صدق رسولنا الكريم عندما قال "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد دينها" ولعل الشيخ محمد متولى الشعراوى من إبرز هؤلاء المجددين بشهادة الملايين فى العالم الإسلامى لتميزه بلغة أخاذة سلسة جعلت الأميين يفقهون ما يقوله فيزداد إقبالهم وحرصهم على متابعة دروسه، كان – رحمه الله – يغوص فى أعماق الأفكار والمعانى التى تكمن فى آى الكتاب الحكيم فيستخرجها، ثم يعرضها بأسلوب سلس ويجسمها فى صور للحياة يعيشها هؤلاء الأميون، ترى فما الحال مع المثقفين؟ وللشعراوى كلمات مأثورة ومواقف عدة لعل أبرزها حديثه عن الثائر الحق والذى انتشر بعد ثورة 25 يناير "الثائر الحق.. هو الذى يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد"، وأيضاً لا ننسى كلمته للرئيس السابق حسنى مبارك " إن كنا قدرك فليعنك الله علينا وإن كنت قدرنا فليعيننا الله عليك"، وعندما تم تعيينه فى مجلس الشورى من قبل الرئيس أنور السادات لم يقبل هذا التعيين ولم يذهب إلى المجلس لحلف اليمين الدستورية واصفاً نفسه بأنه ليس من علماء السلطة ليتفرغ تماماً للدعوة إلى الله سبحانه تعالى. ولد فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فى 16 من أبريل عام 1911 بقرية (دقادوس) مركز ميت غمر محافظة الدقهلية. ألحقه والده بكُتّاب الشيخ عبد المجيد باشا حيث أتم حفظ القرآن وعمره أحد عشر عاماً. التحق بالمعاهد الأزهرية حتى حصل على عالمية الأزهر الشريف عام 1941، والعالمية مع إجازة التدريس فى العام التالى وتنقل فضيلته بين العمل فى المعاهد الأزهرية لبضع سنوات، وعمل لفترة فى جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة ورئيساً لبعثة الأزهر الشريف بالجزائر. وتولى وزارة الأوقاف وشئون الأزهر بين عامى 1976 و 1978. ظهر فضيلة الإمام الشعراوى كداعية إسلامى من طراز فريد عام 1973 عندما قدمه الإذاعى الكبير أحمد فراج فى برنامجه التليفزيونى الشهير (نور على نور)، ومن خلال هذا البرنامج عرفت مصر على المستوى الشعبى محمد متولى الشعراوى حيث استمر هذا البرنامج عدة سنوات، وكان الشعراوى هو ضيفه الدائم، وتحلقت الأسر المصرية صغيرها قبل كبيرها حول أجهزة (التليفزيون) تنظر إلى هذا الرجل البسيط فى مظهره، تستمع إلى أحاديثه عن الدين والدنيا، وتذكرته لهم بالله والإسلام، وينبهر الجميع من أسلوبه فى تفسير القرآن الكريم العامل والفلاح والتاجر وأبسط فئات المجتمع كانت تحرص على الاستماع إليه طوال خمسة وعشرين عاماً تقريباً. تعددت رحلات الشيخ الشعراوى إلى شتى بقاع العالم لإلقاء الدروس والمحاضرات فزار معظم دول أوروبا وأمريكا والهند، كما ألقى فضيلته خطبة الجمعة فى المسجد الملحق بمبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وقام بوضع حجر الأساس للمركز الإسلامى فى روما. وفي صباح الأربعاء 22 صفر 1419ه الموافق 17/6 / 1998م توفى الشيخ رحمه الله، وفقدت الأمة الإسلامية بموته علما بارزًا من أعلام الدعوة الإسلامية. يبعث الله اشتهر فى ثورة يناير بمقولته المأثورة "الثائر الحق.. هو الذى يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد" ولا ننسى مقولته للرئيس السابق حسنى مبارك " إن كنا قدرنا فليعنك الله عليك وإن كنت قدرنا فليعيننا الله عليك "