استقبل الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت أمس الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, الذي سلمه رسالة من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وعبرت الرسالة عن تقدير مصر للكويت علي مختلف المستويات, ورغبتها في تعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين, خاصة في مجال الاستثمار. وصرح شرف عقب اللقاء بأن سمو الأمير عبر عن وقوف دولة الكويت إلي جانب مصر في الظروف الحالية التي تمر بها. وأكد شرف خلال اللقاء أن الخليج جزء أساسي من الأمن القومي العربي بصفة عامة, والأمن القومي لمصر علي وجه الخصوص. ووصف شرف اللقاء بأنه أخوي للغاية, ونوقشت خلاله مختلف القضايا علي مستوي العلاقات الثنائية والعربية والإقليمية. وأضاف أن أمير الكويت أكد خلال اللقاء ضرورة تنشيط عمل اللجنة المشتركة الكويتية المصرية. وقال شرف: إن مصر متمسكة بمبادئ اقتصاد السوق, في إطار العدل الاجتماعي, وتحرص علي جذب مزيد من الاستثمارات الكويتية. وأكد شرف أن المهمة الرئيسية للحكومة الحالية تتمثل في تبني مشروع قومي يمكن للسوق المصرية من خلاله تضييق الهوة بين طبقات المجتمع المصري, محذرا من أنه دون هذه الخطوة ستضيع فرص الإصلاح, وأن ذلك يستلزم ضمان توصيل الخدمات بأقصي سرعة ممكنة وبصورة جيدة للفقراء في مصر. وأكد أن جميع المؤشرات تبشر بأن خروج مصر من عنق الزجاجة سيجعل مستقبلها واعدا, كما أشار إلي تذليل جميع العقبات أمام الاستثمار مع وضع قواعد جديدة له. ونفي رئيس مجلس الوزراء وجود أي خلافات مع دولة الإمارات. وأوضح أن تأجيل زيارته أبو ظبي كان بسبب ارتباطه بزيارة سيناء في عيد تحريرها. ووعد بجولة خليجية أخري قريبا تضم الإمارات, والبحرين, وسلطنة عمان. واستبعد أي علاقة بين تأجيل زيارة الإمارات وتوجهات القاهرة حاليا لإعادة العلاقات مع طهران. وأوضح أن مصر بعد ثورة25 يناير تحرص علي فتح صفحة جديدة من العلاقات مع مختلف الدول, بما فيها إيران. ولكنه أكد أن هذا لا يمكن أن يمس العلاقات المصرية الخليجية. وكان شرف والوفد المرافق له قد عقد محادثات مكثفة في الكويت أمس, المحطة الثانية من جولته الخليجية الحالية, وشملت المباحثات لقاءات مع جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة, والشيخ ناصر الصباح رئيس الوزراء, وعلي الغانم رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة. وكان شرف قد وصل إلي الكويت أمس قادما من الرياض, المحطة الأولي في جولته. وعقد شرف لقاء مع ممثلي الجالية المصرية في السعودية مساء أمس الأول, تناول خلاله بصورة مفصلة طبيعة الأوضاع في مصر حاليا. واعترف رئيس مجلس الوزراء بأن مصر تعيش فترة حرجة من الناحية الاقتصادية, مشيرا إلي أن الخروج من عنق الزجاجة يتطلب فترة تتراوح بين ستة أشهر وعام كامل, بشرط تضافر الجهود الداخلية والخارجية. ونفي رئيس مجلس الوزراء وجود مشكلات تعرقل عمل المستثمرين, موضحا أن ما حدث خلال الفترة السابقة يتمثل في وجود عقود فاسدة, ويتعين تصحيح أوضاعها. وتوقع ضخ استثمارات جديدة في شرايين الاقتصاد المصري قريبا. وقال: إن الاستثمارات يمكن أن تتضاعف مائة مرة عن مستواها السابق في ظل الفساد. ويتوجه الوفد المصري إلي الدوحة غدا لعقد سلسلة من المحادثات مع كبار المسئولين القطريين.