قبل ثورة 25 يناير بيومين فقط, التقت مجموعة عمل انبثقت عن وزارة الأسرة والسكان السابقة بمسئولين في وزارة التربية والتعليم لمناقشة توصيات المجموعة لتعزيز قيم المواطنة، في مناهج المرحلة الابتدائية, وتحديدا التاريخ واللغة العربية والدراسات الاجتماعية. ومن بين هذه التوصيات اصلاحات باتت ضرورية لإنهاء تجاهل التاريخ بآداب القاهرة خلال اللقاء الذي انعقد بفندق سوفيتيل المعادي يومي 23 و24 يناير الي ما تنطوي عليه المناهج من ثقافة عبادة الفرد والاستبداد حين استنكر تجاهل تاريخ الشعب المصري وقواه الاجتماعية والفكرية وتعدديتها والاحتفال بسير حكامه والي حد وضع صور كبيرة لهم بما في ذلك الرئيس السابق حسني مبارك ضمن صفحات منهج التاريخ للصف السادس الابتدائي, وفي هذه الملاحظة وفي السياق ربط زكي بين التمييز الطائفي وبين الاستبداد. وكان مقررا ان تستكمل مجموعة العمل جهودها بمراجعة مناهج المرحلتين الاعدادية والثانوية, علي ان تأخذ بها وزارة التعليم في المناهج الجديدة للعام الدراسي2012/2011 وكما تقول الدكتورة فيفيان فؤاد منسقة المجموعة ل الأهرام: ألغيت الوزارة التي تتبعها المجموعة, ولانعرف مصير توصيات التقرير الذي وضعناه. وبالأصل فان المجموعة تشكلت في أعقاب الجريمة الطائفية في نجع حمادي مطلع عام2010 وضمت الي جانب الدكتورة فؤاد والدكتور عفيفي كلا من الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة الحالي والأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة وقتها وأستاذ علم النفس المخضرم الدكتور قدري حفني والدكتور محمد بدوي استاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة وآخرين, علما بأن توصيات مماثلة لتعزيز المواطنة في مناهج التعليم طالما ذهبت ادراج الرياح. وكان المفكر الدكتور أنور عبد الملك من أبرز من نبهوا الي حذف ستة قرون كاملة من التاريخ القبطي من مناهج التعليم في مطلع عقد الستينيات, وأشار في كتابه المجتمع المصري والجيش الذي جري نشر طبعته الأولي في باريس عام 1962 الي دور وكيل وزارة التعليم آنذاك محمد سعيد العريان في هذا الاجراء غير المسبوق في تاريخ التعليم المصري الحديث, واللافت ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان قد أرسل ملاحظاته شفويا للمؤلف علي الطبعة الأولي بعد شهور من اصدارها. لكن ماحدث يقينا ان المناهج استمرت في تجاهلها للتاريخ القبطي وتقول الدكتورة: فؤاد لاحظت المجموعة ان تناول هذا التاريخ في مناهج المرحلة الابتدائية كلها يقتصر علي ثلاث صفحات فقط في منهج السنة الخامسة والأخطر ان هذه الصفحات تتناول المسيحية كديانة ولاتتطرق للمسيحيين المصريين أو الشعب القبطي, والأهم من ذلك كله انها تتجاهل الأصل المشترك للمطالبين المصريين المسلم والمسيحي وتضيف هذا بالقطع تاريخ للمسيحية كديانة وليس للأقباط.. ويختفي الأقباط طوال الحقبة الاسلامية في تاريخ مصر حتي يعودوا للظهور في جملة واحدة مبتسرة في سياق ثورة1919 تتحدث عن ثورة المصريين كلهم بما في ذلك المسيحيون, ودون انتباه للدور الوطني للأقباط والكنيسة وشعار وحدة الهلال والصليب.