقة التي تمتد بطول4 كيلومترات في الدائري, وتبدأ من المحكمة الاقتصادية عند مدخل الهضبة الوسطي والمعراج بالمعادي وحتي نفق الشهيد بالقطامية, وبها حركة كبيرة, وتتضاعف كل عام ويتم الإنشاء بالتنسيق مع الجهات المعنية بالطريق وهي هيئة الطرق بوزارة النقل وشركة النصر للإسكان والتعمير والمرور وعدد من المستثمرين أصحاب المشروعات الكبري وتم تحديد المواقع السبعة كمناطق سيتم العمل فيها وتم إعداد الرسومات التنفيذية لأكثر من نصفها, وكذلك المقايسات بمعرفة أحد المكاتب الاستشارية الكبري وبالتعاون مع اللجنة المشكلة من المحافظة برئاسة مديرية الإسكان وعضوية مديرية الطرق وجهاز هندسة وتخطيط المرور ومرور القاهرة, وقد تم البدء في العمل الفعلي في حفر النفق الأوسط الذي يربط بين مجمع المدارس والمعراج وأوشكت عمليات الحفر علي الانتهاء وتجري التجهيزات في النفق الأول وسيتم افتتاحها خلال هذا العام تباعا. * ولكن ما السبب وراء تأخر إنشاء هذه الأنفاق والكباري؟! يوضح الدكتور عبدالعظيم وزير أن المحافظة لجأت في وقت سابق إلي المستثمرين ليمولوا إنشاء هذه الأنفاق كخدمة لها ومشروعاتها والمواطنين لكن الجهود لم تسفر عن أية نتائج إيجابية مشجعة من هؤلاء المستثمرين خاصة أن متر الأرض تم بيعه بمبالغ بسيطة للغاية تتراوح بين80 و100 جنيه فقط وتعدي الآلاف حاليا, وقدرت المرافق بنحو60 جنيها للمتر في حين أن التكلفة الحقيقية100 جنيه للمتر, ولذلك تم إضافة10 جنيهات عن كل متر مسطح بجميع المشروعات التي تم تخصيصها بالمنطقة كمساهمة من المستثمرين في الانشاءات وبذلك تكون جملة تكلفة المرافق للمتر70 جنيها فقط. وقد روعي راحة المواطنين وعبور المعوقين والشيوخ والسيدات بتزويد الأنفاق بسلالم كهربائية متحركة وتشجيع المواطنين علي العبور منها حقنا لدمائهم, وقد زادت التكلفة لأن الحفر لم يتم علي المكشوف بل باستخدام ماكينة الحفر بالدفع النفقي الهيدرولكي لعدم التأثير علي حركة المرور السطحية, وقد تبرع بإنشاء كوبري المشاة أحد المستثمرين بالمنطقة وهو مصنوع من الخرسانة سابقة التجهيز وسهلة الفك والتركيب وسيقام علي كمرتين بطول45 مترا ومن المنتظر انشاؤه خلال3 أشهر مع بدء احتفالات محافظة القاهرة في يوليو المقبل, لكن مدة تنفيذ النفقين12 شهرا ويبلغ طول النفق120 مترا علي عمق7 أمتار أسفل الأرض وسيتم تأمينهما فنيا تماما ضد أي مخاطر حيث روعي في تصميمهما شروط الأمن والسلامة والتأمين ضد الحريق. وتقول المهندسة فيفي عبدالغني المدير التنفيذي لجهاز هندسة وتخطيط المرور بالقاهرة أنه تم دراسة تأمين حركة المشاة حول الطريق الدائري, حيث تم التنبه لحوادث المشاة من عدة سنوات لعدم وجود أنفاق أو كباري لعبور المشاة في آمان, وبعد التوسعات العمرانية وتزايد حركة السيارات والتنقل بين ضفتي الطريق وزيادة معدلات الحوادث في عدة نقاط بين الهضبة الوسطي بالمقطم ومنطقة المعادي والقطامية إذ كانت كثافة العبور بها عالية من طريق الأتوستراد وحتي نفق الشهيد علي بعد4 كيلومترات وبناء علي ذلك تم اقتراح7 أماكن للتغلب علي مشكلة حوادث المشاة في المنطقة, وتنوعت الأعمال السبعة بين كبري للمشاة يتوسط نفقين أيضا للمشاة وتعديل في نفقي كارفور والشهيد للسيارات ليستوعب معه المشاة وكوبري بعدهما ليربط التجمعات السكانية بعد نادي الصيد, والمفاجأة أنه يجري حاليا دراسة إنشاء نفق للسيارات والمشاة معا في المنطقة الاستثمارية نهاية المدرسة البريطانية ومنطقة النوادي والمدارس بالمقطم ويجري الاتصال بالجهات المعنية للحصول علي الموافقات لاستكمال الدراسات والبدء في التصميم والتنفيذ حيث سيؤدي للتغلب علي المشاكل المرورية التي تتنامي في هذه المنطقة خاصة مشكلة الدوران وسيسهل النفق الجديد ربط الجانبين وحصول المواطنين علي متطلباتهم.