حملت لنا الشريعة الإسلامية الكثير من التعاليم التي تعلي من قيمة العمل, وجعلت العمل عبادة والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كان يحث اصحابه علي العمل والسعي لكسب الرزق الحلال الذي يجعل الإنسان عزيزا عن سؤال الناس, كما أن الإسلام يدعو الناس للعمل بأتقان وإخلاص وأن يعمل الإنسان علي قدر طاقته وليس علي قدر حاجته والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه.الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة يقول: الإسلام يربط الإيمان بالعمل, والعمل المقصود هنا هو كل عمل يعود بالخير علي الأمة ويستفيد منه الناس, وينعكس بالإيجاب علي حياة الإنسان, والدين الإسلامي ينشد التنمية الاقتصادية لأن الإسلام دين القوة, وبالعمل الجاد المخلص يتقدم المجتمع من خلال قوة أفراده ومنهج الإسلام في الدعوة للعمل ترتبط بالعمل الجاد الذي يبذل فيه الإنسان كل ما في وسعه وأن يعمل علي قدر طاقته وليس علي قدر حاجته وذلك حتي يعود بالنفع علي الأمة في حاضرها ومستقبلها, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة. والإسلام دعا الإنسان للسعي في الأرض لكسب الرزق الحلال الذي يطعم به أهله وأولاده وقد مر رجل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان يجد في نشاطه فقال الصحابة يارسول الله لو كان ذلك في سبيل الله فقال إن كان خرج يسعي علي أولاد صغار فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعي علي نفسه يعفها فهو في سبيل الله, كما أنه صلي الله عليه وسلم عندما صافح رجلا فوجد يده خشنة من العمل قال هذه يد يحبها الله ورسوله ويضيف أن الإسلام لايعرف البطالة طالما أن الإنسان قادر علي العمل فعليه أن يسعي ويعمل ويكتسب الرزق الحلال حتي ولو كان هذا الرجل لديه مالا يكفيه, فالإسلام يدعوه أيضا للعمل ولايكون المال الذي لديه سببا في أن يتقاعس عن العمل بحجة أن لديه مايكفيه ويسد حاجته, فالإسلام لايرضي هذا ويدعو الإنسان للعمل حتي آخر العمر وهذا قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ومعني ذلك أن الإنسان مطالب بالعمل طوال حياته, وهذا يؤكد ان قضية العمل قضية محورية لأنها تكفل للفرد والمجتمع الاكتفاء الذاتي من كل مايحتاج إليه, ويؤكد أن كل إنسان لايؤدي عمله بإتقان ويتقاعس عن أداء ما يكلف به من عمل بحجة أن هذا الجهد علي قدر مايحصل عليه من مال فهذا خطأ كبير, ويتحمل هذا الإنسان إثما كبيرا لأن هذا العمل المكلف به أمانة سيحاسبه الله عليها. أما الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية فيقول: أعلي الإسلام من قيمة العمل وجعل العمل عبادة, والوطن يحتاج لكل جهد مخلص من أبنائه كل في مكانه, وعندما يلتزم كل إنسان بعمله ويتقنه فهذا يعود بالنفع علي المجتمع وتتحقق الحياة الكريمة للأفراد ويتبوأ المجتمع المكانة اللائقة به, وهناك الكثير من الطاقات والقدرات التي ينبغي أن تستثمر بشكل جيد, وأن يعاد اكتشافها حتي تعود بالنفع علي الأمة وتؤدي للحافظ علي استقرار الوطن المساعدة في تقدمه, وهذا لن يتحقق بدون بذل الجهد ومحاولة الابتكار والسعي نحو تحقيق نهضة حقيقية من خلال الصناعة والزراعة والاستفادة من كل القدرات المتاحة وحسن استخدام أدوات العمل وأن يتم ذلك في ظل منظومة عمل متكاملة فلا بديل لاستمرار تلك المسيرة إلا بالالتفاف حول وحدة الجماعة, والعمل من أجل تحقيق الهدف والبناء علي مكتسبات الوطن وتطوير الأدوات المتاحة, وفي ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن نجد أننا أمام خيار واحد وهو العمل والإنتاج لأنه بالعمل والإنتاج تتقدم الأمم وترتقي حياة الفرد والجماعة, وتلك أهم الاستحقاقات في الفترة الراهنة, لأن الوطن اليوم في حاجة شديدة لكل يد تبني حتي نستطيع مواجهة الأزمات والمحن, وهذا لن يتحقق بغير العمل الجاد والوعي بالمخاطر الكبيرة التي تترتب علي حالة الكساد الذي قد يحدث نتيجة توقف العمل والإنتاج وبدون إطلاع كل فرد بمسئوليته, فلن نكون علي قدر المسئولية التي نتحملها وتتطلب المشاركة في بناء حاضر ومستقبل الأمة.