غزة : أشرف أبو الهول : تنفرد الساحة الفلسطينية عن العالم أجمع باحتوائها علي ظاهرة تسمي ب' الفصائل الفضائية' وهي عبارة عن جماعات مسلحة لايزيد عدد أفرادها علي أصابع اليد الواحدة ومع ذلك تراها حاضرة ليل نهار علي الفضائيات فلا يكاد يمر يوم إلا وتجد زعماء هذه الفصائل وما أكثرها أو المتحدثين باسمها علي شاشات الفضائيات العربية يتحدثون ويعلنون ويهددون ويتوعدون وغالبا يقومون بالإعلان عن تنفيذهم لعمليات لم تحدث علي الإطلاق أو علي الأقل نفذتها جماعات أخري. وفي غزة كثيرا مايتندر الصحفيون علي تلك الفصائل التي لاتضم سوي ثلاثة أو أربعة أفراد, ومع ذلك ما أن يحدث توغل أو عدوان إسرائيلي حتي يسارع هؤلاء الثلاثة أو الأربعة إلي مكاتب الفضائيات الموجودة في القطاع سواء العربية منها أو الأجنبية أو بوابات المستشفيات للإعلان عن مشاركة عناصرهم في المقاومة والحديث عن مجاهديهم المصابين. حتي في الشأن السياسي فإن الفضائيات العربية بشكل خاص لاتتورع عن استضافة متحدثين من هذه الفصائل غير الموجودة علي الأرض وهم يهاجمون هذا الطرف أو ذاك ويدعون إلي اتخاذ مواقف وطنية مما يؤدي إلي تعميق الانقسام السياسي الفلسطيني خاصة في ظل الخلاف بين حركتي فتح وحماس اللتين تشاركان أيضا في هذه الجريمة في حق الشعب الفلسطيني بتبني كل منهما لعدد من تلك الفصائل ومساندتها وتوفير الحماية والتمويل لها علي أمل أن تظهر كل منهما وكأن لها الكثير من الفصائل الحليفة في الساحة السياسية الداخلية. والطريف أن بعض مراسلي الفضائيات العربية في غزة يضطرون عندما لايجدون عملا إلي الاتصال بأحد عناصر تلك الفصائل الهامشية لإقناعه بالقيام بأي شيء مثير أو حتي إصدار بيان تحريضي ضد طرف ما, سواء كان داخليا أو خارجيا, حتي يخلقوا أحداثا ويكون لمراسل الفضائية الذي رتبها سبق إذاعته. وهنا يجب تأكيد أن مثل هذا السلوك غير المسئول من المراسل يجب أن تتحمل مسئوليته الفضائية التي يعمل بها لأنها أولا لاتدقق في مايرسلها لها من مواد, كما أنها غالبا ماتكون علي علم بالحقيقة ولكنها تذيع المادة المختلقة بهدف لفت الأنظار وملء الهواء, كما أنها لاتتحقق من مصداقية أو مؤهلات المراسل وغالبا ماتبحث عن الأقل تكلفة وأكثر نشاطا ولو علي حساب الكفاءة والمصداقية وبالتالي علي حساب الوحدة الوطنية الفلسطينية.