تعتزم مصر, انطلاقا من الأهداف التي قامت من أجلها ثورة25 يناير لاستعادة الكرامة والحرية والعدالة والاحترام لكل مصري في الداخل والخارج, أن تتقدم إلي أول مؤتمر تشهده القاهرة بعد الثورة, هو مؤتمر العمل العربي المقرر عقده في منتصف الشهر المقبل. بورقة عمل تدعو فيها دول الخليج العربية الشقيقة إلي إلغاء نظام الكفيل واستبداله بنظام قانوني يحفظ كرامة وحقوق العامل وحقوق صاحب العمل, حيث عاني ويعاني مصريون عاملون في هذه الدول من نظام الكفيل, خاصة بعد أن تحولت بعض حالات تعسف الكفيل والمعاناة الصارخة للمكفول إلي مادة مثيرة لاستجوابات الحكومة في البرلمان سببت حرجا بين الحكومات تصدر أحيانا الأجندة الرئاسية. فالكفيل يضع المكفول تحت رحمته ويتحكم فيه ويقيد حريته, فلا انتقال من عمل لآخر ولاسفر ولاعودة ولازواج ولا استقدام للزوجة أو الأبناء ولا زيارة لأحد اقربائه أو أصحابه في منطقة اخري إلا بموافقة الكفيل الذي غالبا ما يتعسف في حجز جواز سفر المكفول ويؤخر راتبه أو يقتطع منه, ويطلب منه عمل ساعات أكثر بأجر أقل أو ممارسة اشياء يعف اللسان عن ذكرها. وبسبب نظام الكفيل سيء السمعة, تتعرض الدول العربية في الخليج لانتقادات واسعة, تطالب بإلغائه اقتداء بمملكة البحرين التي بادرت بإلغائه العام قبل الماضي بعد ان وصفه مجيد العلوي وزير العمل البحريني بأنه نظام لايختلف عن نظام العبودية في العصور الوسطي, بينما وصفته مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الانسان بأنه نظام يقيد الحريات ويكرس التمييز والاستغلال ضد العمال الوافدين, اما منظمة العمل الدولية فقد هددت الدول التي تطبقه بتعليق عضويتها بالمنظمة, واعتبرته الخارجية الأمريكية اتجارا في البشر, في الوقت الذي تعالت فيه اصوات في المجالس التشريعية والصحافة وجمعيات حقوق الانسان الخليجية مطالبة بإلغاء هذا النظام ووقف تجارة الكفلاء بالإقامات المفتوحة لما نتج عنها من عمالة آسيوية سائبة بدون عمل ورخيصة للغاية, اخلت بالتركيبة السكانية لدول الخليج, وتحولت معها شعوب الامارات وقطر والكويت إلي اقليات في أوطانها. فهل تستجيب دول الخليج العربية لدعوة مصر ونداءات اصوات الداخل والخارج, فتلغي نظام الكفيل المرفوض عربيا والمكروه دوليا, ام ستكتفي بإدخال تعديلات عليه لمجرد ابراء الذمة تجنبا للانتقادات العربية والدولية وخضوعا لشركات الضغط والأسر والشخصيات النافذة التي تجد في استمراره حقا مكتسبا لكسب المزيد من الاموال دون عناء؟ المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين